يبدو أن المستهلك هو من يدفع ثمن ظاهرة الاحتباس الحراري، فقد أشارت دراسة أجريت أخيراً إلى ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية ناتج عن ارتفاع حرارة الأرض.يقول العلماء في جامعة ستانفورد إن ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار أدى إلى زيادة كلفة إنتاج القمح، والذرة، والأرز والصويا بنسبة 5% منذ الثمانينات من القرن الماضي. غير أن الدراسة توصّلت أيضاً إلى أن مناطق الإنتاج الزراعي الكبرى في الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك تفاوت فيها التعرض لتلك الموجة، وهي ما زالت تتمتع بجو بارد كما كانت منذ ثلاثين عاماً مضت.
منتجات أقلويقول الدكتور ديفيد لوبيل، الذي صاغ النتائج المنشورة في مجلة «ساينس» العلمية (يبدو كأن المزارعين في أميركا الشمالية قد نجوا من الجولة الأولى لارتفاع حرارة الأرض. وهذا أمر مدهش إذا ما وضعنا في الاعتبار ما شهدناه من تغييرات مناخية في المناطق الزراعية في جميع أنحاء العالم).وكان الدكتور لوبيل وزملاؤه أجروا فحصاً لسجلات درجات الحرارة وسقوط الأمطار منذ عام 1980 في معظم أهم مناطق الإنتاج الزراعي في العالم. واستخدم هؤلاء العلماء بعدها نماذج كمبيوترية لتقدير ما يمكن أن تكون عليه مواسم الحصاد خلال الثلاثين سنة الماضية في حالة استمرار الوضع المناخي دون تغيير.وكانت النتيجة أن إنتاج القمح جاء منخفضاً بنسبة 5.5% مقارنة بحالة استمرار المناخ مستقراً، كما انخفض إنتاج الذرة بقرابة 4%، وفق الإحصاءات التي توصّل إليها التقرير.rnالرز والصويا بخيربيد أنه يبدو أن ارتفاع حرارة الأرض لم يؤثر على إنتاج الأرز وحبوب الصويا، وقال الباحثون ان الولايات المتحدة التي تنتج الصويا والرز أكثر من أية دولة اخرى، عانت من ارتفاع بسيط في البرودة، ولكن انتاجها لم يتأثر.والى وقت قريب، وقبل ان تتقدم عليها الصين، كانت الولايات المتحدة أكثر الدول تسريبا لثاني اوكسيد الكربون، الغاز الرئيسي المؤثر في ظاهرة الاحتباس الحراري، والذي يرى العلماء إنه مسؤول عن دور الانسان في ارتفاع درجة حرارة الأرض.ويقول الدكتور لوبيل «إن إنتاج المحاصيل الزراعية مازال يزداد في معظم الدول، ولكن ليس بالوتيرة السريعة، وذلك بسبب تأثير التغيرات المناخية. ومنذ اعوام الخمسينات من القرن الماضي، فكل معدل حرارة الجو يرتفع بنسبة تبلغ13 % في المئة في كل عقد من الزمن.الحرارة إلى ارتفاعولكن خلال العقدين أو الثلاثة عقود المقبلة، يتوقع ان ترتفع وتيرة الارتفاع في درجات الحرارة الى 50 في المئة اكثر من الآن، وذلك وفق تقرير لجنة التغيرات المناخية الحكومية التابعة للأمم المتحدة.ويرى الدكتور لوبيل ان مناطق الانتاج الزراعي في الولايات المتحدة من المحتمل الا تتفادى ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود المقبلة، واضاف ان «الدراسات في علوم المناخ لم تتوصل بعد الى الاسباب وراء عدم ارتفاع حرارة الصيف في حزام مناطق زراعة الذرة غير ان معظم التفسيرات تشير إلى أن زيادة الحرارة مستقبلا امر محتمل، كما هي الحال في أنحاء العالم المختلفة». ويقول د. ولغرام شلينكر استاذ الاقتصاد في جامعة كلومبيا، الذي شارك في كتابة البحث (لقد توصلنا إلى انه منذ عام 1980 ظل تأثير التغير المناخي في انتاج المحاصيل الزراعية يحدث زيادة تصل إلى حوالي 20 في المئة في اسعار السوق العالمية).rnارتفاع الأسعاروإذا أخذنا في الاعتبار التأثيرات المفيدة لارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو في المحاصيل الزراعية، فإن الزيادة في الأسعار تصل إلى حوالي 5 في المئة. وأضاف (تبدو نسبة الـ 5 في المئة بأنها ضئيلة، وذلك حتى ندرك انه وفق الأسعار الحالية فإن الانتاج العالمي لهذه المحاصيل الاربعة يبلغ قرابة تريليون دولار في عام. وبالتالي فإن زيادة السعر بنسبة 5 في المئة تعني ضمنيا زيادة في الانفاق على المواد الغذائية تصل إلى 50 مليار دولار). عن ديلي ميل ترجمة رضا عامر
الاحتباس الحراري.. ارتفاع أسعار
نشر في: 6 يونيو, 2011: 06:16 م