يوسف أبو الفوز ستوكهولمحالما وصلتني الدعوة لحضور المهرجان الثالث لفرقه "طيور دجلة"، المقام في 28 أيار 2011 ، في العاصمة السويدية ، ستكهولم ، حتى قررت السفر لحضوره ، فلغة الاعلان عن المهرجان كانت توحي بمشاهدة شيء مختلف، إذ شدد على " يمنع التصوير واصطحاب الأطفال ويسمح بالدخول والخروج خلال فترة الاستراحة فقط " ، قلت لنفسي ان هذه شروط للاستمتاع بطقوس كونسرت موسيقي حقيقي ، فماذا وجدت هناك ؟
كان الجو غائما في ستوكهولم ، حين وصلتها ، لكنها كانت مشرقة بالابتسامات والثقة خلال استعدادات فرقة " طيور دجلة " للمهرجان ، الذي أقيم توافقا مع عيد الام العالمي وتحت شعار" نساء مبدعات " ، وحوى عدة فقرات فنية حظيت باهتمام الجمهور الذي تنوع من ابناء الجالية العراقية والعربية ومن السويديين ، فكان هناك اولا معرض للفنون التشكيلية والاعمال اليدوية ، ساهمت فيه الفنانات هناء الخطيب ، سليمة السليم ، ومي سلمان كضيوف على المهرجان ، ومن اعضاء فرقة "طيور دجلة" ساهمت في المعرض دليلة بن وطاف، وفاء غالب ، ناهدة السليم ، امل عبد الالهي ، سعاد توفيق وسمية ماضي ، وتنوعت الاعمال بين الرسم بالزيت والاكليرك والحفر بالنار على الخشب وصهر الزجاج ، الى صناعة الاكسوارات النسائية ، وأمتازت الاعمال بلمسة نسائية ، وحضور فني لعوالم المرأة والالوان المشرقة بالفرح والامل . الحفل الفني ابتدأ بعد الكلمات الترحيبية ، التي قدمت بالعربية والسويدية ، برقصات مستوحاة من الحياة العراقية ، قدمتها فرقة "أنكيدو " للرقص الفلكوري العراقي ، براقصات سويديات ، وبإشراف المدرب العراقي والراقص مهند هواز ، وثم شاركت فرقة "ايموفامبس " وهي من ست فتيات ينتمين لثقافات متعددة، قدمن أغاني وقطعاً موسيقية بعدة لغات ومنها العربية ، فنالت استحسان الجمهور الذي اكتظت به القاعة وكان بانتظار " طيور دجلة " ، اللواتي ما ان ظهرن حتى ضجت القاعة بالتصفيق ، اذ اعتلت خشبة المسرح اثنا وثلاثون امرأة ، بالزي الهاشمي العراقي ، بالاسود الزاهي بنقوش ذهبية ، ليشكلن تحت الاضواء الخافتة لوحة مترعة بالألق. قدمت الفرقة وبقيادة المايسترو علاء مجيد اغاني من التراث العراقي ، مصحوبة بشاشة عرض تعرض صورا من العراق ، من ازمان تنتمي اليها الاغاني ، وكان واضحا جدا حجم الجهد المبذول لتدريب الفرقة ، فيما اذا علمنا ان عضوات الفرقة ، ليس بينهن من هي محترفة للغناء ، وكلهن من الهواة ، وربات بيوت وامهات ، لكنهن يؤمن بقضية سامية ، اتفقن على التعبير عنها وايصالها عبر نشاط الفرقة التي حلقت بالجمور في سماوات العراق وتراثه . حين انتهى الحفل الموسيقي الرصين ، الذي ينتمي بحق لطقوس الموسيقى والغناء، وقف جمهور القاعة ليحيي الفرقة وطاقمها وليصفق طويلاً وصد الزغاريد .
"طيور دجلة" تحلّق فـي سماء ستوكهولم
نشر في: 10 يونيو, 2011: 07:41 م