TOP

جريدة المدى > محليات > نهاية العالم لدينا.. "تحشيشة" لا تقر إلا بمرسوم ديني

نهاية العالم لدينا.. "تحشيشة" لا تقر إلا بمرسوم ديني

نشر في: 21 ديسمبر, 2012: 08:00 م

 بغداد/ المدى برس

على بعد مئات الكيلومترات من الحدود العراقية، يتوافد، "حجاج" مؤمنون بأن العالم، أو على الأقل الحقبة الزمنية الحالية، سينتهي بعد ساعات قليلة، والغريب أن الحدث الذي نقله تقويم حضارة المايا، قبل آلاف السنين، يحظى باهتمام واسع من قبل إتباع مختلف الديانات، والمنتمين إلى حضارات العالم المختلفة.

العولمة، التي يقال أنها جعلت الكرة الأرضية كلها قرية واحدة، قد تكون لعبت دورا في هذا التحشيد، مع أن العراقيين، الذين يستخدم نحو 30% منهم الانترنت، ويحتفظ 10% منهم بخطوط ثابتة لا يبدون كثير اهتمام بالموضوع، وببحث سريع، سترى أن المتابعين لخبر فوز سوريا على المنتخب العراقي في نهائي غرب آسيا اول من امس، أو خبر اعتقال  عناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي، وبالطبع صحة الرئيس العراقي، أكبر بكثير من متابعي خبر انتهاء العالم ، من العراقيين على الأقل.

لا نهاية للعالم من دون إعلان من رجال الدين
بالنسبة لأحد المتخصصين في علم النفس الاجتماعي، فإن السبب بسيط، "العراقيون مقتنعون للغاية بما يقوله رجال الدين"، وما دام لا أحد يرتدي العمامة أو الصليب أو غير هذه من الرموز حذر من نهاية العالم، فإن لا أحد يصدق." ويضيف الأكاديمي، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس، وفضل عدم ذكر اسمه، أن " العقلية العراقية ما زالت غبر مؤهلة لتقبل الجديد، ولا تتقبل أية فكرة خارجة عن نطاق الدين الإسلامي، لهذا لن تقتنع بشيء خارج ملتها."
ويبدو أن هذه الفكرة تحظى بالتأييد، يقول الكاتب صالح الحمداني، وهو ناقد اجتماعي ساخر، أن "العراقيين يكذبون على بعضهم البعض كثيرا، ولهذا فهم لا يقتنعون بشيء."
ويضيف الحمداني بلهجة أكثر جدية أن " القصص المختلطة بالأساطير والحقائق التي يؤمن بها العراقيون، كل حسب معتقده، بشأن نهاية العالم، كثيرة، ومتناقضة مع بعضها أحيانا، وكل صاحب قصة يكذب قصة الآخر."
مضيفا انه "لا توجد قصة من هذه القصص تتحدث عن المايا أو عن حضارتها، ولهذا لا أحد يهتم."
في الإسلام.. السيناريو  مختلف
ويلخص الكاتب الاجتماعي محمد غازي الأخرس الآراء بقوله إن "عدم مبالاة العراقيين بالخبر يعود لأسباب ميثولوجية (تتعلق بالمعتقدات المبنية على القصص الدينية أو الأسطورية) فأغلبيتهم ذوو مخيال ديني شغال بقوة وإن بدوا غير متدينين."
ويشير الأخرس إلى أنه "في الإسلام الغالب على العراقيين هناك سيناريوهات مستقرة في المخيال لنهاية الكون تسبقه أحداث منتظرة كخروج منقذ معين بغض النظر عن شكله واسمه وطريقة خروجه"، مضيفا أن "العراقيين مؤمنون في دواخلهم بهذا وهم ينتظرون منذ آلاف السنين تلك الأحداث ذات الطابع الميثولوجي."
ويؤكد الأخرس أن "العراقيين في شغل عن هذه الأشياء فدنياهم مقلوبة منذ عقود وجلودهم قد تدبغت كما يقال من كثرة الحروب والموت. لسان حالهم ربما يقول، وإن يكن، خليها تنقلب أفضل."
ويعتقد البعض أن حادثا كونيا كبيرا سيقلب كوكب الأرض رأسا على عقب، بعد أن يرتطم جسم ضخم أطلق عليه كوكب نيبيرو بالكرة الأرضية، منهيا بذلك كافة أشكال الحياة عليها. واللافت أن هذا الاعتقاد يؤمن به نحو 10% من سكان الولايات المتحدة وعدة دول أخرى، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

نهاية العالم "تحشيشة".. والمهم أن الخضار متوفرة
ويقول مدير منظمة حلم شباب العراق، حيدر البدري أن "توقعات نهاية العالم مرت على العراقيين كأي نكتة عابرة أو كما يسميها الشباب هذه الأيام (تحشيشة) من تحشيشات فيسبوك"، مضيفا "لا اجزم ولكنني اعتقد أن العراقيين الذين لا يملكون حسابا على فيسبوك أو تويتر لم يسمعوا بالموضوع أصلا، فضلا عن أنهم كانوا قد اهتموا به." ويؤكد البدري أن "نهاية العالم لا تعني الكثير لعراقيين عاشوا زمن الحروب والحصار وحرب المفخخات اليومية التي لم يسلم بيت عراقي من تبعاتها كالقتل والعوق والفقر والمرض."
ويستطرد البدري بحزن أن "العالم انتهى في بيوت عراقية كثيرة قبل الموعد الذي حددته المايا، بينما يعتبر كثيرون خبر خسارة منتخب العراق الوطني لكأس غرب آسيا أكثر حزنا بكثير من خبر نهاية العالم ." أما أم علي، وهي ربة بيت، فتؤكد أن لا شيء يدل على نهاية العالم لأن "السوق مستقرة، والخضار متوفرة، بينما تشير الروايات الدينية إلى أن الجفاف والقحط سيعمان البلاد قبل يوم القيامة (يوم نهاية العالم في الدين الإسلامي)". في حين عاتب أبو آرام، وهو سائق سيارة أجرة، جاره بسخرية وهو يحدثه عن نهاية العالم بالقول "ادري يا أبو محمد غير تكولي من البارحة قبل لا أصلح محرك السيارة (كان يجب أن تقول لي قبل أن أصلح السيارة)، أنفقت 200 ألف دينار عليها". ويغرقان في الضحك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. موسى الخطيب

    السلام عليكم اخواني في المدى برس شوي علكيفكم وي العراقيين طلعتوهم جهله ومايعرفون كلشي بس اللي عنده فيس بوك يعرف بالخبر او مايتقبلون اي فكره جديده تره اولا انتم هم عراقيين لو اني متوهم الا من غير دوله انتم يله هيج تتكلمون على العراقيين

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

شركة نفط ذي قار تعلن انطلاق مشاريع لتطوير إنتاج النفط وتكشف  عن خطة لرفع إنتاج الغاز المصاحب
محليات

شركة نفط ذي قار تعلن انطلاق مشاريع لتطوير إنتاج النفط وتكشف عن خطة لرفع إنتاج الغاز المصاحب

 ذي قار/ حسين العامل أعلنت شركة نفط ذي قار عن انطلاق مشاريع لتطوير انتاج النفط والغاز اشتملت على حفر 17 بئراً جديدا في حقل الغراف النفطي ومشاريع أخرى لإنتاج ونقل الغاز المصاحب، وفيما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram