اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مهاجرون عائدون: ندمنا على الرجوع.. والإجراءات الحكومية ضعيفة

مهاجرون عائدون: ندمنا على الرجوع.. والإجراءات الحكومية ضعيفة

نشر في: 5 يونيو, 2011: 08:10 م

 بغداد/ إيناس طارق – وائل نعمة حسام ماضي، هاجر عام 2005 بعد أن رمى شخص مجهول في حديقة منزلة ظرفاً اسمر وبداخله "رصاصة" وورقة صغيرة كتب بداخلها "غادر وإلا تموت".حسام خريج كلية الهندسة قبل عقدين وكان موظفاً في التصنيع العسكري المنحل،
 عاد بعد أن سمع تصريحات الحكومة ووزاراتها المعنية بأمر احتضان الكفاءات العلمية العائدة إلى ارض الوطن، و اعتقد أن فرصة حصوله على تعيين في السلك الوظيفي الحكومي فورية، وسيسكن في احد أبراج العاصمة، لكنه وجد نفسه في متاهة الروتين ومن الصعب الخروج منها خصوصا بعد أن أمضى شهرين يتعثـر ودخل في متاهة الروتين الطويل "تعال باجر".حسام كان سعيد الحظ لأنه استطاع مقابلة احد المسؤولين صدفة في إحدى مطاعم بغداد الراقية بعد أن تكلم مع حارسه الشخصي الذي كان مفتول العضلات يتبختر قرب طاولة المسؤول الذي اتضح بعد حديثه معه انه مدير عام في إحدى الدوائر المرتبطة بإحدى الرئاسات الثلاث! "اختصر"، هذه الكلمة قالها الحارس له. شرح حسام قضيته للمدير العام الذي أجابه مشكوراً "بطران أنت ورجعت"!صمت حسام وغادر المكان وعاد إلى بيت أقاربه ليشد الرحيل مرة أخرى ويعود إلى أحضان دول الجوار بدلا من بلده لأنه "بطران".قضية حسام ليست الوحيدة من بين عدد من الكفاءات العلمية العائدة والتي أصيبت بخيبة أمل خصوصا، خريجو الكليات الإنسانية مثل التربية واللغات والفنون الجميلة الذين وجدوا أنفسهم خارج نطاق الخدمة وغير مشمولين بالعودة إلى الوظيفة والتمتع بخيرات البلد، فأمام وزارة الهجرة الكثير ممن يحمل "فايله" بانتظار الحصول على مخاطبة وزارة الهجرة مع الوزارات المعنية، خصوصا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة. فمشكلة عودة الكفاءات العلمية من المشاكل المهمة التي تواجه العراق اليوم، وإذا لم يتم دراستها من جميع الأبعاد العلمية والاجتماعية والأمنية فان الكفاءات سوف تعاود الرحيل مرة أخرى، والمشكلة التي واجهها العراق قبل وبعد التغيير كانت تصب في عدة جوانب سلبية أفقدت البلاد علماء وليس فقط كفاءات بسبب بطش النظام الدكتاتوري ومحاولته بسط نفوذه والسيطرة على عقولهم وصبها للعمل ضد البشرية وضياع الأمن وقتل الكفاءات بعد عام 2003 وجعل مشكلة "هجرة العقول" فرصة للدول أن تتقدم في عدة مجالات مستغلة الكفاءة العراقية لصالح بلدها.أربع ساعات لبلوغ مكان العمل وقصة طبيبة الأسنان قسم عبد الوهاب هي الأخرى تعكس معاناة العائدين فهي قد عادت إلى العراق قبل عام بعد أن سمعت عن استتباب الأمن فلم تقدم أوراقها إلى وزارة الهجرة لأنها صدمت بإجراءات الروتين وتعقيد إجراءات المجالس البلدية بشأن مطالب شكلية منها أن تكون للعائد بطاقة تموينية منفصلة أي أن يكون هو رب الأسرة بحسب تعليمات وزارة الهجرة كما يدعون. أما قصة عودة قسم لوظيفتها كطبيبة أسنان فلها جوانب أخرى حيث تقول: بعد مراجعات طويلة تجاوزت السنة وكتابنا وكتابكم بين مديرية صحة بغداد الرصافة وقطاع الصدر, كوني كنت اعمل قبل مغادرتي العراق في التسعينيات في المركز الصحي في الفضيلية, تم صدور أمر تعييني نظراً لتوفر درجة شاغرة، ولكن في القطاع نفسه في مدينة الصدر, تركت زوجي في دبي ورجعت لتسلم الوظيفة التي فوجئت انها لا تستحق العناء ولا مشوار طويل من "الواسطات" واللقاءات مع المسؤولين في وزارة الصحة حيث لم يتم احتساب سنوات خدمتي السابقة ومع ذلك قبلت، وجاءت السنة الثانية، لكن الصدمة أن الراتب لا يسد أجور نقلي بين محل سكناي في القادسية وعملي في مركز صحي في مدينة الصدر. وتضيف كنت اخرج في الساعة السادسة والنصف او السابعة صباحاً لأصل الى مكان عملي مع معاناة وخوف من حوادث الطرق وغيرها, وتقول قسم حاولت ان اجد مخرجاً لوضعي هذا ونقلي الى مكان اقرب في صحة الكرخ ومراعاة ظروفي لكن دون فائدة فقدمت اجازة لمدة سنة لأعود إلى دبي ربما أتمكن مجدداً من إيجاد عمل فقدته هناك وبصراحة أنا أفكر بعد انقضاء سنة الإجازة بدون راتب أن أقدم استقالة مع كتاب شكر إلى وزارة الصحة لهذه الرعاية التي أوصلتني لحالة الندم والعودة مرة أخرى إلى البلد الذي كانت تقيم فيه مرة أخرى.الحنين إلى الوطنعلي القيسي شاب تخرج من كلية التربية الرياضية وبقي بدون تعيين وعمل لسنوات يقول: احن الى منطقة سكناي واصدقائي, لكني اضطررت الى الهجرة, بعد أن أغلقت الأبواب في وجهي. وأضاف قبل أربع سنوات كنت آمل أن اعمل مدرس تربية رياضية، غير أن هذا يعني أن ادفع ثلاثة أوراق فئة المئة دولار دون وجود ضمان لا في التعيين ولا في استرجاع المبلغ، وحاولت أن أجد من يعينني على فتح قاعة رياضية وتوفير مستلزماتها دون جدوى، وكان يمكن للدولة أن تسهل إقراضنا مبلغا مناسباً لفتح عمل يتناسب واختصاص كل شاب، بدلاً من دفعنا للبحث عن مصدر عيش في الخارج. واشار الى انه لم يهرب بسبب العنف الطائفي لكنه يأس من إيجاد عمل في وطن يزخر بالخيرات. ويشير الى انه في زيارة قصيرة للعراق لرؤية اهله واصدقائه ليعود بعدها الى كوبنهاغن التي وجد فيها الامان والاستقرار.من يقدر الكفاءات؟أما أب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram