اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > هالة البدري: لا مكان بعد اليوم إلا للقادرين على الإبداع

هالة البدري: لا مكان بعد اليوم إلا للقادرين على الإبداع

نشر في: 13 يونيو, 2011: 08:12 م

القاهرة - غادة قدري تهتم برصد لحظات التحول المؤثرة في الواقع، لا بعين المؤرخ، وإنما بروح المبدع والأديب، كما تعد كتاباتها مثيرة للنقد حتى أن هناك من صنفها تحت مسمى "روايات الجسد"، وتتسم كتاباتها بالملحمية التي تهتم بكتل البشر، انها الروائية هالة البدري التي صدر لها حديثا رواية
"مطر فوق بغداد" التي تصور فيها تاريخ الشعب العراقي وسيناريو تولي صدام حسين مقاليد الحكم في العراق وتحولها من الحضارة إلى الدمار.*هل تجسد شخصية "نورا" في روايتك" مطر على بغداد" شخصيتك، خاصة أن مهمتها في الرواية ومهنتها قريبة منك؟ -نورا لا تجسد شخصيتي ولكنني كنت بحاجة إلى بطلة في الرواية، لديها تجربتي وحركتي الصحافية،التي أعرتها لنورا مع بعض التعديل، والحذف والإضافة، وربما كان هذا هو السبب وراء اعتقاد الكثير من القراء، أن نورا تجسيد لهالة البدري، إلا أنني بصفة عامة لا أعتمد على شخصيات حقيقية من الواقع،وإنما أبنيها من الخيال.* لكنك صورت العراق في فترة السبعينات، وبداية الثمانينات في تلك الرواية، ودونت أحداثها، كيوميات، تم سردها بضمير المتكلم "أنا" وكأنها تعبر عن مذكراتك، أو سيرتك الذاتية خلال تلك الفترة ؟- لا يمكن اعتبارها سيرة ذاتية، كما أنني أخاف من تدوين اليوميات لسبب غريب جدًا، وهو أنها تستهلكني، وتستهلك الطاقة الموجودة بداخلي، بينما أريد لتلك الطاقة أن تظل بداخلي، حتى تتفجر في الوقت المناسب، وقد كنت حريصة على أن أقدم صورة العراق التي أصبحت مقصية في ذاكرة الناس، فهذا البلد الذي يسكن أبصارنا اليوم، ويرتبط بالفتنة الطائفية وبويلات الحروب والدمار، يمثل حضارة غاية في العظمة، امتدت عبر عصور وحضارات عدة، بابلية، وسومرية، وآشورية، وعربية، وهذا ما جعلني أقدم للعراقيين ذلك العمل لأذكرهم بهويتهم وتاريخهم انطلاقًا من كوني شاهدة على فترة من تاريخهم، كانت سببًا في ذلك التحول من الحضارة إلى الدمار.وثيقة*معنى ذلك أن "مطر على بغداد" وثيقة تؤرخ لأحداث مهمة كسيناريو صعود صدام حسين مثلاً إلى سدة الحكم؟- الرواية تصور تاريخ الشعب العراقي بشكل عام، ونحن لسنا بمؤرخين، ولا نكتب تاريخا، وإنما نحن كتاب رواية، نرسم سيرة البشر، في لحظة تاريخية ما، بشكل أدبي إبداعي، حتى أنني تناولت سيناريو تولي صدام حسين، مقاليد الحكم في العراق، وهو ما لم يذكر في أي رواية أخرى، وعرضت من خلاله تفاصيل لا يعرفها أحد عن هذا الحدث.*  بدأت الرواية بالبحث عن "أنهار خيون" صديقة نورا، وأنهيتها من دون أن تحددي مصيرها، لماذا؟- لقد تركت النهاية مفتوحة، وكذلك مصير "أنهار خيون"، لأن مصير العراق كله ما زال مفتوحا على الدمار والخراب، كما أن الباب مازال مفتوحا أمامها أيضا لتستعيد نفسها، وحضارتها، وليس معنى هذا أن "أنهار" هي العراق، وإنما هي روحها وإنسانيتها.* قال بعض النقاد عن روايتك أن هناك زحاما في أحداثها، وقفزات من مشهد لآخر دون تمهيد، وأن ذلك أصاب القارئ بالارتباك، ما تعليقك؟-أحترم القارئ الذي يهتم بكتاباتي، وأتصور أن هناك صلة حميمة تربطني به تفوق علاقات الصداقة، وهي الصلة التي تمكنه من معايشة نفس إحساسي تجاه أحداث رواياتي وشخوصها وأبطالها، وكأنه يعرفهم، ويعرفني أيضًا، والقارئ الذي يحب كتاباتي سيبذل مجهودًا حتى يتواصل معي. أما بخصوص الزحام فرواياتي بصفة عامة تتعامل مع جموع من البشر، ومن النادر أن أكتب رواية تتعامل مع شخص واحد، لذلك تجد أن معظمها ملحمية، وضخمة، وتتعامل مع أزمنة طويلة.الثورات والثقافة* في ظل الأحداث الراهنة، هل تأثرت حركتي الثقافة والأدب في وطننا العربي بعد كل تلك الثورات والانتفاضات الشعبية عن ذي قبل؟- الأدب من أكثر الأنشطة الفنية ازدهارًا، قبل تلك الثورات وبعدها، وأعتقد أنه كان أحد الدوافع التي حركت انتباه الناس نحو التمرد والثورة على الأوضاع التي كانت قائمة. وبغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه المبدع العربي، ما بين العراق في أقصى الشرق، والمغرب في أقصى الغرب، نجد أن هناك كتابات استخدمت أقصى دلالات الرمز للتعبير عن الثورة بشكل غير مباشر، وتناولت المهمّشين، والانهيار الاقتصادي، والرقابة الداخلية، والخارجية، وتماست مع أوضاع الناس في بلاد العرب، من هنا يمكننا القول بأن الإنتاج الأدبي، بشكل عام قبل الثورة في الوطن العربي كان متميزا وجيدا، وقد نافس بصورة قوية الأدب العالمي. أما بعد الثورة، فأرى أن الإبداع العربي، يحتاج لفرصة كي يلتقط أنفاسه، ويهيئ نفسه من جديد، ليعبر عن الثورة بشكل حقيقي، وهو ما سوف يحتاج منا لوقت طويل، ورغم ذلك فهناك كتاب قدموا من داخل الميادين ما يشبه اليوميات عن الثورة.* لكن الشعر كان هو المتصدر للمشهد الأدبي والأقرب إلى الجماهير المحتشدة بالميدان، أو المراقبة له، بماذا تفسرين ذلك؟-الشعر تعبير عن حالة لحظية، ومحفز سريع لا يحتاج إلى وقت، حتى ينبه الناس لسلبيات المجتمع، وهو لا يضطر إلى استخدام الرمز، وأظن أن الإنتاج الشعري سيرتفع خلال الفترة المقبلة، وهناك نماذج من الشعراء قد علا شأنهم في الشعر الشعبي، ومن خلال مسرح الميدان، ولم نكن نسمع عنهم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram