اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الشخصية المتناقضة لمؤلف أشهر القواميس الأميركية

الشخصية المتناقضة لمؤلف أشهر القواميس الأميركية

نشر في: 13 يونيو, 2011: 05:40 م

اسم الكتاب: المؤسس الذي غمره النسيانالمؤلف: جوشوا كندالترجمة:  عبد الخالق عليحتى لو لم يكن نوح ويبستر قد ألّف قاموسه الشهير، فانه كان واحدا من أهم الشخصيات في الأيام الأولى للجمهورية الأميركية. كتابه ذائع الصيت " التهجئة الأميركية " – المنشور عام 1783 – تفوق على كل الكتب في القرن التاسع عشر ماعدا الإنجيل. لقد ساهمت جهوده  لحماية كتابه من القرصنة في تطوير قوانين حقوق الطبع الأميركية. في عام 1793 أسس صحيفة (منيرفا) الأميركية، و هي أول صحيفة يومية في مدينة نيويورك، قبل ان يؤسس الكسندر هاملتون صحيفة نيويورك بوست بثماني سنوات، كما انه ساعد في تأسيس كلية اميرست .
مع كل هذه الانجازات لم يكن ويبستر محبوبا . فلقد كان متعجرفا، متفضلا، لا يمتلك روح الدعابة و لا يحب الموسيقى . كان يجافي و يحتقر أصدقاءه و الحلفاء السياسيين و زملاءه في المهنة. في كتاب " المؤسس الذي غمره النسيان " يقدم جوشوا كندال سيرة  ذاتية حية و مستبصرة، كما انه يرينا افضل صورة عن شخصية ويبستر المعقدة . ولد ويبستر لعائلة اميركية متجذرة الأصول – حيث ينحدر والده من جون ويبستر حاكم كونكتيكت، و أمه من عائلة وليم برادفورد من مستوطنة بلايموث. درس في جامعة يال خلال الحرب الثورية . يصف كندال بمهارة جامعة يال في تلك الحقبة: ثلاث مبانٍ فقط و 40 طالبا في صف واحد، و كانت متخلفة عن الجامعات البريطانية . يقول كندال " بالنسبة إلى ويبستر، فان إكمال متطلبات الدراسة في يال لا يدل على انه رجل متعلم، و إنما اكتسب المتطلبات  اللازمة ليصبح متعلما ". في ما بعد اعتبر ويبستر نفسه متفوقا على صديقه المخلص بنيامين فرانكلين المثقف. عند تخرجه عام 1778، أهداه والده مبلغا صغيرا من المال و تمنى له التوفيق، تاركا إياه يتكل على نفسه. تدرّب ويبستر ثم مارس مهنة المحاماة ، و عمل معلما في مدرسة دون أن يحقق نجاحا مهنيا في كلتي الحالتين . لكنه كان يمتلك مهارات جيدة كمربّي . كان هدفه " إدخال السرور على تلاميذه " من خلال إمتاعهم بالمادة و ليس تغذيتهم بحقائق يتذكرونها في ما بعد . هذا الإحساس، الذي انتقل الى كتاباته، ساهم في شهرة كتابه " التهجئة الأميركية " الذي كان  مقررا دراسيا في اللغة و القراءة بالإضافة الى  التهجئة لم يكن  الكتاب  يحتوي على التعاليم الدينية المنحازة التي تتسم بها كتب الأطفال في ذلك الوقت،وإنما كان يضم فحوى أخلاقية و وطنية قوية . كان الأطفال يفهمون الكتاب بسهولة و يتعلمون منه. مع ذلك، لم يكسب ويبستر واردا من الكتاب الا بعد مرور  فترة . و بينما كان يتخبط للعثور على عمل ثابت و يستدين المال من هنا و هناك، انخرط في الصحافة الفيدرالية في الجمهورية الفتية. كان ويبستر يكتب باستمرار تحت أسماء مستعارة، و يمتدح أعماله و ينتقد الطاعنين به، و يحث بقوة على استقلال أميركا سياسياً و ثقافيا  عن بريطانيا،  و يدعو الى  دولة  أميركية متحدة  خالية من المعارك الفئوية بين الولايات . كان دعمه الحماسي قويا لدولته الفتية الهشة، لكنه نادرا ما كان يتحاشى هجماته السليطة غير المنطقية . في سن السابعة و العشرين أقدم على انتقاد جورج واشنطن في حفلة عشاء بسبب بحثه عن مربٍ اسكتلندي لتعليم أبنائه بدلا من معلم من بلده . حكايات كندال المثيرة للذكريات، المدمجة في السرد التاريخي، تقنعنا بان قومية ويبستر كان لها تأثير كبير على المؤسسين حتى لو لم يكن هو منهم . ان وطنية ويبستر المفرطة انتقلت إلى كتابه اللغوي . كان يريد أميركا منفصلة عن بريطانيا، فاخذ يروج للغة أميركية موحدة مستقلة عن الانكليزية البريطانية . كما انه كان مؤمنا متزمتا بتفوق نيو انكلاند على باقي أجزاء البلاد . كان ينتقد  " العقول الصغيرة " للجنوبيين .rnوساوس ويبستر و خلق الثقافة الأميركية وضع ويبستر بصمته فعلا عام 1828 عند تأليفه " القاموس  اللغة الانكليزية الأميركية " في جزءين . كان القاموس أكثر شمولا من القواميس الأخرى في حينه، و يشتمل على الكثير من الكلمات العلمية و التقنية  بالإضافة إلى آلاف المصطلحات الفريدة في الانكليزية الأميركية. كانت تعريفاته تنم عن مهارة رائعة حتى أطلق عليه السير جيمس موراي – اول محرر لقاموس اوكسفورد – انه " ولد لتعريف  الكلمات " . الكثير من الأشخاص  كانوا ينظرون الى القاموس على انه مبتكر  أكثر من اللازم ; و كان المثقفون الاميركان – حتى الذين كانوا يدعمون النعرة القومية لويبستر – يتحفظون لغويا على القاموس و يتمسكون بالتعابير البريطانية و لا يرغبون بتحدي قاموس صامويل جونسن لسنة 1755 . إلا ان قاموس ويبستر و التنقيحات اللاحقة عليه صار مقبولا على انه المعيار  . ان تناقضات شخصية ويبستر تجاوزت كونه ثوريا سياسيا و لغويا . و رغم كونه إنساناً متعاظما فقد كان مهتما بالفقراء و مؤيداً لإلغاء الرق  و تعليم المرأة . في شبابه كان راقصا ماهرا و محط أنظار النساء، مع ذلك كان نرجسيا و نشر نسخة منقحة من الإنجيل و كان يحتقر الدراما المألوفة حتى عندما كان يدرس في يال، و لم يستثن شكسبير من النقد. إن التأكيد على هذه الجوانب من شخصية ويبستر، يعتبر من السمات القوية لكتاب كندال، فالقليل من كاتبي السيرة يقدمون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram