بغداد/ المدى اعتبر الشباب المعتقلون الأربعة الناشطون في إقامة التظاهرات أن عملية اعتقالهم من قبل السلطات الأمنية في ساحة التحرير قبل أسبوعين هي عملية اختطاف.وقال مؤيد فيصل احد المعتقلين الأربعة في مؤتمر صحفي عقدوه أمس نظمه المجلس العراقي للسلم والتضامن
حضرته المدى بعد إطلاق سراحهم أمس إن قوات أمنية قامت باعتقالهم من ساحة التحرير وقاموا بشد أيدينا وعصب أعيننا لساعات طويلة وتم نقلنا الى مطار المثنى.الشباب الأربعة الذين أصروا على انهم خطفوا من ساحة التحرير، أكدوا أن عملية اعتقالهم ابتدأت بمؤيد الطيب الذي كان متوجها من ساحة الطيران باتجاه التحرير صباح الجمعة، ويقول الطيب " سمعت خطوات تأتي من خلفي وما ان التفت حتى وجه لي شخص مدني لكمة على وجهي".وبحسب الطيب فإن خمسة مدنيين توجهوا نحوه وهم يصرخون "لقد امسكنا بمؤيد" وقاموا بضربه، ويحاول الطيب الاستفسار عن سبب هذه الهجمة الشرسة ولكن دون جدوى.وبعد الانتهاء من الضرب قام المدنيون بحمل الطيب إلى إحدى السيارات العسكرية ووضعوا على وجهه درعا واقيا.أفراد الشرطة الاتحادية لم يفعلوا أكثر من نظرات وجهوها إلى الطيب بين الحين والآخر، وما كان بهم الا الانسحاب من السيارة التي اعتقل فيها الطيب لبعض الوقت.مؤيد، كان طيبا وتفوق على جروحه، ليبعث برسالة عبر جهازه الجوال الى زملائه في التظاهرة كي يبلغهم بالذي حصل معه و يحذرهم من عمليات اعتقال قد تطالهم في حال مجيئهم الى التحرير، الا ان الزملاء لم يرتضوا الا بالتحقق من صحة الطيب وبحثوا عنه في كل مكان بعد انقسامهم الى فريقين الاول بقيادة علي الجاف، والآخر بقيادة احمد البغدادي.الطيب يلمح سيارة إسعاف تقف بالقرب من مكان احتجازه، ويبدي تساؤلا "هل أتت الإسعاف لإنقاذي؟"، ولم يكن يعلم ان نقله الى المعتقل سيكون بها.ويسمع الطيب، شخصا ينادي "أين مؤيد؟"، وطلب بإخراجه من السيارة التي كان محتجزا فيها وتحويله الى "سدية" يستلقي عليها وادخلوه الى سيارة الإسعاف بعد وضع منشفة على وجهه"، وطلبوا منه السكوت وعدم الحركة، فضلا عن كيل من الشتائم التي انهالت عليه من قبل السجانين.الطيب بدأ لا يشعر بجسمه بسبب ما تعرض له من ضربات، وبالتالي لم يبد اية حركة في الإسعاف.الإسعاف تنطلق، ويبدي الطيب ارتياحا لعدم اعتقال اي من زملائه، الا ان هذا الإحساس لم يستمر طويلا بعد اعتقال كل زملائه الثالثة، بطريقة شبيهة لاعتقاله.وهنا يقول المتظاهرون إن الإسعاف توجهت باتجاه جسر السنك، ولتعترضها سيطرة أمنية، وتطلب منها تفاصيل عن الحادث وسبب اعتقال الشباب الأربعة في سيارة إسعاف، الا ان الضابط الذي ادعى انه من جهاز الاستخبارات العسكرية تجاوز هذه السيطرة وتعدى عليها بالسب والشتم بعد التعريف عن نفسه، ومن ثم توعد الطيب الذي كان دائما ما يتحدى الاعتقالات، وقال له "سوف ترى ماذا سنفعل بك في المعتقل". الشباب الأربعة ينقلون عن المكان الذي تم احتجازهم فيه، مشاهد تذكر بالقاعات الحمر التي كانت في مخابرات النظام السابق، مشددين على ان أساليب التعذيب الجسدي والنفسي ذاتها التي كان يسمع عنها المواطن العراقي إبان حكم صدام.حيث يصل الشباب الى مكان يطلق عليه مركز الاستخبارات العسكرية في الساعة التاسعة صباحا، وجردوهم من مقتنياتهم، "نقود وهواتف نقالة"، ومن ثم تم تقييدهم ووضعوا قماشا اسود ووصفوه ب"القذر"، ووجهوا اليهم التهم والشتم، واستمروا واقفين في مكانهم حتى الواحدة ظهرا، وبعد استراحة الغداء، أرجعوهم الى حالة الوقوف الى الساعة الرابعة فجرا.وفي اليوم التالي أدخلوهم في "الصالة" ليشاهدوا عددا كبيرا من المعتقلين من بينهم متظاهرون لم يعرضوا على اي محقق، وانتهى اليوم بالسب وكيل التهم، وفي يوم الأحد عرضوا على المحق بعد وقوفهم تحت حرارة الشمس العالية جدا لمدة ساعتين، ووجه المحقق التهم الى المتظاهرين على انهم ضد النظام السياسي ويحاولون إسقاط العملية السياسية، كما اتهم المحقق المتظاهرين على انهم بعثيون وينتمون الى جماعات إرهابية كالقاعدة والجيش الإسلامي، الجهات التحقيقية وبحسب المعتقلين الأربعة تلقوا تطمينات على انهم سيخرجون في ذات اليوم شريطة ان لا يخرجوا في تظاهرة، وتم اصطحابهم بعد عصب أعينهم وتقييد أيديهم الى ساحة ووقفوا فيها من الساعة السادسة عصرا حتى التاسعة صباحا من صباح اليوم التالي ولا يعرفون السبب.وفي صبيحة يوم الاثنين تبدل الحال بعد ان نودي بأسماء غريبة أمام غرفة ضابط التحقيق في إشارة الى المتظاهرين الأربعة وبعدها أظهرت الجهات التحقيقية على الشباب الأربعة هويات مزورة وضعت عليها صور لهم، وبعد أن نفوا ان هذه الهويات تعود لهم استغرب الشخص المعني على التحقيق ان تكون الجهة المشرفة على التحقيق هي من تقف وراء التزوير.وكشف المتظاهرون عن تعرضهم الى الابتزازات من قبل الجهات القائمة على التحقيق وقالوا "ان المحققين طلبوا منا التوقيع على افادات على اننا مزورون للإفراج عنا شريطة عدم خروجنا في اي تظاهرات".واكد المتظاهرون وضعهم في المحجر وهو مكان طو
المعتقلون الأربعة: محققو الاستخبارات لفقوا تهمة التزوير وساومونا على السكوت
نشر في: 8 يونيو, 2011: 08:32 م