مؤيد البدريوأخيراً .. حسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مسألة انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم بتأجيلها إلى 31/7/2011 بعد أن كان من المقرر لها آن تقام في السابع من حزيران 2011 ضارباً بكل قرارات الهيئة العامة والمراسلات التي تمت بين الاتحادين الدولي والعراقي بهذا الشأن .
إن التغيير فى المؤسسات الرياضية وغيرها هو سنة الحياة، لأن (بقاء الحال من المحال) لهذا حُددت فترة الاتحادات بأربع سنوات يتم بعدها إجراء الانتخابات وفق ضوابط محددة لاختيار هيئة إدارية جديدة تأخذ على عاتقها تسيير أمور الاتحاد وفق منهجها الانتخابي، ولا بأس من إعادة أعضاء الهيئة الإدارية السابقة أنفسهم إذا ما إرتأت الهيئة العامة ذلك .والذين لا يعرفون دهاليز (فيفا) وكيف تؤخذ القرارات وتعقد الصفات أقول لهم: إنني عملت أربع سنوات في اللجنة التنفيذية لفيفا (1978 – 1982) ثم سنتين إضافيتين (1982 - 1984 ) عضواً فى لجانه أيام الدكتور (خواو هافيلانج) رئيس الاتحاد الدولي آنذاك حيث كان سيب بلاتر مدير اللجنة الفنية في (فيفا) !وللامانة أقول: إن القرارات في اللجنة التنفيذية خلال فترة (خواو هافيلانج ) كانت تعرض على الأعضاء من دون استثناء ويتم التصويت عليها لإصدار القرار ولا أدعي أن كل القرارات كانت سليمة (مائة بالمائة)، بل أن نسبتها كبيرة جداً .لم تكن واردات (فيفا) المالية بهذه الضخامة التي أصبحت عليها الآن حيث تعتمد بالدرجة الأولى على بطولات كأس العالم وأتذكر أن (خواو هافيلانج) قال مرة خلال أحد الاجتماعات التي حضرتها : إن الاتحاد الدولي سيعلن إفلاسه في حالة عدم إقامة (بطولة كأس العالم) ! لذلك عندما اعتذرت كولومبيا عن تنظيم كأس العالم عام 1986 أصبح (فيفا) بورطة كبيرة وتقرر في حينها إناطة تنظيم البطولة إلى المكسيك تداركاً للوقت والمال .وتبدل وضع (فيفا) عند مجيء سيب بلاتر للرئاسة بعد منافسة شديدة ساهمت بانقسام الدول الأعضاء بين مؤيد ومعارض له .استطاع بلاتر زيادة الموارد المالية للاتحاد الدولي بشكل غير طبيعي وأدت هذه الزيادة الى تدخل الجهات التي تمولها في صلب أعمال (فيفا) ومن هنا بدأ الفساد يدبّ الى هذه المؤسسة الرياضية العملاقة!ومن المآخذ على سياسة بلاتر التصويت على مونديالي( 2018 ،2022)مرة واحدة بحيث أن رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء دول كبيرة وجهت انتقادات قاسية لبلاتر واتحاده الدولي بحيث اضطر إلى حرمان عضوين من أعضاء لجنته التنفيذية من التصويت!ونجح بلاتر الى إقصاء منافسيه الواحد تلو الآخر بدءاً بـ(ليونارد جونسن) ومروراً بـ(عيسى حياتو) وانتهاءً بـ(محمد بن همام) بطرق أقل ما يقال عنها إنها طرق ملتوية .لقد نجح (بلاتر) الفوز بــ(ولاية رابعة) ولكنه خسر الكثير وكان سبباً مباشراً في هذه الفضيحة التي لا يستطيع " مهما عمل " إنقاذ السفينة التي يقودها والوصول إلى برّ الأمان كما صرّح في الكونغرس الأخير لـ(فيفا). إن الشهور المقبلة ستشهد تقلبات كثيرة في المشهد الرياضي الدولي، لأن قائد السفينة – بلاتر – لم يعد قادراً على القيادة وسط هذه الأمواج العاتية التي تأتيه من كل اتجاه .
من الدوحة: دهاليز (فيفا- بلاتر)!

نشر في: 10 يونيو, 2011: 05:02 م