TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل :متى تولد الحرية؟؟ فليخبرنا أرنستو ساباتو!

قناديل :متى تولد الحرية؟؟ فليخبرنا أرنستو ساباتو!

نشر في: 11 يونيو, 2011: 05:43 م

 لطفية الدليمي يدفعنا كتاب (الممانعة) للمفكر والروائي الأرجنتيني (ارنستو ساباتو) الى التفكير بما ينبغي القيام به إزاء ما يهدد العالم  وحرية الإنسان ومستقبل البشرية على هذا الكوكب،نفكر   بالأحداث ووقائع الانحطاط التي تحدق بوجودنا اليومي بدءاً من بيوتنا والشارع والمدينة والكوكب الأرضي لعلنا نتوصل إلى وضع خطط وبرامج  لمقاومة هذا السقوط الشامل  الذي استشرى في الحياة الإنسانية بفعل سلبية البشر واكتفائهم  بالحصول على حاجياتهم الضرورية حسب دون التفكر في النتائج
  والمصير المرعب الذ ي يهدد البشرية  ،وبهذا يدعونا  المفكر الراحل إلى ممانعة مظاهر الخنوع  والمغالطة واستغلال الإنسان ومقاومة تخريب الطبيعة وتشويه المدن والعمل على فضح  الفساد والتزوير والرشوة والإخلال بالوعود الانتخابية.  كتاب الممانعة  خلاصة  عمر مديد قدمه ساباتو   بصيغة رسائل من طراز مختلف عن الرسائل الأدبية،فهي ذات منحى فكري ونقدي وحصيلة طريق شاق وطويل في الكتابة والالتزام الفكري في مسيرة معرفية متواصلة ومتكاملة  ، فساباتو  عالم ُ تدرب في معهد مدام كور ي في باريس  على الفيزياء الدقيقة  وحصل على الدكتوراه في العلوم  ولا ينفصل الأديب فيه عن هذا العالم والفيلسوف وعن الفنان التشكيلي والمفكر والصحفي والمناضل السياسي والحقوقي ،وهذا ما منح تجربته في تدوين خلاصات مواقفه خصبا وتنوعا متضافرا مع مشاق تجربته الشاسعة ، وساعدته إرادته والمصادفات العرضية في تحقيق فرادته  في الأداء الفكري والميداني  للدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية.يمثل ارنستو ساباتو شخصية  المثقف العضوي النظيف  الذي يندر مثاله في عالمنا  الراهن  ،فهو  لم يتقاعس يوما عن دفاعه المستميت عن الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان،  وترأس  لجنة البحث عن المفقودين ممن تعرضوا للاختطاف والتصفيات او ممن ألقيت جثثهم في البحر او مقابر جماعية سرية قامت بها الديكتاتورية العسكرية  ومهد  ساباتو مع لجنة الطريق   للمصالحة بين الدولة وجميع مواطني الأرجنتين على اختلاف أفكارهم ومشاربهم مؤسسا بذلك صيغة عدالة انتقالية بعد التحقيق في الانتهاكات السابقة واللاحقة ومحاكمة الجناة وبهذا الجهد الإنساني الكبير مهد الطريق  نحو مستقبل آمن كاشفا عن عذابات الإنسان وأوجاع ذاكرة الشعب الجماعية من جميع الأطراف  لتسهيل بناء المستقبل .. 2استلهم ساباتو من تجربة غاندي  في كفاحه السلمي ودعوته الى اللاعنف لاسترداد  حرية بلاده     و رحل ساباتو  عن عالمنا  في أوائل شهر أيار الماضي عن 99 عاما أمضاها في البحث عن معنى الوجود ومعضلات حماية حرية الإنسان  وسط الشر المحدق بالعالم  وكان على اتصال مباشر بأهم التيارات العلمية والفلسفية والأيدلوجية والفكرية والفنية  التي طبعت القرن العشرين بطابعها ، يقول ساباتو ( إن الحرية الحقة  لن تتاح لنا قطعا بوصول هذا الرجل او ذاك الى سدة السلطة التي سوف نملكها ذات يوم من خلال التصدي لشطط الحاكمين في استعمالهم للحرية) ويستشهد  بغاندي في معرض مناقشته موضوعة ميلاد الحرية العسير: ( إن الحرية – دون شك – سوف تولد  يوم  تمتلك الجماهير قناعة مفادها : أن بإمكانهم أن يراقبوا ممارسة السلطة وأن يفرضوا على ممارسيها احترام  الشعب) ..كم تاق العراقيون طويلا ومنذ عقود  لفعل هذا  و  معانقة الحرية والانغمار  في ممارستها علانية دونما تردد عندما  اقتنع الجميع  بانهم مكلفون  بمراقبة ممارسي السلطة  وفعلوا  هذا  في احتجاجاتهم  و تظاهراتهم  وبياناتهم و امسكوا بتلابيب الحرية وسجلوها كفرد من عوائلهم في البطاقة التموينية ، ودونوا اسمها على جدران المدارس الطينية المتهاوية وكتبوها  على جباههم ووشموا بها  صدورهم  وجعلوها شاهدة   على الحرمان والإحباط  والوعود التي لم تتحقق وحملها كل معترض  على شطط السلطة حلما متحققا  ملموسا وهو يرفع صوته ضد العنف  والحرمان وفقدان  أبسط الخدمات التي توفرها الدول الفقيرة لمواطنيها .. يقول ساباتو : أظن إننا وُجدنا أحراراً كي نؤدي بعض المهام في الحياة ، إذ من دون الحرية لاشيء يستحق عناء العيش، ويعتقد ساباتو ان نصيب الحرية المتاح لنا في الحياة اكبر  بكثير مما نحاول التصرف فيه، اجل فالحرية  اكبر من تصوراتنا لو تمكنا من  الإيمان بها إيمانا حقيقيا ، وعندئذ سنكون بها أقوى وستكون بنا أجمل  وأكثر اتساعاً  من جميع الساحات والملاعب  والمدن على اتساع  جهات الوطن ، وعندما نمسك بحريتنا اعتمادا على إرادتنا القوية  - وليس بدوافع مرحلية او مطالب عيش محدودة -عندئذ سوف نمسك بشرطنا الإنساني  و نكون قادرين على

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram