اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > تناقضات الكتاب الأخضر

تناقضات الكتاب الأخضر

نشر في: 6 يونيو, 2011: 06:04 م

اسم الكتاب: ماذا يقول كتاب القذافي الأخضر؟المؤلف: محمد بازيترجمة:المدىإن نجاح  التحالف الشعبي الليبي في زعزعة العقيد معمر القذافي عن السلطة  يعني ليس فقط سقوط الدكتاتور الأطول حكما في العالم العربي ، بل أيضاً نهاية النظام الإيديولوجي الذي كان يحلم من خلاله بقمع كل منافسيه . و بينما يراه معظم العالم بأنه الحاكم الشاذ الوحشي ، فقد حاول القذافي على مدى قرون أن يرسم لنفسه صورة رجل الدولة الفيلسوف ، و هو طموح تجسد في الكتاب الأخضر:  كتابه الشهير  ذو الفصول الثلاثة  الذي يضم تأملاته في السياسة و الاقتصاد و كل شيء، من شرور مكننة مزارع الدواجن إلى أهمية امتلاك كل فرد  سيارة  خاصة به  . في ليبيا، يتواجد الكتاب في كل مكان ، و تترعرع أجيال من الطلبة و هم يدرسونه، كما إن الحكومة تنحت تماثيل على شكل الكتاب.
الكثير من تحليلات الكتاب الأخضر تؤكد استطرادات  القذافي و ولعه  بشرح ما هو واضح و لا يحتاج الى شرح ، مثل إعلانه بان " المرأة  أنثى و الرجل ذكر ". و لأن الكتاب عبارة عن خبط عشواء فان الناس تنصرف عنه لكونه خليطا من الأمثال المشوشة و استطرادا لدكتاتور مجنون. وفي الحقيقة إن هذه الأطروحة المكونة من 21000 كلمة لا تقدم فكرة متماسكة. انه مزيج من الاشتراكية المثلى و القومية العربية، وإيديولوجية ثورية للعالم الثالث كانت رائجة في زمن كتابتها ، مع جذور من الفوقية  البدوية ، و أن لهجته و أسلوبه يرددان صدى تقليد  من الأدب العربي القديم : تقليد الحاكم أو طرحه لقضايا الفلسفة و السياسة و الفن و الثقافة أو ما يخطر على باله. في عام 1975 ، أي بعد ست سنوات من تسلمه السلطة ، نشر القذافي المجلد الأول من الكتاب الأخضر الذي اسماه ، بلا حياء ، "حل مشكلة الديمقراطية " الذي وعد من خلاله بإنقاذ العالم من فشل الديمقراطية الغربية و من الشيوعية على حد سواء. يسخط القذافي من الانتخابات و الأحزاب السياسية و التمثيل الشعبي . انه يستهجن الاستفتاءات الشعبية و الاحتكام للشعب و يسميها "احتيال على الديمقراطية" . و يزعم إن أفضل أشكال الديمقراطية هو تجمّع الجماهير في لجان شعبية و مجالس و جمعيات مهنية . المجلد الثاني يعرض " حل المشكلة الاقتصادية "، و هو خليط من مثاليات شبه اشتراكية و مفاهيم رأسمالية.يظهر القذافي في بعض أجزاء الكتاب متعصبا طبقيا عصاميا، و في أجزاء أخرى يمجّد الامتلاك. يقول "لا حرية لرجل يعيش في دار رجل آخر سواء أكان يدفع إيجارا ام لا" و" يجب أن تمتلك سيارتك". بعض الدارسين وجدوا إن  الإيديولوجية السياسية و الاقتصادية للكتاب الأخضر تناقض روسو و ماو و ماركس ; بينما اقتفى آخرون خيوطه رجوعا للفلسفة الإسلامية. الكتاب لا يعتمد على مراجع و مصادر خارجية – ليس فيه ذكر للنصوص الدينية او لمفكرين سياسيين او اقتصاديين الذين ربما كانوا قد اثّروا في القذافي. في كل الاحوال، القذافي  لم يكن مثقفا بشكل جيد و لا قارئا عندما قام بتأليف الكتاب الأخضر. و بلا شك ، كان متأثرا جدا بجمال عبد الناصر، الزعيم المصري الذي قاد  عام 1952 الثورة التي أسقطت الملك فاروق المدعوم من البريطانيين. عندما كان مراهقاً، كان القذافي يستمع إلى إذاعة صوت العرب و يتذكر خطابات ناصر . لقد صنع عبد الناصر قضية لمقاومة الامبريالية من خلال تأسيس كيانات محبة للعرب و الأفارقة و الإسلام و زعم ان من واجب الزعيم توحيد و قيادة هذه الكيانات.يصف ناصر العالم العربي بأنه " تائه يبحث عن بطل" و كان القذافي يرى نفسه ذلك البطل. كذلك يعبّر القذافي في كتابه الأخضر عن تعظيم البدو و المجتمع القبلي التقليدي . ربما يقلد القذافي هنا المؤرخ و الفيلسوف  ابن زيدون الذي يعتبر كتابه " المقدمة " بذرة علم الاجتماع الحديث . يقسّم ابن خلدون المجتمع الى  مجتمع رحّال  و مجتمع مستقر ، و يزعم انه كلما صار البشر أكثر تحضرا كلما أصبح منحلاً و ضعيفاً. القذافي يمجّد الوحدة البدوية و يقارن شرور الحياة العصرية بالماضي " الطبيعي " المثالي . فمثلا مهاجمة  مكننة مزارع الدواجن (لحوم الطيور البرية أطيب طعما و أكثر فائدة لأنها تنمو طبيعيا و تتغذى على الطبيعة) تقابل التنديد  بشرور إرسال الأطفال إلى الحضانة و أهمية " الأمومة الطبيعية " . و في مكان آخر يطلق القذافي على التعليم الإلزامي بأنه " تبليد إجباري لأذهان الجماهير " و يحث على " ثورة ثقافية عالمية لعتق فكر الإنسان من التعصّب ". بعد نشر مجلده الأول مباشرة، أعلن القذافي بأنه سيضع مبادئ الكتاب الأخضر موضع التطبيق ، فاستقال من كافة مناصبه الرسمية عام 1977 و ادعى بأنه " نموذج لعصر الجماهير". و ادعى بان الليبيين سيبدأون بحكم  أنفسهم ، مستبدلا إدارات الحكومة بلجان شعبية – شبكة من مجالس المدن في ليبيا . بالطبع بقي القذافي و زبانيته يحكمون قبضتهم ; كانت المجالس الشعبية تعقد جلسات قليلة كل عام – حسب مزاج  القذافي – و بالطبع كانت الجلسات تؤكد رغبات القائد.في الثمانينات، حاول القذافي و مستشاروه فرض بعض الأفكار الاقتصادية المطروحة في الكتاب الأخضر، و هم يموّهون أنفسهم بوضع طلاء من السلطة المحلية على النظام الاشتراكي المركزي. لقد أسسوا نظام أسواق تديره الحكومة و أصدروا أمراً يسمح لكل عائلة بان تمتلك دارا واحدة فقط. هذه " الإصلاحات " أنتجت نظاما مليئا بالفساد و سوء الإدارة ، دم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram