إسراء كاظم طعمة
اختبرت المنطقة العربية ومنذ سقوط دولة الخلافة العثمانية تجارب في أشكال الحكم تحت نفوذ الاستعمار وخارجه .. سقط بعضها وأسقط البعض الأخر منها...
ومنذ قرابة العامين أزاح نضال الجماهير أنظمة حكم في مصر و ليبيا وتونس واليمن وكادت ان تسقط في دول أخرى ... وأتت الظروف الموضوعية بـ"الإخوان" لتسنم السلطة بعد ثورات دفع ثمنها باهضاً من دماء ثوار الشعب غير المنتمين الى أي تنظيم سياسي ما لا إخواني ولا سواه...
هكذا شاءت "الأقدار" إن يقطف الأخوان ثمار ما لم يزرعوه.. ثمار سنوات من نضال الشعب المصري تحديداً بما قدمته حركات مدنية وشعبية ناضلت ووقفت بحزم وبضراوة في وجه نظام متسبد مثل نظام "مبارك" ..
وما اوصل " الأخوان" الى سدة الحكم في تونس وليبيا ومصر له في الخفاء كما في العلن أيد خارجية بل وأمريكية بالتحديد ارتأت في وصولهم الوجه الأنسب لخدمة مصالحهم في المنطقة العربية بعد ان ترهلت تلك الأنظمة السابقة وفلت من بين أيديها زمام بعض الأمور وما عادت قادرة على تأدية الدور كما كان مرسوما لها..
ولكن كيف رد الإخوان الجميل للشعب وفي أولى أشهر تسلمهم لمقاليد الحكم .. ربما الرد تختصره مشاهد الاحتجاجات العارمة في مصر وتونس عبر ما يعرض من على شاشات التلفاز.. وعبارة مختصرة واحدة لنائب رئيس الجمهورية ومستشار الرئيس المصري يقول فيها " البقاء للاقوى" تزيح الستار عن عقلية " الإخوان" هنا وهناك تلك العقلية المحكومة بمنطق شهوة السلطة والاستبداد والعمل على إقصاء الأخر مهما كانت قاعدته الجماهيرية..
وتبقى جملة من الأسئلة عالقة تبحث عن جواب .. ما هو الشكل الأنسب والأصلح لحكم الشعب العربي؟؟.. أي شكل من أشكال الحكم السياسي قادر على تصحيح وتصليح المسار الاقتصادي ان تجاهلنا بقية المسارات. ذلك الهم المهم لجميع طوائف الشعب التي عانت وما زالت من نير استبداد الفساد والفقر والدكتاتوريات؟؟