بغداد/ داود العلي توقع مراقبون أن تشدد الحكومة العراقية أمس الجمعة من إجراءاتها وتضيّق الخناق على أول تظاهرة مدنية بعد نهاية مهلة الـ100 يوم، لكن لم يكن متوقعا أن تستنسخ مشهد ميدان التحرير في مصر، حين اشتبك أشخاص مدعومون من الحكومة بالأيادي مع متظاهري ساحة التحرير المطالبين بالإصلاح.وفشل أسلوب احتلال الساحة من قبل مطالبين بإعدام مجرمي مجزرة عرس الدجيل، حين بادر شباب التظاهرات
إلى رفع شعار يطالب بالقصاص منهم، لكن مجاميع بزي مدني اخترقت صفوف المتظاهرين للاعتداء على الناشطين، حتى التحق بهم شيوخ عشائر شاركوهم ضرب عشرات الشباب.وشوهدت عجلات حكومية تنقل مجاميع من المدنيين صوب ساحة التحرير، فيما قدمت لهم الأجهزة الأمنية المساعدات، بينما واصلت الملاحقات والمضايقات للشباب المتظاهرين من الخامس والعشرين من شباط الماضي.وقال شهود عيان للمدى إن إجراءات الأمن لم تفلح في منع دخول أشخاص يحملون أسلحة بيضاء كالسكاكين إلى ساحة التحرير، بينما تعرض في وقت لاحق عدد من المتظاهرين إلى ضرب بآلات حادة.بينما أكد متظاهرون تعرضوا إلى ضرب مبرح أن جماعات مدعومة من الحكومة احتلت الساحة في مشهد غير مسبوق وأجبرت الناشطين المدنيين على إخلاء الساحة، وقالوا أن عناصر استخبارات بزي مدني شاركوا في ضرب الناشطين.وأظهرت لقطات متلفزة أشخاصا يتجولون في ساحة التحرير وهم يحملون العصي الخشبية، بينما حرقت إطارات سيارات، في مشهد يذكّر بما حدث بميدان التحرير في القاهرة.واضطر متظاهرو ساحة التحرير للانتقال إلى ساحة الفردوس لمواصلة الاحتجاج والمطالبة بإصلاح النظام وإقالة الفاسدين في أجهزة الدولة، لكن أجهزة الأمن ضيقت الخناق عليهم من جديد، حتى اضطروا إلى الانفضاض.ودافع نواب من دولة القانون عن خلط الأوراق في ساحة التحرير بالقول إن من حق أية جماعة التظاهر في أي وقت وفي أي مكان.لكن النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية محمود عثمان أكد أن استخدام العنف غير مبرر وغير مقبول، وأشار إلى أن من حق الجميع التظاهر في أي وقت، لكن دون التأثير أو التشويش على متظاهرين آخرين.وبدا مستغربا تقديم موعد التظاهرة المطالبة بإعدام مجرمي الدجيل إلى يوم أمس، فيما لم تمنح محافظة بغداد أية إجازة بالتظاهر سوى للمئات الذين حظوا بسيارات حكومية نقلتهم إلى ساحة التحرير.وأكد شهود عيان أن أجهزة الأمن لم تفعل شيئا إزاء حالات الاعتداء على متظاهري ساحة التحرير، وعلى العكس مارست التمييز حين ضايقت فريقا، وقدمت مياه الشرب لآخر.وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي إن استخدام العنف مدان من قبل الجميع، لكنه نفى أن تكون الحكومة قد استخدمت فريقا من المتظاهرين ضد غيرهم.في المقابل، فأن خلط الأوراق في ساحة التحرير خلف فجوة سياسية عميقة تضاف إلى حال الجمود والتشتت الذي تشهده العملية السياسية.وبينما رفع متظاهرون صور المجرم فراس فليح وهو يقف في جوار زعيم العراقية إياد علاوي، عدت الكتلة هذا التصرف استهدافا مقصودا من الحكومة. وهو الأمر الذي تفاقم مع المساء حين قال علاوي إن زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي يقف أمام مرحلة تاريخية حساسة. تغطية موسعة ص3
المالكي يستنسخ ميدان القاهرة وموالون يخلون التحرير بالسكاكين
نشر في: 10 يونيو, 2011: 11:05 م