ســلام خـياطمسوؤل كبير في وزارة الكهرباء-نسيت اسمه– زف للعراقيين بشرى سارة وهو يمنيهم بكهرباء لا تنقطع أواصرها طوال اليوم وعلى مدار السنة، وذلك قبل نهاية عام (2015 ) ولسان حاله يقول الصبر الصبر، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة. وبذلك قضى على الآمال بعودة الكهرباء لبقية هذه السنة، والتي تلي، والتي تليها حتى تحل السنة الكبيسة الموعودة.
بعد حوالي أربع سنوات، يعني بعد (48) شهرا، يعني بعد (1450) يوما، يعني حوالي (خمسة وثلاثين ألف ساعة)، وعليكم أنتم حساب الدقائق المريرة التي يتقلب فيها العراقي على سعار النار شرط ألا يشتكي ولا يقول آخ.في هذه السنوات الأربع ، يكون الشاب قد اكتهل، والصبي سقط في الامتحان بعد أن عشيت عيونه من المذاكرة على لهب فانوس، والمدارس تقلص عدد طلابها، والمستشفيات خلت من معداتها وأطبائها، وتصفية المياه توقفت والعاطلين عن العمل ازدادوا عددا، و.. و. والأهم من ذلك كله، إن المسوؤل –الذي نسيت اسمه– سيفرك يديه سرورا، فهو موقن إنه لن يحاسب حين يحل الموعد، فالمناصب مؤقتة، وهو في الغد سيكون في موقع آخر، كأن تتبدل الحكومة التي استوزرته أو تنسحب الكتلة التي رشحته، أو –وهذا أضعف الإيمان– يكون قد تسلم المقسوم دون زيادة أو نقصان وفر خارج قضبان السجن الماسي في أقرب فرصة سانحة.تذكرني تصريحات المسوؤل، بحكاية حقيقية كنت شاهدة على تفاصيلها: التمس صديق ببغداد من صديقه البصراوي أن يوافيه بفسيلات نخل ذوات جودة، ليزرعها في حديقة دارته الجديدة، وحبذ أن تكون النخيلات من فصيلة البرحي أو الخستاوي أو البربن أو الخضراوي، .. لبى الصديق القديم رغبة صديقه على الفور، وتصدرت الفسيلات وجنة الحديقة، متباهيات بالرعاية التي يغدقها رب الدار على أميرات الحديقة المدللات.أنتظر الرجل بصبر وترقب، انتظر سنة وأخرى وثالثة وعاشرة (موعد النخلة لطرح الثمر) فما أثمرت النخيلات إلا الحشف. حينئذ اكتشف الرجل كم كان مغفلا إذ انتظر البرحي والخضراوي فما ناله منها إلا النوى وطلع الفحل. هاتف صاحبه مغيظا يعاتبه مر العتاب، فلم يلق من صديقه إلا حرجا وتلعثما، قال: والله يا أبو فلان، لم يكن بين يدي إلا تلك الفسيلات، وأنت كنت على عجل، قلت في سري: سأبعثهن الآن وبعد عشر سنوات يحلها الحلال( بتشديد اللام)، فإما أكون أنا قد مت، فلا عتاب، وإما أن تكون أنت قد مت فلا عذل، وإما أن تكون قد هاجرت هربا من المحرقة التي بدا شرارها ظاهرا للعيان فلا ملامة، أما الآن، فما من تلك الاحتمالات قد تحققت، فسأرسل لك ما طلبت على التو، ولا تسألني إن كان في العمر بقية لانتظار.!!.والآن لنحسب ولو على الأصابع ساعات القر والحر، ونرصد شلالات العرق والدموع التي سيسفحها العراقيون في السنوات الأربع القادمات, وبعدها لنفكر بمحاسبة المسوؤل إن لم يف بوعده - هذا إذا وجدناه في منصبه، او بين كتلته أو في شعاب بلدته، أو إذا تذكرنا اسمه في خضم الأسماء التي أقسمت وتعهدت ووعدت وكانت ثمرة نخلاتها حشف زهدي.
السطور الأخيرة: حذار.. إنه حشف زهدي

نشر في: 8 يونيو, 2011: 09:41 م