عن: ماكلاتشي الاميركيةبعد نقاش صريح مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أعلن نائب جمهوري في الكونغرس أن لجنة فرعية تستقصي ما إذا كانت قوات المالكي قد ارتكبت "جريمة ضد الإنسانية" عندما قتلت 35 من المعارضين الإيرانيين في معسكر اشرف يوم 8 نيسان.
وردا على مزاعم النائب دانا روراباشير، رئيس لجنة استقصاء الشؤون الخارجية في الكونغرس، طلب المالكي من السفارة الاميركية إخراج الوفد الاميركي من العراق فورا، حسب الناطق باسم الحكومة علي الدباغ. من غير المألوف أن تعلن لجنة من الكونغرس عن تحقيق في أفعال الحكومة المضيفة وعلى أراضيها، ومن النادر أيضا الطلب من وفد رسمي مغادرة البلاد. بالنتيجة، حاولت السفارة الاميركية و وزارة الخارجية أن تتدخل في النزاع.لم يحاول رورا باشير أن يخفي نواياه وراء اللغة الدبلوماسية عندما التقى بالمراسلين في السفارة الاميركية "نحن نستقصي إذا ما كان هناك سلوك جنائي تسبب في موت هؤلاء العزل. إن القتل المتعمد لأشخاص غير مسلحين وبهذا العدد يعتبر عملا إجراميا وجريمة ضد الإنسانية، ونحن هنا لنكشف الحقيقة".وقف النائب روس كارناهان مع روراباشير بالإضافة الى اربعة آخرين ماعدا جيم كوستا الذي قال ان هناك "خلافات" داخل الوفد بشأن أهمية حادثة معسكر اشرف بالنسبة للقضايا الأخرى.كما رفضت الحكومة العراقية الطلب الثاني للنائب روراباشير الخاص بتسديد العراق، عند ازدهاره، ما أنفقته الولايات المتحدة خلال الثماني سنوات.قال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ "نشكركم لتحرير العراق، لكن للأسف لن تحصلوا منا على سنت واحد". قال روراباشير "لم يخبرونا أن رئيس الوزراء كان غاضبا منا بسبب التحقيق في قضية معسكر اشرف ولم يذكر السفير الاميركي ولا مسؤول السفارة الأقدم الذي رافقنا إلى أربيل بان الحكومة طلبت منهم مغادرتنا البلاد.وأضاف روراباشير "ربما غضب منا فيما بعد لفضاضتنا".كان هجوم 8 نيسان على معسكر اشرف و الذي خلف 100 جريح حسب روراباشير، هو الأخير في سلسلة جهود الحكومة العراقية لإنهاء تواجد 3500 معارض إيراني على الأراضي العراقية. كانت المجموعة التي يطلق عليها اسم منظمة مجاهدين خلق الإيرانية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية على مدى اكثر من عقد رغم الجهود السياسية والقانونية للمنظمة بإلغاء صفة الإرهابية عنها.كانت الغارة على المعسكر تحمل هدفا عسكريا لأنها قلصت حجم المعسكر الذي تقيم فيه المجموعة منذ سنوات عديدة. كان روراباشير قد طلب السماح للوفد بزيارة المعسكر إلا أن الحكومة العراقية رفضت ذلك.فيما قال الدباغ "في الولايات المتحدة تعتبر المنظمة من المنظمات الإرهابية وسنسأل الإدارة الاميركية هل تقبل بتواجد منظمة إرهابية في أراضي الولايات المتحدة. وإذا كانت هذه المنظمة على الأراضي الاميركية، هل ستسمح للدول الأخرى بزيارتها أم إنها مسألة حصرية تخص سيادة الولايات المتحدة؟".وأضاف إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بمصير أفراد المنظمة "فإننا نحثها أن تضيّفهم في الولايات المتحدة أو في دول أخرى".في بداية الشهر الماضي، زار مسؤول اميركي رفيع معسكر اشرف واقترح نقل أعضاء المنظمة إلى مكان آخر في العراق، إلا أن قيادة المنظمة في باريس رفضت المقترح.وأضاف الدباغ "متى ما قررت الحكومة العراقية نقلهم إلى مكان أفضل، فسيتم تنفيذ ذلك. لكن لا يوجد هكذا قرار حتى الآن". وقال عضو اللجنة بو "خاب أملي من خلال رفض زيارة المعسكر"، وطالب بإلغاء صفة الإرهاب عن المنظمة. وقال العضو غومرت إن الأسئلة التي تأمل اللجنة الإجابة عنها تشمل ما إذا كان احد ما قد أمر القوات الاميركية – التي كانت متواجدة في المعسكر حتى صباح الهجوم العراقي المسلح – بالمغادرة، و"من الذي أمر بالقتل".واخبر العضو كوستا صحيفة مكلاتشي بان الهجوم كان "قضية مهمة" إلا أنها قضية عويصة منذ سنوات. "لقد قلنا لرئيس الوزراء إن فقدان الحياة يحتاج بالتأكيد إلى استجابة والى استقصاء ما حدث بالفعل". لكنه قال "ان القضية الأكبر هي ما اذا ستنجح الولايات المتحدة والعراق في المهمة الحالية - للتأكد من أن انتقال المسؤولية من القوات الاميركية إلى العراقية سيكون ناجحا – والتأكد من إكمال الوزارات الشاغرة في حكومة المالكي، والتأكد من نجاح الحكومة. هذه هي الصورة الأكبر بالنسبة لي بالمقارنة مع التحقيق في حادث اشرف".من جانب آخر، ذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز إن عضو الكونغرس الاميركي دانا روراباشير، خلال زيارة لمدة يوم واحد قام بها ستة من أعضاء الكونغرس إلى بغداد، طالب العراق بدفع تعويضات للولايات المتحدة مقابل الأموال التي أنفقتها خلال السنوات الثمانية منذ عام 2003. وقال النائب عن كاليفورنيا انه رفع هذا المقترح خلال لقاء مع رئيس الوزراء نوري المالكي عندما يصبح العراق مزدهرا لكي يسدد للولايات المتحدة مقابل ما فعلته في هذا البلد. واخبر النائب الاميركي المراسلين بعد الاجتماع في السفارة الاميركية "نأمل أن ينظر العراق في أن يسدد للولا