ترجمة: عدوية الهلالي كان قد كرس نفسه لانجاز سلسلة للشباب ، وبعد نجاح المجلدات الثلاث الاولى لسلسلته ( اوسكار بل ) ، باعها للسينما وتحولت لتعكس نجاحه في عالم السينما الذي احتضنه لمدة عشر سنوات ثم غادر تييري سيرفاتي ستديوهات السينما في عام 2008 ، وهاهو يعود اليها ثانية عبر بيع روايته الجديدة ( غدا او حياة اخرى ) التي ستتحول الى فيلم سينمائي أيضاً ..
ولد الفرنسي سيرفاتي في عام 1967 ، ومن جديد ، يعود ليثبت قدرته على تقديم رواية امريكية رائعة واضعا فيها جرعة ممتازة من الابتكار والطرافة ...فهو يمزج كساحر بارع بين الحلم والكابوس والواقع ، وهي الطريقة التي اعتاد سيرفاتي ان يجتذب بها القارئ ويسحره ..ولكي يكون ايجابيا ، فقد خصص جزءا جميلا من الرواية للحب تاركا الباقي للمغامرات لكي لايقع في العواطف كليا ..في الرواية ، نلاحق احداثا تحصل للبطل جيمس بيرن ، وهو جراح متالق يتعرض لحادث سير وهو في طريق العودة الى مانهاتن بعد ان كان مع عشيقته ..وبعد ان يصحو من تأثير الحادث ، تواجهه مشكلة كبيرة فهو لايعرف المنزل الذي يقطنه ولا المر أ ة التي تدعي بانها زوجته او الصبيين اللذين يناديانه ( بابا ) ..انه يعلم حقيقة واحدة وهي انه متزوج من امرأة تدعى آنييس وبانه لم ينجب اولادا ..وحين يلتقي بالفاتنة ( ميريدي ) في منزله فهو يقع في حبها مباشرة ..منطلقا من هذه الفكرة ، يبدأ سيرفاتي روايته اللاهثة رغم ماتحتويه احيانا من اطالات يسهب فيها لمجرد الزيادة في تشويش مسارات القصة التي يختلط فيها الواقع بالخيال الى درجة مربكة ويستمر سيرفاتي في ممارسة لعبته الماكرة بلذة حتى نهاية الرواية ..مايبدو اكيدا للقارئ ولمشاهدي الفيلم الذي ستتحول اليه الرواية هو ان جيمس يعاني من وجود فجوات خطيرة في ذاكرته منذ حادث السير وانه يواصل معاناته من التشويش والاضطراب ولايتذكر خلالها إلاعلاقته بصديقه الطبيب النفساني توبي ...وعندما تطارده الشرطة لشكوكهم فيه بعد مقتل زوجته السابقة ( آنييس ) ، يصبح مستعدا لتقبل الأسوأ دائما ..انهم يخبرونه بان آنييس التي انفصلت عنه قبل زواجه من ميريديث كانت تزوره لتطلب منه المال باستمرار وكانها تبتزه ولعله قام بقتلها قبل ان ينسى كل شيء ..وبينما يناضل الجراح المحطم لإثبات براءته بمساعدة زوجته الجديدة ميريديث ، سيكتشف بأنه كان لديه ابنة من آنييس ....بهذه الطريقة ، يقدم المؤلف اسطورة غريبة يتداخل فيها الوعي واللاوعي ، وبعد ان يتعب جيمس من محاولة ايجاد ذاته الضائعة ، يقرر البحث عن السعادة فيما يتوفر لديه من موجودات ذلك انه رجل تعيس وسينتهي به الامر الى ان يفعل الاختيار الصحيح وهو ماسيقوده الى تغيير حياته فهل يصبح الواقع جميلا ايضا كالحلم ؟ يجيب الكاتب هنا ب" نعم " مع كثير من الجدية وشيء من الشعر ..صدرت رواية ( غدا او حياة اخرى ) للكاتب تييري سيرفاتي مؤخرا عن دار نشر البان ميشيل في 374 صفحة..
تييري سيرفاتي يمارس خلطته السحرية من جديد
نشر في: 13 يونيو, 2011: 08:08 م