TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > قراءة فـي حدث ساخن ..أوهام المالكي.. شبهة الجلسات العلنية

قراءة فـي حدث ساخن ..أوهام المالكي.. شبهة الجلسات العلنية

نشر في: 10 يونيو, 2011: 09:01 م

 قاسم محمد عباس لم يكن يخطر على بال رئيس الوزراء المالكي حين ظهر للحظة من التاريخ العراقي بمظهر القوي، ورجل المرحلة في ظروف داخلية مرّ بها العراق، معروفة للجميع، أنه سيجد نفسه محاصراً ومضغوطاً عليه كما هو هذه الأيام. ويجب القول انه يتعرض لضغوطات يتسبب بها هو نفسه ومناوئيه تفقده صوابه بين يوم وآخر.. فتصوره عن نفسه انه الحل الأقوى والأكثر أماناً لعراق يعيش تحولاً كبيراً أخذ يتلاشى..
 بل أحيانا تهتز صورته من أبسط حادثة تمرّ به، تهزّه مرة ناشطة مجتمع مدني تطالب بإطلاق سراح أربعة متظاهرين.. أو إخفاق أجهزته الأمنية في تلفيق تهمة إليهم. تتوالى الضغوطات من كل جهة، وتحاصره بطريقة تشير إلى أفق النهاية. آخر هذه الضغوطات تورطه باللجوء إلى بثّ الجلسات العلنية لاجتماعات مجلس الوزراء، فالرجل ما أن تخْفت حدَّة أزمة حتى تتصاعد الأخرى في وجهه، وآخرها ولا ندري من ورّطه بها وهي فكرة الجلسات العلنية لمجلس الوزراء لمناقشة ما أنجزته حكومته في المئة يوم التي وعد بها؟ هل يمكن أن نذهب إلى القول إن مصير المالكي بات يتوضح شيئاً فشيئاً، فما ظهر من الجلسة العلنية لمجلس الوزراء في تقديرنا، كشف عن المأساة التي يمرّ بها العراق.. فكما هو معلوم من النظر في اجتماع أي نظام حكم يجتمع أمام الملأ يشير إلى ستراتيجية ذلك النظام في أقل تقدير، أو الاطمئنان لما هو غير منظور من برامج وخطط تلك الحكومة وانجازاتها.. إلاّ أن ما اطَّلع عليه المواطن العادي وحتى المختص أن هذه الحكومة تسير، أو تسيّر شؤون البلاد والعباد بالمصادفة، وحسب تسهيلات ربّ العباد، فلم يفهم الموطن شيئاً مما أراده رئيس الوزراء من هذه الجلسات.. إلاّ أداء دور تمثيلي للمدافع عن حقوق الناس وحقهم بحياة كريمة، لكن بأداء تمثيلي مفضوح وبائس حقيقة الأمر، لأن اختزال أزمات العراق المخيفة بأبسط قضية من قبيل إرسال الحجيج وتأمين عودتهم إلى العراق ـ وهو ما عجزت عنه الحكومة أيضا ـ تشير لحجم وعمق ما نحن فيه من انهيار ليس فقط لمفهوم الدولة وغيابه، بل غياب أي أفق ستراتيجي حتى وإن كان متعثرا لعمل للحكومة، ولم يحدث ان عرضت حكومة المالكي أو وزرائه برنامجاً يعوَّل عليه في معالجة بعض الخدمات الملحة التي تتصل بحياة الناس وصحتهم والخدمات التي يلقاها أي مواطن معدوم في بلدان الشرق الأوسط، ولا حتى وجود بصيص أمل لمستقبل أولادهم.. لا خطة حكومية.. ولا برامج سياسية مفهومة، فضلا عن التشكيلة الوزارية التي هي جوهر المشكلة حيث لا انسجام بين أجزاء هذه الوزارة.. ولا ثمة أسلوب تفكير سياسي يطمئن الناس إلى أن هناك عملا يجري لانتشال العراق من محنته.فالاتفاقات السياسية بين الكتل تتهاوى، والوضع الأمني يتدهور، مسلسل الكواتم يتواصل.. وقضايا فساد مهولة تنخر المال العام وما تبقى من هيكل الدولة.. هروب سجناء خطرين في قضايا الإرهاب من السجون العراقية.. اختراقات داخل أكثر الدوائر الأمنية حساسية.. وتراجع كبير في قضية حقوق الإنسان وانهيار أجزاء كبيرة مما لدينا من بنى تحتية متآكلة أصلاً.بعض هذه الانهيارات أشار بشكل غير مباشر لتورط مقربين من المالكي بها مثل قضية هروب السجناء من سجن البصرة.. فشل كبير لا يرضى أن يعترف به رئيس الوزراء، ولا يتقبل فكرة أنها تقع ضمن مسؤوليته بوصفه رئيساً للحكومة حتى وان تذرع بعدم اختياره للوزراء، فلم تعد تجدي نفعا مثل هذه الوقائع.. لقد وجَّه المالكي لنفسه ضربات أخرى في الجلسات العلنية لمجلس الوزراء، فقد كان يردد دائماً في الجلسة العلنية التي بثتها قناة العراقية وإزاء أية أزمة يذكرها أحد وزرائه: "لو احتجتم لجيش لأرسلت إليكم القوات.. لو احتجتم للمال لطلبته من وزارة المالية".. بهذا الفهم كان رئيس الوزراء يرد على وزرائه ويعالج كبريات الكوارث في عراق اليوم، وكان يكرّر هذه العبارة كثيراً. من دون أن يشعر أنها تشير إلى حقيقة ما.. فقد بدا رئيس الوزراء يفهم ويهتم بملفين أساسيين فقط: الكهرباء والإمساك بالأجهزة الأمنية والعسكرية، أما ما عدا ذلك فلم يكن على علم أو معرفة به، وليس على دراية بأبسط قواعد إدارة الدولة.. وحتى لو كان مهتما بالملفين المشار اليهما فحال الكهرباء معلوم للجميع.. وكذلك الصورة غامضة لجاهزية قواتنا من عدمه معلومة للجميع أيضاً.. فأغلب وزرائه ليسوا فقط بلا خبرة وزارية أو سياسية، إنما حتى ليس لديهم أية تصورات بديهية عما يمكن القيام به للخروج من الأزمات اليومية التي تودي بحياة المواطنين وتنهب ثرواتهم.. لم تكن فكرة موفقة فكرة الجلسات العلنية لحكومة المالكي، فلربما كان المواطن بداخله بعض الأمل أن هناك حكومة تضع برامج وخططا وإستراتيجيات لا يعرفها المواطن العادي.. وجاءت الجلسات العلنية لتجهز حتى على هذا الوهم.لقد غدت الصورة التي كانت في ذهن الجميع عن المالكي صورة أخرى مختلفة تشير لتمسك قوي بالسلطة والاستئثار بها على حساب شعب يئن ويتعذب ويتلقى ضربات يومية موجعة.. فلم يكن يسمع إلاّ صوته.. ولم يكن الصواب إلا ما يقوله.. ثمة رغبات جامحة عن السلطة تدور في عقله، كانت تفلت بين حين وآخر تفضح ما يجول داخل عقل رئيس الوزراء، وتجسدت في تعابير وكلمات ومواقف تفلت منه في كثير من المواقف.. ربما اكتشف رئيس الوزراء أن للديمقراطية مساوئها.. كما ان للديمقراطية محاسن وفضائل..من أي الملفات يمكننا أن نعفي المالكي؟ وهو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram