وديع غزوان بغض النظر عن الآراء والمواقف المتباينة عن جدوى مهلة المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء لتقويم أداء الوزراء، فان هنالك شبه إجماع على انها بهذه الصورة والشكل الذي خرجت به لم تكن بمستوى احتجاجات الشارع الشعبي ولا بمستوى طموحاته، وربما كان ينبغي ابتداءً ان يتم وضع برنامج وخطط عمل للوزارات تتم مناقشتها في مجلس الوزراء.. ولا ندري كيف يمكن ان تخرج مهلة المئة يوم بحصيلة ايجابية اذا كان المعنيون بها
من وزراء وغيرهم غير متفقين على أهدافها او الغرض منها ويتخبطون في فهم معانيها، فالبعض عدها فرصة للوزراء لإثبات جدارتهم بموقع المسؤولية من خلال حصيلة ما ينجزونه من مشاريع وبرامج، وآخر قال ان الهدف منها وضع خطط عمل للأيام المقبلة لانه ليس بمقدور أي منهم وخلال الفترة القصيرة من تسلمهم المسؤولية ان يحققوا شيئاً ذا أهمية في ضوء فوضى العمل التي تسود الوزارات.. آخرون اعتبروا وضع هذه المهلة تهرباً من المسؤولية المباشرة وتحميلهم تبعات أخطاء سنوات متراكمة، ومراجعة سريعة الى تصريحات بعض المسؤولين البرلمانيين والحكوميين تؤكد صحة ما ذكرناه، وإذا أضفنا الى كل ذلك العبء المضاف على الحكومة بتشكيلة يقر جميع أطرافها بترهلها علمنا مبلغ ما نحن فيه من أوضاع لا نحسد عليها، لقد كان بمقدور رئيس الوزراء بحسب ظننا المتواضع ان يعلن للشعب بصراحة وشفافية تحفظاته على تشكيلة، حكمت على نفسها بالفشل منذ البدء عندما بنيت على أسس خاطئة تتمحور على توزيع حصص الفائزين في (مارثون الانتخابات)، وبهذا وضعت الكتل السياسية أولى خطواتها على طريق التنصل من برامجها الانتخابية التي ادعت التمسك بها والتي كان ابرز سماتها التعهد بالتخلص من تراكمات السنوات الماضية وبخاصة المحاصصات الطائفية التي قسمت مؤسسات الدولة الى ضيعات واقطاعيات تجعلها مشلولة وعاجزة عن تنفيذ خطة يفترض ان تكون شاملة.انتهت فترة المئة يوم او كادت وبدأت بعض الأصوات تروج لمئة أخرى لتوقع الحكومة نفسها في نفس الخطأ السابق عندما تعالج الأوضاع بهذه الصورة البعيدة عن صلب وجوهر القضايا وتتمسك بإجراءات شكلية.ونعتقد ان الإخفاق الكبير الذي يجب ان يعطى أولوية على ما سواه الآن، والذي جعل السير متعثراً في طريق الإصلاح هو تعمد بعض أطراف العملية السياسية إفراغ الكثير من المفاهيم والقيم من معانيها ومنها مفهوم الشراكة الوطنية الذي يفترض ان يكون لحماية مصالح الوطن والمواطن، لكنه فقد معناه وسط حمى التنافس على المناصب.الجميع بهذه الصورة او تلك يتحملون نتائج هذا الإخفاق المستمر وفي جميع القطاعات.. وكان يؤمل من القوى السياسية ان تتخذ مواقف واضحة وجريئة إزاء مطالب المتظاهرين السلمية، لكنها آثرت مصالحها فكانت مواقفها تتراوح بين الصمت على بعض ممارسات الأجهزة الأمنية تجاه المحتجين في ساحة التحرير واعتقال بعضهم، في حين عمد الآخر الى التبرير والتسويف، اما الأكثر ألما ومرارة فهو حملات التشويه التي تطلق بحق المواطنين وإطلاق صفات لا أساس لها من الصحة، وبذا تنتهي فترة المئة يوم دون ان نأخذ الدروس والعبر منها وبعد ان ابتعدت نخبنا عن روح الديمقراطية، وهذا هو الفشل بعينه.
كردستانيات :انتهت المئة يوم.. ولكن

نشر في: 5 يونيو, 2011: 09:01 م







