بغداد/ داود العلينائبان في البرلمان يتبادلان الشتائم والركلات، حتى اشتد الأمر بينهما فدخلت عصا خشبية كأداة مخاشنة بينهما. هكذا استبق شجار بين النائب كمال الساعدي وحيدر الملا جلسة البرلمان أمس الأحد.هذا الحادث سبق بساعات قليلة انسحاب العراقية من جلسة البرلمان
 ومطالبة حزب الدعوة إياد علاوي بتقديم اعتذار رسمي على خلفية خطابه الأخير.نواب وصحافيون وموظفو إدارة في البرلمان حاولوا فك الاشتباك بينهما، لكن الأوان قد فات، أصوات الشتائم ملأت أرجاء المكان، وربما طغت، لاحقا، على مناخ الجلسة حين انسحبت العراقية من الجلسة احتجاجا على أحداث جمعة القرار وتأخر تسمية الوزراء الأمنيين.وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، الجمعة، تظاهرتين مختلفتين، الأولى نظمها المئات من المنتمين لعدد من العشائر للمطالبة بإعدام منفذي حادثة الدجيل والتشديد على دعم الحكومة وانضم إليها مناصرو حزب الدعوة، والثانية نظمها المئات من أهالي بغداد مطالبين بإسقاط الحكومة ومنددين بأداء رئيس الوزراء نوري المالكي، تخللتها اشتباكات بالأيدي بين الطرفين.وكادت المشادة الكلامية والشتائم أن تصل إلى الضرب حين رفع الساعدي على الملا العصا التي كان يحملها على خلفية خطاب رئيس القائمة العراقية إياد علاوي.الساعدي قال أثناء المشادة إن الملا ظهر في إحدى اللقاءات التلفزيونية واتهمه بالكاذب.وكان علاوي قد شن ليلة الجمعة الماضية هجوما غير مسبوق على المالكي متهما إياه بالاعتماد على البلطجية وخفافيش الظلام وأساليب التضليل لإلحاق الأذى والنهب بالبلاد. وبينما كانت الأجواء مشحونة للغاية في مقري كتلتي التحالف الوطني والعراقية داخل البرلمان، كان ياسين مجيد النائب المقرب من المالكي يصرح للصحافة بالقول إن إياد علاوي أصبح مشروعا خطرا على العراق والعملية السياسية، واصفا خطابه الأخير بـ"الحرب والفتنة"، فيما لفت إلى حق ائتلافه والعشائر العراقية في رفع دعوى قضائية ضد علاوي.لكن ائتلاف دولة القانون حاول التقليل، ضمنيا، من شأن الشجار الدائر بين الملا والساعدي. واعتبره "خلافا شخصيا" لا يتحمله الحزب أو الكتلة البرلمانية التي ينتميان إليها.النائب عن دولة القانون خالد العطية قال خلال مؤتمر صحفي، وحضرته (المدى) "إن العراقية خرقت ما اتفقنا عليه، بشأن تفعيل الدور التشريعي والرقابي لمجلس النواب وتجنيب المجلس الصراعات السياسية، وكذلك حل الخلافات الشخصية في الإطار الشخصي".وأضاف العطية أن "الكتل السياسية أو حتى الجهة الحزبية التي ينتمي إليها النائب لا تتحمل مسؤولية الخلافات الشخصية التي تحصل بين النواب".وفي الجلسة التي عقدت عصر أمس الأحد أعلنت القائمة العراقية تعليق حضورها البرلماني احتجاجاً على ما وصفته بـ"اعتداء" الساعدي على المتحدث باسمها الملا.لكن سبب التعليق لم يكن نفسه عند الناطقة باسم العراقية ميسون الدملوجي حين تحدثت للصحافة وقالت ان كتلتها تعلن انسحاب كامل أعضائها من جلسة مجلس النواب لهذا اليوم، بسبب الانتهاكات الصريحة التي حصلت الجمعة الماضي بحق إياد علاوي وممارسات البلطجية وإبقاء الوزارات الأمنية شاغرة حتى الآن، فضلا عن اعتداء النائب عن دولة القانون كمال الساعدي على النائب حيدر الملا". وتأتي هذه التطورات على خلفية التصعيد الكبير بين دولة القانون والقائمة العراقية وزعيميهما، إذ شن زعيم العراقية إياد علاوي، الجمعة الماضي، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء نوري المالكي، معتبرا أنه تم دعمه من قبل إيران، في حين وصف عناصر حزب الدعوة الذي يقوده بأنهم "خفافيش ظلام"، محذرا من سياسة "تكميم الأفواه والدكتاتورية الجديدة.بينما رفع ائتلاف المالكي دعوى قضائية ضد علاوي متهما إياه باستخدام أوصاف كان النظام العراقي السابق يستخدمها ضد حزب الدعوة.