تحليل / د. كاظم الربيعي
بقدر ما تألمنا لفقداننا فرصة ذهبية تأريخية للفوز ببطولة غرب آسيا السابعة إثر خسارتنا امام الفريق السوري بنتيجة (1- 0) ، فاننا فرحنا بإضافة نخبة من اللاعبين الشباب المتألقين سيشكلون أعمدة مستقبلية وركائز لمنتخبنا كجلال حسن وعلي عدنان ووليد سالم وسيف سلمان بعد ان سبقوهم في الاولمبي والوطني حمادي أحمد وأمجد راضي وأحمد ياسين ونبيل صباح وعلي بهجت واسامة رشيد وآخرون، وبالتأكيد ستزداد خبرتهم وثقتهم بأنفسهم في المباريات المقبلة.
وبالعودة للمباراة من خلال ملاحظة الفريق السوري في المباريات الثلاث التي خاضها مع العراق والاردن والبحرين ، الكل شخـَّص الفريق السوري بأنه فريق الشوط الثاني ويوزع جهده وطاقته في الشوط الاول ويفجّرها في الشوط الثاني ويساعده في ذلك أولاً الهدف المعنوي للفوز في هذه البطولة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا والحاجة الى وحدة الشعب السوري وهي حالة مشابهة لحالة التألق والفوز ببطولة آسيا 2007 ولما لها من تماسك أطياف الشعب العراقي.
وثانيا المهارة والسرعة والمثابرة والوضع التحضيري السريع للهجمات المرتدة السريعة ومعظم لاعبيه من منتخب الشباب والاولمبي السوري قدموا جملاً تكتيكية وشجاعة هجومية ودفاعاً مقاتلا بالرغم من وجود ثغرات دفاعية لم يستغلها هجوم منتخبنا وكنا خائفين ان يمرّ الشوط الاول بالتعادل او الخسارة ، وفعلاً وقع المحظور منه ، وطبّق الفريق السوري السيناريو نفسه لمبارياتهم الثلاث السابقة وبنجاح كبير.
اعتمد منتخبنا الوطني على النزعات الهجومية للاعبين الثلاثة لأمجد راضي في الامام وخلفه المتحرك حمادي احمد والجناح المتألق احمد ياسين الذين لم يكونوا بمستواهم الطبيعي وفقدوا تركيزهم الهجومي نتيجة ضغطين اولهما نتيجة المباراة وثانيهما الضغط العالي من قبل لاعبي سوريا على حائز الكرة وبخاصة في منطقة الوسط (منطقة العمليات) وكذلك التحضيرالبطيء للاعب خط الوسط خلدون ابراهيم وحماسة كبيرة لسيف سلمان أثـَّر على تركيزه الذهني .
لم يستغل منتخبنا نقطة الضعف في الدفاع السوري وخاصة بعد تجدد اصابة قلب الدفاع عبد الناصر وفقدان الترابط الشجاع لبناء الهجمات على الاطراف بين علي عدنان ونبيل صباح من اليسار وكذلك وليد سالم واحمد ياسين من جهة اليسار وكانت الهجمات خجولة وغير منسقة واخطرها في الشوط الاول التسديدة الرائعة للمدافع احمد ابراهيم في العارضة وتسديدة حمادي غير المركزة للحارس بلحوس ، وهكذا كانت الحيازة لنا وافتقدنا الحلول الفردية الهجومية .
تكتيك الفريق السوري الخروج بالشوط الاول من دون خسائر واعتمدوا على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة للمهاجمين احمد الدوني وعمر السوما مع تحرك الجناحين السريعين محمود المواس وعدي جفال ، ونجح الفريق السوري في الشوط الثاني وظهرت قوته بالسيطرة على منطقة الوسط وبناء الهجمات السريعة وعزيمة الفوز بالرغم من الجهد البدني العالي في مباراته مع البحرين خلال الاشواط الاربعة وركلات الجزاء الترجيحية ودراماتيكية المباراة التي استنزفت طاقاتهم التي لم يستغلها منتخبنا بهجماته الخجولة وغير المركزة لحمادي وامجد راضي وغيرهما.
كان التحول الخطير في مجرى المباراة في التبديلات لاحمد ابراهيم بسامال سعيد في الدقيقة 66 وكذلك احمد ياسين بأمجد كلف ومن وجهة نظري لو استبدل كلف بدلاً لنبيل صباح وبقي احمد ياسين وأمجد كلف كأجنحة هي الافضل وكذلك رجوع خلدون ابراهيم بدلاً من احمد ابراهيم ونزول مثنى كلاعب ارتكاز في الوسط ، ثم الاستبدال الثالث يكون بخروج امجد راضي ودخول مهاجم آخر بدله كحسام ابراهيم او عمار عبدالحسين .
ولكن يبدو ان المدرب كان خائفاً من الفريق السوري نتيجة ادائه الرائع امام البحرين ووقع في حالة من الارتباك والتعجل في التبديلات لذلك حدثت اخطاء في عمق دفاع منتخبنا وفقدان زمام الامور في وسط الملعب واحتفاظ غير مبرر في المناطق الخلفية الدفاعية ثم لعب الكرات الطويلة العالية والتي قطعها الدفاع السوري وسط تكتيك غير واضح بينما نجح الفريق السوري في بناء الهجمات السريعة بايقاع سريع وخطر وأنقذ الحارس المتألق جلال حسن لأكثر من ثلاثة اهداف محققة ، ولكن سجل الفريق السوري الهدف القاتل د( 73 ) عن طريق المدافع غير المراقب احمد الصالح برأسيه من ضربة زاوية ولم يستطع اسود الرافدين احراز هدف التعادل من فرصتي امجد راضي وحمادي احمد في الوقت بدل الضائع .
ويمكن القول بأن فريقنا لعب بشبابيته وحماسته وسط غياب الجانب الخططي والتركيز الذهني، وكسبنا لاعبين جديرين بتكملة حلقات الفريق مع عناصر الخبرة المتميزين بدنياً ونفسياً وادبياً للتألق في دورة الخليج القادمة وتصفيات كأس العالم وضرورة الاسراع بتعيين مدرب عالمي متميز يختلف عن زيكو او مدرب محلي ذي خبرة وكفاءة ومن الله التوفيق.
مدرب المنتخب السابق