الكتاب: لماذا كان ماركس على حق؟تأليف: تيري إنغليتونترجمة: ابتسام عبد اللهما يزال كتاب"رأس المال"، لكارل ماركس يثير الجدل في الجامعات ويقبل عليه القراء باطراد، بل ان البابا بوب بينيد يكت الخامس عشر، امتدح ماركس ومهارته في التحليل. كما أن هناك تزايداً ملحوظاً في تقدير أهمية ما أكده ماركس في انتشار الرأسمالية وعدم استقرار الاقتصاد العالمي.
"لماذا كان ماركس على حق؟"، كتاب تيري إنغليتون يتساءل عن السبب في وجود الطاعنين فيه فمن أسهل الطرق للقضاء على أية مناقشات عن الماركسية، القفز بسرعة إلى محاكمات ستالين والمنافي السوفيتية والخمير الحمر".والكاتب تيري إنغليتون (ناقد أدبي ليبرالي وكاتب ماركسي) اختار تولي مهمة شرح مدى صواب آراء ماركس." ماذا لو أن كافة الاعتراضات على أعمال ماركس خاطئة؟. وقد تناول لتفنيد تلك الاعتراضات عشرة من ابرز الانتقادات التي وجهت إلى كارل ماركس ودحضها الواحد تلو الآخر، وهو في عمله هذا مدرك تماماً إن الرأسمالية تمر بأزمة استثنائية،"لقد توقف النظام عن كونه طبيعياً كما الهواء الذي نتنفسه، ويبدو كشيء من التاريخ وليس ظاهرة حديثة."أو كما عبر عن ذلك فريدريك انجلز:"في هذه المرة سيكون هناك يوم الغضب والحساب، كما لم يشهد العالم من قبل... وكافة الطبقات المالكة في سديم، وإفلاس تام للبرجوازية، حرب وإسراف وتهتك حتى الدرجة التاسعة".وبالنسبة إلى أغلبية المعجبين بايغليتون أو ماركس، فان الكتاب يبدو مخيّباً للآمال، فهو في رأيهم خال من الدقة بالنسبة لمنطق الأحداث، أو الأسلوب الجذاب او الطموح الفكري الذي انعكس على محاضراته في جامعة ييل عن الإيمان. إن جزءاً من المشكلة يعود الى بنية العمل. فالكتاب يركز فصلاً بعد فصل على إيجاد البيّنات لدحض المغالطات التي لحقت بالماركسية طيلة قرن من الزمن. فعلى سبيل المثال نجد محاولة طويلة للدفاع عن الثورة البلشفية وما جاء عقب لينين، او عن برنامج ألمانيا الشرقية لرعاية الطفولة. وهي أمور قد لا يهتم بها ماركس او إنغلز بنفسيهما.وكانت نتيجة هذه الانحرافات عن الموضوع شيئاً من الإحساس بالغضب وتوافر التبجح والاندفاع تجاه ماركس وإنغلز، وبدلاً من ذلك يمكن قراءة هذا الكتاب كموضوعات محشورة بسرعة شأن تلك التي نجدها في منهاج كلية اعتيادية، من الدرجة المتوسطة.وعلى الرغم مما سبق، نجد في الكتاب مقاطع رائعة. فالمؤلف ينتهج طريقاً صحيحاً في تأكيده النهج الديمقراطي للشيوعية الماركسية، وكذلك في شرحه، بنجاح تام، طبيعة الإرادة الحرة في تفسير ماركس وإنغلز للتاريخ.كما أن المؤلف قد أكد حداثة تفكير ماركس وكيف، رأى، على سبيل المثال، طبيعة انتقال الطبقة الاجتماعية مع تقدم الرأسمالية. فقد كتب في منتصف القرن التاسع عشر عن النمو المتواصل لعدد الطبقات الوسطى –" رجال ونساء في منتصف الطريق ما بين العمال من جهة والرأسماليين من جهة أخرى".وعلى أية حال، فإن تناول المؤلف الوضع الإنساني تحت الحكم الشيوعي لم يكن موثوقاً به. وفي محاولته لدفع ادعاءات اليوتوبية، يذهب بعيداً في الأحياء،"إننا لا نجد في الماركسية أي وعود بالكمال،" وأن "عوامل الحسد أو العنف، أو التملك والمنافسة ما تزال متواجدة".ومع إن إنغلز كان واضحاً من إن التقدم من الاشتراكية إلى الشيوعية يستلزم تغييراً خارقاً.وتحت قيادة البروليتاريا، تحقق الإنسانية الحرية الحقيقية متحررة من الغرائز الحيوانية:"إن تقدم الإنسان من مملكة الحاجة إلى مملكة الحرية".وفي الختام، يقول الكاتب، إن هذا الكتاب جيد في حقل المعرفة الماركسية، الانكليزية وشرحها جيد إلى حد متوسط وليس بالنسبة للمتعمقين في هذا الحقل.عن/ الابزرمز
هل كان ماركس على حق؟
نشر في: 13 يونيو, 2011: 05:41 م