أعد الملف / سها الشيخلي وإيناس طارق - عدسة / ادهم يوسف يشكو الكثير من الفلاحين، الإهمال الكبير للواقع الزراعي الذي أدى الى تدهور قطاع مهم كان يفترض أن يسهم كثيراً في تطور العملية الاقتصادية بما يوفره من منتجات متنوعة تسد جزءا كبيرا من حاجة السوق اذا لم نقل كلها. في هذا الموضوع نسلط الضوء على واقع القطاع الزراعي
في العراق من خلال آراء عدد من المزارعين المختصين في هذا القطاع الذين أكدوا في أحاديث للمدى تدهور هذا القطاع والمشاكل التي تعترض النهوض به. وكيل وزير الزراعة الاقدم صبحي الجميلي اقر بوجود مشاكل تعيق الوصول الى مستوى الطموح بهذا القطاع الذي شهد تقدماً نسبياً في بعض مفاصله .. آراء مختلفة لكنها لا تلغي واقعاً ملموساً يتمثل بان أسواقنا تشهد استيراد الكثير من المحاصيل الزراعية بما فيها البطيخ والرقي الذي كان العراق يصدر البعض منهما الى دول الجوار دون ان نغفل استيرادنا لمنتجات الالبان ومن مناشئ مختلفة حتى ان بعض الإحصائيات تشير الى ان نسبة ما نستورده من المحاصيل الزراعية بلغ بحدود 80ا%.. فما هي الأسباب، وهل من حلول ومعالجات واقعية؟ إهمال متعمد لقطاع مهمأبدى مزارعون ومهندسون زراعيون امتعاضهم من حالة الإهمال التي تبدو متعمدةً للقطاع الزراعي، وعدم وجود خطة لانتشاله من حالة التدهور التي يعيشها،وقال المزارع كاظم وداي عضو الجمعيات الفلاحية في منطقة الرضوانية : كانت المنطقة تعد من أخصب الأراضي في بغداد،الى ان الزراعة العراقية سائرة في طريق التدهور ، وان الاسباب عديدة لا مجال لذكرها، منها ، عدم مساعدة الفلاح في الحصول على الاسمدة، النايلون، المبيدات، الجرارات و الكاز لتشغيل المولدات، مشيراً الى ان تبعات هذا التدهور لا تتحمله وزارة الزراعة لوحدها فقط، بل ان جهات عديدة في الحكومة بل وحتى الفلاحين ايضا يتحملون تبعات ذلك. واضاف المهم دعونا من الجدل العقيم بشأن من يقف وراء هذا التدهور بل علينا ان نبحث الان السبل الكفيلة لإنقاذ ما يمكن انقاذه للعودة الى مكانتنا السابقة في المجال الزراعي وان تتضافر كل الجهود لانتشال واقعنا الزراعي من الانهيار، فقد علمونا ونحن صغار بان العراق بلد زراعي من درجة ممتازة، الا ان واقع الحال يؤكد غير ذلك.معوقات تقف في الطريقوأكد المهندس الزراعي جبار مهاوي من منطقة الرضوانية ايضاً،ان اهم مشاكل المزارعين هي الكهرباء، وان حصص الفلاحين من الكاز الذي يشغل المولدات غير متوفرة كما كان معمول به في السابق ،وهذه المادة مفقودة في الاسواق الان و سعر برميل الكاز150 الف دينار، وكانت لدينا في السابق حصة مقررة من مادة الكاز وكنت استلم برميلين في الشهر الواحد مجانا الا انها قد قطعت، كما كانت هذه الاراضي مستثناة من القطع الكهربائي المبرمج، الا ان ذلك هو الاخر قد الغي ولم تعد تزرنا الكهرباء الوطنية سوى ساعة واحدة في اليوم. و يؤكد ان الزراعة الان ميتة، و لم يلمسوا من المبادرات الزراعية التي اطلقتها وزارة الزراعة سوى القليل كالتخفيض الطفيف في اسعار الاسمدة الكيمياوية، مشيراً الى ان الوزارة قد زودت الفلاحين بالنايلون المستخدم في الزراعة المحمية للفلاحين الذين لا يتعاملون مع هذا النوع من الزراعة. وعن تزويد الفلاحين بالجرارات اكد ابو مهاوي انه سجل منذ عامين على جرار زراعي وقد انتهت المهلة التي تم تحديدها والبالغة سنتان ولم يستلمه لحد الان !وانه قد راجع دائرة المكننة قبل عشرة ايام فقالوا له ( تعال بعد شهرين ) ! علماً انه يزرع الحنطة والشعير بمساحة 20 دونما، وان موسم الأمطار لهذا العام كان جيدا فقط بالنسبة لزراعة الحنطة والشعير. تخريب متعمد بدوره أكد المزارع نعمان زغير ان وزارة الزراعة بعيدة كل البعد عن معاناة الفلاحين وانه اضطر لبيع أبقاره ليشتري بثمنها الاسمدة والكاز والنايلون والحديد ( الشيش ) لعمل البيوت الزجاجية، مشدداً على ان استيراد الخضار قد اثر على الانتاج المحلي بشكل كبير، ذلك ان الربح لا يغطي تكاليف الانتاج، مع العلم ان الخضار العراقية اكثر جودة ( واحلى طعما ) من المستورد. وطالب زغير الحكومة بدعم الفلاح بتوفير الاسمدة والبذور والنايلون والكاز وباسعار مدعومة، و تحديد الاستيراد ان لم يكن منعه، وان الفلاح يتكفل بان يوفر المحاصيل الزراعية بكل انواعها لعموم العراق بل يؤكد ان العراق يستطيع التصدير ايضا اذا ما تحققت تلك المطالب. مزارع اخر التقيناه يدعى محسن عودة اكد ان محاصيل الموسم الحالي ( تعبانة ) لعدة اسباب منها ان البذور مرتفعة السعر، و كذلك اسعار النايلون و الشيش، وقال وهو منهمك بزرع مساحة 2 دونم بالطماطة :على الحكومة ان تقوم بتوزيع المبيدات ذلك لان حشرة الطماطة قد اتلفت عدة حقول للزراعة المغطاة والخاصة بزراعة هذا المحصول . ويعتقد ان انتشار هذه الحشرة ( دودة الطماطة ) يعد تخريبا للزراعة العراقية، فليس من
مزارعـون : معوقـات ومشاكـل وإهمال حكومي أدت إلى تراجـع الواقـع الزراعـي
نشر في: 10 يونيو, 2011: 08:56 م