ها هي مدة المئة يوم قد انتهت مخلفة وراءها زوبعة من الاحتجاجات والانتقادات من قبل أساتذة وطلاب الحرم الجامعي في كل من جامعتي بغداد والمستنصرية ، الذين أكدوا ان تلك المهلة قد أكدت فشل الحكومة في تقديم خدماتها للشارع العراقي الذي يعاني من إهمال
 في كل الخدمات بما فيها البلدية التي تحتل المرتبة الأولى. ومن اغرب صور الشفافية التي نعيشها التعميم الذي أصدرته وزارة التعليم العالي بحظر اي حديث مع الصحافة الا بموافقات مسبقة ، مع ان الموضوع برمته لا يخرج عن كونه استطلاعا للرأي عن مهلة المئة يوم.  ويؤكد عبد الله الرفاعي أستاذ في جامعة بغداد إن مهلة المئة لم تحقق الغرض المرجو منها ، كونها مجرد بدعة جديدة جاءت بها السياسة  العراقية ، كما انها أسلوب وطريقة لم يسبق لأية دولة في العالم أن لجأت إليها لا في التاريخ القديم ولا الحديث ، فليس من المعقول ان تلتزم وزارة في تنفيذ  برامجها بهذه المدة وتلزم نفسها بمهلة ليست متأكدة من نتائجها ،فإذا كانت مهلة المئة يوم تعني إعطاء مؤشر فان الكتاب يعرف من عنوانه حيث يشير الى انه يمكن التعرف على الوزير من خلال خلفيته العلمية والمهنية فلا ضرورة لجعل العراق حقل تجارب .  أما الدكتورة روناك توفيق أستاذة في كلية البنات فقد أشارت الى ان مهلة المئة يوم جاءت مخيبة لآمال الشعب وانتكاسة للحكومة ،و كان أجدر بالحكومة بحسب رأيها ان تحل المشاكل والأزمات التي يغرق بها البلد بشكل علمي .وتؤكد ان المواطن لدى خروجه للتظاهر كان يأمل ان يجد حلولاً لأزماته العديدة منها على سبيل المثال أزمة البطالة ، أزمة السكن ، أزمة الكهرباء ،  ، فهذه المئة يوم ليست عصا سحرية تغير الحال السيئ الذي يعيشه البلد الى حال افضل ، بدون دراسات وإحصائيات ولجان عديدة ، لذلك فشلت المهلة فشلا ذريعا، وجعلت الشارع العراقي يزداد سوء. مبدأ العقاب والثواب  وقال الدكتور صلاح العبيدي أستاذ في جامعة بغداد :إن  الناطق باسم الحكومة قد أكد ان التقييم لن يشمل الوزراء فقط بل جميع المسؤولين وستتم المناقشة لتقييم أداء عمل الكل وفق مبدأ العقاب والثواب ، لكن ما نخشاه إن الوزير سيكون بحماية كتلته حتى وان كان مقصرا ، وسينال الثواب بعد خلط الأوراق  بشكل يدعو الى استياء الكثير . وأضاف لقد فتحت الحكومة بهذه المهلة الباب على مصراعيه لخلافات جديدة كانت في غنى عنها، مع علمها الأكيد ان هذه المهلة لا تستطيع ان تفعل شيئا فقد ولدت فكرتها ميتة ، ولكن الحكومة أرادت بهذه المهلة امتصاص نقمة المتظاهرين بوعود لم تكن تستطع الإيفاء بها ، لكن الشارع العراقي فطن وذكي وكان يعلم فشل هذه المهلة لذا كان يمارس التظاهر كل جمعة لأنه لم يكن مقتنعا بهذا الحل ( مهلة المئة يوم).إعادة الانتخابات وأوضح الدكتور هاشم مشتاق من جامعة بغداد بان الحكومة كانت على علم بان المهلة لا تحقق شيئا ملموسا ، لكنها اختبأت خلفها لظنها بانها سوف تستطيع ان تعمل شيئا خلال هذه المدة لكن واقع الحال اكد استحالة ذلك ، لذا ما على الحكومة بعد هذا الفشل الذريع ألا  تعيد الانتخابات . أما الحديث عن تشكيل حكومة أغلبية فهذا نفق مظلم اخر وضعت الحكومة نفسها فيه ، وبذا سوف تزداد الامور تعقيدا مع بقاء مطالب المتظاهرين بتحسين الخدمات كما هو ولم يتزحزح ملف الخدمات قيد أنملة.طلاب الجامعات أشارت الطالبة سرى من الجامعة المستنصرية / قسم الكهرباء الى انها لم تتابع تلك المهلة لأنها تدرك ان أقوال الحكومة الآن هي هواء في شبك !، فيما قال زميلها ضرغام من القسم ذاته انه قد سمع وتابع بعض الأحاديث التي توردها الفضائيات حول المهلة فوجدها غير جدية  ،فهي مثلا لا يمكنها ان تقضي على البطالة ، ولا تأخذ بيد الصناعة المتدهورة ، ولا تحل أزمة السكن المستعصية واختتم حديثه الطالب ضرغام بالتأكيد ان هذا الشعب مسكين فقد سلبت حقوقه في السابق وهاهي تسلب الان .  ومن معهد الإدارة التابع لجامعة بغداد أشارت الطالبة فاتن احمد إلى ان الشارع العراقي يأمل خيرا في التوصل الى توافقات ترضي جميع الكتل السياسية المتناحرة وتقول أنها سمعت ان وزارة البلديات لديها برامج عمل جيدة ، واختتمت حديثها بالقول إن شاء الله تكون النتيجة مرضية ، فيما قالت زميلتها سماح رياض من المعهد أيضاً انها لم تسمع بهذا الاجراء ولم تدر ماذا تعني مهلة المئة يوم ، في حين ان زميلها الطالب عامر نجم قال انه لم يتابع الأمر ،فيما اشار الطالب طه يونس العزاوي إلى  ان المهلة المشار إليها لم تأت بنتيجة  وولدت ميتة، فهو سيتخرّج هذا العام وسينضم الى جيش العاطلين ..  من كلية اللغات أشارت الطالبة زينب الى ان المهلة تراها غير جدية ، وقد تم طرحها بشكل ارتجالي والسبب هو لامتصاص نقمة الشعب على تردي الخدمات وعلى ملفات الفساد الإداري والمالي ، ومن فرع اللغة الفرنسية أشارت الطالبة سحر إسماعيل الى ان الحكومة تريد التوكؤ على عصا مكسورة ، وهي بذلك لا تقوى على الصمود بوجه المطالبات العديدة التي طالب بها المتظاهرون  طيلة مدة المئة يوم ، م