TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: تفتيت الوحدة الكروية

نبض الصراحة: تفتيت الوحدة الكروية

نشر في: 12 يونيو, 2011: 05:48 م

يوسف فعلاتهامات متبادلة وتأجيلات مستمرة واتفاقات وهمية والتآمر على أشده في ارض الواقع ، عناوين لمعركة انتخابات اتحاد الكرة بين المرشحين الطامحين للاستحواذ على كرسي قيادة الاتحاد.هذه المشاهد تدعو للأسى والحزن على الواقع المرير لحال كرتنا وتعطي الدليل على ان اغلب المرشحين يعدون هذا الاتحاد كنزاً مفقوداً في جزيرة الضياع، والجميع بانتظارسماع طلقة البداية لمسابقة الرياح للوصول اليه والتنعم بالغنائم وحيداً فردياً بعيداً عن أعين الطامعين الآخرين ،
 ما جعل من منافسة الانتخابات شرسة وغير نظيفة وصلت حد الإساءة للبلد من الاعضاء المؤثرين فيه بنقل المعلومات المشوشة عنه للاتحاد الدولي للعبة لأجل تمرير المخططات والبقاء متربعا على قمة الهرم الكروي لأطول فترة ممكنة ، وسط صمت مطبق من الهيئة العامة للاتحاد التي قالوا عنها في الأنظمة الداخلية انها أعلى سلطة تشريعية ، بينما الحقيقة مغايرة ولا تمت لها بصلة واتضح ان الهيئة العامة الحلقة الأضعف في الاتحاد وليس لها الحق في الاعتراض او المناقشة وإبداء الرأي بحرية ، ويتلخص عملها بالموافقة من دون قيد أو شرط.أي انتخابات بائسة تلك التي شعارها النفاق والدجل والولاءات المناطقية والوعود غير الصادقة والخوف من ذكر الحقائق ، فيما يصرح اغلب المرشحين انهم يسعون الى اقامتها بطريقة شفافة وبروح رياضية ولكن الحقائق تؤكد غير ذلك والكل يحلم بالكنز الموعود.ومهازل الاتحاد والانتخابات لم نشاهد اونسمع مثيلها في اتحاد وطني آخر في  جميع ارجاء المعمورة ، وما حدث فيه من مهازل يندى لها الجبين والأعراف حتى شوهت سمعة البلد خارجياً وعبثت بمبادئ الديمقراطية والرياضة ، ولم يعد الجمهور قادراً على التمييز بين الصادق المخلص والماكر المخادع!ومازاد من الطين بله ان الوسط الكروي دخل في دوامة الانشقاق والتشرذم ومن الصعب إعادته الى وضعه الطبيعي سواء قامت الانتخابات ام لا ، فاز فيها من كتلة الفرات الاوسط والجنوب ام من كتلة بغداد ام من كتلة الغربية ام من أية كتلة أخرى بكرسي القيادة فبعد ان مزقت الكتل السياسية البلد جاء الدور للكتل الكروية الى توجيه ضربة قاضية الى الوسط الكروي بتقسيمه الى اجزاء متناثرة ستكون عواقبها وخيمة ونارها ستكوي الجميع القريبين والبعيدين منها.ولم يعد هناك مخفي في حرب الانتخابات، لأن اغلب المرشحين تجاوزوا مرحلة الحياء وسقطت ورقة التوت منهم بعدما اتجهوا الى لغة غريبة عن الوسط الكروي تتعالى منها التهديد والوعيد وكشف المستور وعدم استذكار المواقف الطيبة السابقة بينهم، والعلاقات الجيدة التي كانت تربط بعض المرشحين ، ولكن المصالح الشخصية هي مَن تحدد مسار العلاقات وقوتها لذلك فان الانتخابات ستكون نقطة تحول تاريخية في مسار اللعبة وسكوت المحبين والعاشقين لها يثير الإستغراب ويفتح أسراراً مكبوتة منذ سنوات تنتظر خزائنها مَن يكسر أقفالها ليطلقها الى الجمهور من دون تحريف.وإزاء ذلك المشهد الغريب لابد من الوقوف بحزم امام تلك التقولات التي تمس قضية وطن، لأن الانتخابات إذا سارت مثل ما خطط  لها ووقعت في فخ الولاءات المناطقية وعدم الاختيار الصحيح فان مستقبلها لن يكون وردياً وإنما صورة سوداوية لا تسر عدواً ولا صديقاً، لذلك علينا تحدي أصحاب النوايا المريضة والمطامع الشخصية أو الباحثين عن التفرّد بالسلطة والقابعين خارج الحدود لإدارتها وعدم منحهم الضوء الأخضر لتمرير مخططهم الرامي الى تفتيت وحدة الوسط الكروي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram