TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > في ذكرى نكسة الخامس من حزيران ..من المسؤول عنها؟

في ذكرى نكسة الخامس من حزيران ..من المسؤول عنها؟

نشر في: 4 يونيو, 2011: 06:13 م

حسين علي الحمداني بعد أكثـر من أربعة عقود على حرب الأيام الستة التي تركت آثاراً سلبية كبيرة ليس على مسارات القضية الفلسطينية فقط بل على مجمل مناحي الحياة في الوطن العربي الذي كان يعيش شبابه ومثقفوه نشوة كبيرة بفعل الشعارات الإيديولوجية التي كانت مرفوعة في تلك المرحلة والتي ساهمت بصناعة رأي عام يتناغم مع قضايا الأمة بشكل كبير جداً.
وما بين الخامس من حزيران عام 1967 واليوم حقبة طويلة ، شهدت أحداثاً كثيرة وكبيرة ،ومسارات متعددة للقضية الفلسطينية التي استخدمها بعض الحكام العرب للقفز إلى كراسي الحكم وإذا بهم يتخلون عنها في اللحظة التي حققوا فيها غاياتهم . وقرأنا كثيراً عن أسباب النكسة أو الهزيمة أو أية تسمية أخرى أطلقها الكتاب والمنظرون من قوميين ويساريين وعلمانيين ، ولكن جميع هؤلاء لم يلامسوا الحقيقة الجوهرية لهزيمة النظام السياسي العربي في حرب حزيران 1967 ، لم يجرؤ أحدً أن يقول بأن القادة العرب آنذاك صنعوا الهزيمة بأيديهم ومنحوا الشعوب النكبة ، هذه الشعوب التي عادة ما تدفع فاتورة أخطاء الحكام لكنها في حزيران 67 دفعت فواتير متراكمة ومضاعفة لأخطاء مقصودة كانت تهدف إلى قتل الروح في الشارع العربي ، هذا الشارع الذي صدّق ما روجته وسائل الإعلام العربية آنذاك عبر ترديدها البيانات العسكرية الوهمية والتي لو تم إحصاء عدد الطائرات الإسرائيلية  التي أُسقطت بنيران القوات العربية لوجدنا بأن إسرائيل فقدت غطاءها الجوي ، ولكن حقيقة النكبة تكمن ليس في الهزيمة العسكرية فقط ، بل في كمية الخداع الرسمي للأنظمة العربية لشعوبها وتزويرها الحقائق إلى درجة الصدمة التي تركت آثارها واضحة في ملامح الفرد العربي وتصرفاته .والغريب أن القادة العرب اعتبروا حرب 67 مباغتة لهم ، رغم إن الأسابيع التي سبقت وقوع الحرب كانت حرباً هي الأخرى من خلال المناوشات العسكرية بين إسرائيل والعرب سواء في  الجبهة السورية أو المصرية أو حتى الأردنية ، وبالتالي فإن مقومات الحرب قائمة وبوادرها موجودة  طوال الشهور الأول من عام 1967، إذ كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين وكانت المدفعية السورية مستمرة بقصف المواقع الإسرائيلية، بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين وتسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل حيث كانت تنطلق عمليات فدائية من سوريا إلى داخل إسرائيل ونفذت الكثير من العمليات الفدائية في هذه الفترة داخل الأراضي المحتلة وتسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا ما بلور اتجاهاً عاماً  داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا، نابعاً من شكاوى المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بسبب القصف السوري دفعت باتجاه التصعيد بصورة أكبر.  وفي يوم 5 نيسان أعلن الكنيست: إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا ، وبالفعل في 7 نيسان 1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21.بعد هذا التصعيد كانت التوقعات تقريبا على كل الصعد تشير إلى الحرب ستنشب بين سوريا وإسرائيل لا محالة، لهذا لم تكن هنالك ثمة مباغتة أو مفاجأة تعلق عليها أسباب النكسة . مع كل هذه البوادر الحربية وجدنا بأن العرب لم يكونوا على قدر مسؤوليتهم في المواجهة واتضح هذا جلياً من حجم الخسائر الكبيرة التي منيت بها الجيوش العربية في مصر وسوريا ، فمن خلال 492 غارة شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مصر ، دمرت فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.وحول خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن الفريق الأول محمد فوزي أن الخسائر بأعداد قوة الطيارين كانت 4% و17% من القوات البرية، وكانت الخسائر في المعدات 85% في القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة ، وكان عدد القتلى والمفقودين والأسرى هو 13600، عاد منهم 3799 أسيرا من بينهم 481 ضابطا و38 مدنيا والباقي جنود، واتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مئتا دبابة تقريبا دمر منها 12 دبابة وقتل 60 فردا وتركت 188 دبابة للعدو ، وفي سوريا كانت الخسائر أقل بحدود 32 طائرة و500 قتيل ، وفي الجانب الأردني كانت الخسائر البشرية أكثر من ستة آلاف ، والمادية 27 طائرة بين مقاتلة ومروحية .لكن لعل من أسوأ نتائج الحرب احتلال كل من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها،ونزع الثقة بين الحكام العرب وشعوبهم التي ضللوها بالمعلومات والبيانات الكاذبة،وكرست النكسة الصورة المترسخة عن الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر وذلك لسببين: الأول توالي الهزائم العربية منذ عام 1948 والثاني التفوق الإسرائيلي وقدراته وتجهيزه واستخباراته. لكن القوميين العرب أسموها النكسة لتخفيف وطأتها على النفوس، كما أن بعضهم أعلن انتصار العرب في الحرب لان إسرائيل لم تستطع القضاء على "الأنظمة التقدمية" في سوريا ومصر. وإثر النكسة خبت جذوة القومية العربية وتحطمت صورة زعيم القومية العربية الذي سيلقي إسرائيل في البحر كما كان يروج من قبل .وخلاصة القول شكلت تلك الحرب ، بكل ما أفرزته من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية وجيواسترا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram