بغداد/ المدىكشف عدد من المتظاهرين الذين شاركوا أمس الأول في تظاهرة تطالب بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد، تفاصيل الانتهاكات والاعتداءات المروعة التي تعرضوا لها من قبل بعض الأشخاص الذين يرتدون الزي العربي
ومن يرتدون الملابس المدنية بمساعدة الأجهزة الأمنية المنتشرة خارج وداخل ساحة التحرير، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس والذي نظمته مؤسسة المدى للأعلام والثقافة والفنون بالتعاون مع هيئة تنسيق الحراك الشعبي بحضور عدد من مراسلي المحطات الفضائية العربية والمحلية. وقال المتظاهرون إنهم تعرضوا للضرب بآلات جارحة من قبل مجموعة وصفتهم بالمرتزقة في مشهد مؤلم اثبت بالدليل القاطع إن الحكومة ليس في واردها التعامل الايجابي مع مطالب المتظاهرين المشروعة لاسيما حرية التظاهر الذي كفلها الدستور، وأضافوا أن الجريمة التي تعرضوا لها تمت تحت أنظار مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين وفي مقدمتهم وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني والناطق باسم الدولة علي الدباغ والناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا ومسوؤلين آخرين، مطالبين البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية بعدم السكوت على ما جرى والتحقيق في هذه الملابسات وتقديم الجناة إلى العدالة.الشاب محمد أشرف من مواليد 1987 وهو احد أعضاء رابطة الحقوقيين أكد انه ومنذ التظاهرات الأولى قبل يوم 25 شباط تم اعتقالي في ساحة الطيران إلى جهة مجهولة، حيث تم استخدام أساليب غريبة أثناء التحقيق من خلال توجيه التهم المتعددة منها الانتماء إلى حزب البعث والإرهاب وكذلك توجيه تهم التحريض الطائفي وتم اخذ العديد من التعهدات وأنا مكبل واجهل حتى الآن طبيعة هذه التعهدات.اشرف أوضح إن كل ما حدث في تظاهرة يوم الجمعة الماضية شيء غير طبيعي حيث لم يسمح لنا بحمل الأعلام العراقية من قبل النقاط التفتيشية التي نصبت صبيحة يوم التظاهرة وحين دخلنا إلى ساحة التحرير فوجئنا بوجود أشخاص وبأعداد كبيرة ترتدي الزي العربي وبعض منهم يرتدي ملابس مدنية وحين تساءلنا عن هذه المجاميع أكدوا إنهم يطالبون بمعاقبة المجرمين في حادثة عرس الدجيل وهذا ما نتمناه نحن من مطالب بفرض سيادة القانون ومعاقبة المجرمين وأثناء ترديدنا لهتافات للمطالبة بالإصلاح والتغيير قام بعض من الأشخاص ممن يرتدون الزي العربي بضربي بآلة جارحة وأعلنوا علنا إننا باستطاعتنا (نذبحكم ونهدر دمكم أمام الكل) وبعد مناشدتنا القوات الأمنية بحمايتنا أكدوا "لا نستطيع أن نحميكم لأنكم (بعثية)"، اشرف أكد وخلال مشاهدته تعرض بعض النساء إلى الاعتداء بالضرب من قبل الأشخاص أنفسهم، و تحدث عن حالة الجرح وكيفية معالجته.أوضح اشرف أن احد أصحاب البيوت القريبة أدخلنا إلى بيته واحضر لنا مسعفا بغية معالجتنا من الجروح خوفا من الذهاب إلى مستشفى لاحتمالية الاعتقال، وأكد أيضا أن والده احد السجناء السياسيين، وأمضى أكثر من خمس سنين في نقرة السلمان.سيف العراقي وهو من مواليد 1987 روى هو الآخر حادثة التظاهر حيث أشار إلى "أننا شاهدنا طوقا امنيا كبيرا من قبل الأجهزة الأمنية للطرق المؤدية إلى ساحة التحرير مع التفتيش الدقيق لجميع الذين يريدون الدخول إلى الساحة وفوجئت بوجود أعداد كبيرة من المواطنين ونصب سرادق داخل ساحة التحرير مع رفع قطع تطالب بإنزال أقصى العقوبات على مرتكبي مجزرة التاجي وحين دخلت الساحة ورددت مطالبا بالتغيير قام احد الأشخاص بالضرب المبرح على رأسي في مشهد لم أره من قبل في حين تقدم الأجهزة الأمنية المشروبات إلى بعض المتظاهرين.سيف أضاف انه وزميله اشرف دخلا الدار نفسه لغرض الإسعاف من قبل صاحب الدار، وقال سيف "إن الدستور كفل التظاهر السلمي، وهو ما نعمل عليه من اجل بناء عراق ديمقراطي وتحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي وإيقاف نزيف الدم لهذا الشعب الجريح وتحسين الخدمات للمواطنين". مصطفى البغدادي وهو إعلامي روى ما جرى في هذا اليوم حيث أكد انه يعمل لإحدى المحطات الفضائية وحين شاهد احد الإعلاميين من العاملين في قناة الحرية وتحديدا الزميل فاضل يصور، انهالوا عليه بالضرب بالعصي من قبل مجموعة كبيرة ممن يرتدون الملابس المدنية، كذلك تم تحطيم الكاميرا الخاصة بالمؤسسة الإعلامية تحت أنظار الأجهزة الأمنية". المواطن فاضل ظاهر حسين متقاعد من مواليد 1952 أوضح انه يأتي كل يوم جمعة للتظاهر من اجل خروج المحتل والمطالبة بالحقوق المشروعة بالشعب العراقي عبر الأغاني الشعبية البسيطة، مشيرا إلى انه فوجئ في هذه الجمعة بوجود سرادق وأشخاص يرتدون الزي العربي داخل احد السرادق و"حين وقفت بجانب احدهم قام بضربي بالعصا على رأسي بدون سابق إنذار مما جعلني أسرع إلى مكان آخر تتجنبا لمواصلة ضربي المبرح". فاضل أكد "إننا نطالب بحقوق مشروعة وفرحنا بالتغيير، ولكن ما حصل يشير إلى خطر قادم"، وقد أصدرت هيئة تنسيق الحراك الشعبي في ختام المؤتمر الصحفي بيانا أدانت به ما أقدم عليه عدد من المندسين البلطجية المنتمين إلى أجهزتها الاستخباراتية والأمنية وقوات بغداد بالدخول إلى الساحة بملابس مدنية
في مؤتمرصحفي احتضنته(المدى)..ضحايا جمعة القرار:استخبارات بزي متظاهرين ضربونا بالمشارط
نشر في: 11 يونيو, 2011: 09:16 م