TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كتل صغيرة: الحياة السياسية برأسين ونحن الضحية

كتل صغيرة: الحياة السياسية برأسين ونحن الضحية

نشر في: 13 يونيو, 2011: 08:52 م

 بغداد/ أياس حسام الساموك كشفت القائمة العراقية البيضاء إجراءها مباحثات مع تحالف الوسط لتشكيل كتلة واحدة تضم 18 نائبا، نافية وجود أي نية للرجوع إلى ائتلاف العراقية.يأتي ذلك في وقت انتقدت الكتل الصغيرة، تهميش أعضائها داخل البرلمان من قبل الائتلافات الكبيرة،
الأمر الذي أرجعه متخصصون بالشأن السياسي إلى طبيعة موازين القوى الذي أفرزتها الانتخابات.يشار إلى أن العراقية البيضاء لديها 8 نواب، في حين لدى تحالف الوسط 10، ستة منهم لجبهة التوافق والبقية من ائتلاف وحدة العراق.ويقول زعيم العراقية البيضاء النائب حسن العلوي إن نشاط القائمة يرتبط بعاملين، برنامج الكتلة وحياديتها في الصراع السياسي من جهة، وحيوية أعضائها ومدى التأثير في صناعة القرار في مجلس النواب أو في الساحة الإعلامية بشكل عام من جهة أخرى.وتُجرى الآن حوارات بين البيضاء والوسط من اجل تشكيل كتلة برلمانية واحدة من الممكن أن تحدث ضغطا داخل البرلمان لاسيما مع وجود بوادر بانشقاقات تشهدها الكتل السياسية الكبرى، قد يستغله التحالف المرتقب في استقطاب بعض النواب المنسحبين من كتلهم، ويلفت العلوي في اتصال هاتفي مع "المدى" إلى "وجود تفاهمات بين البيضاء والوسط من اجل تشكيل كتلة في المستقبل"، مستدركا بالقول "لا زلنا حاليا في اختبار الطرف الآخر رغم وجود نية مشتركة للاتفاق".وعادة ما تسعى الكتل الصغيرة داخل مجلس النواب بإحداث نقطة توازن من خلال تبني مواقف حيادية لا تثير غضب الشارع العراقي، ويضيف العلوي "قد تبدو البيضاء في بعض الأحيان غير متوازنة عندما تبدي رأيا قد لا يعجب احد طرفي النزاع السياسي"، في إشارة إلى ائتلافي العراقية والقانون، مستدركا "نحن ضد فكرة تقسيم الحياة السياسية في العراق إلى رأسين، المالكي وعلاوي"، عادا الأمر "إعادة إلى الحياة السياسية أواسط القرن الماضي"، والذي يعتبر وبحسب زعيم العراقية البيضاء، إلغاء للقوى السياسية الأخرى، متسائلا "أين الحزب الشيوعي والتيار الديمقراطي والليبراليون، الذين لم يؤشر عليهم بالفساد، من صناعة القرار السياسي؟"وبالنظر إلى الحراك السياسي فأن الإسهام في صناعة أي توجه داخل برلمان يتوقف على ما تنتجه الاتفاقيات بين الكتلتين الأكبر داخل مجلس النواب، العراقية ودولة القانون، العلوي ينتقد الأمر محذرا "أن اختزال العمل السياسي بفئتين من شأنه أن يقود البلاد إلى استقطابات خطيرة". دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء تتجاوز جميع القوائم للتباحث مع العراقية، هذا ما أكده العلوي، الذي قال "إن المالكي يذهب إلى القائمة الأكبر في البرلمان، ولهذا فأن دولة القانون تصر على شراكة اغلب مكونات العراقية وان كانت بدون علاوي"، معتبرا أن "التوافق بين حركة الوفاق وحزب الدعوة وصل إلى طريق مسدود".وكشف زعيم العراقية البيضاء عن تلقيها عروضا من العراقية لأجل العودة، إلا انه أكد رفض قائمته ذلك. وقال "من الممكن أن نتفاهم مع بعض مكونات العراقية داخل قبة البرلمان حصرا في حال حدوث تغيير في المشهد السياسي، إلا أن هذا لا يعني العودة".يذكر أن القائمة العراقية البيضاء أعلنت في آذار السابق انسحابها من ائتلاف العراقية، وتشكيلها كتلة منفردة بقيادة العلوي. ويدور الحديث عن تبني الكتل الصغيرة وساطات حل تجمع الأطراف السياسية المتخاصمة، وأكد العلوي "طُلب منا مبادرة لحل الأزمة" معربا عن عدم ثقته بـ"الوساطة التي يكون فيها الوسيط متواضعا ولا يمتلك إلا 8 نواب"، متابعا "في حين هناك قوائم تمتلك أضعاف نوابنا مستعدة للأمر". إلا أن مراقبين أكدوا أن السبيل الوحيد الذي تستطيع من خلاله الكتل الصغيرة داخل البرلمان أخذ دورها والتأثير على القرارات السياسية الحاسمة يكون من خلال إيجاد تحالفات وتفاهمات إستراتيجية مع القوائم الكبيرة، مستبعدين إمكانية تشكيل كتلة واحدة بين مكونات مجلس النواب الصغيرة تتوازن مع قوى كبيرة مثل العراقية ودولة القانون.ويرى الباحث السياسي حيدر سعيد أن طبيعة الجدل البرلماني يعتمد على الكتل الكبرى، مبينا أنه "من خلال ملاحظة الدورتين السابقة والحالية لم يستطع النواب المستقلون أو الكتل الصغيرة التأثير في القرار السياسي"، متابعا "في الدورة الحالية توجد كتلتان صغيرتان كل واحدة منها تحمل توجهات طيف معين من الشعب"، معربا عن اعتقاده في أن التوازنات داخل البرلمان ستحول دون قيام هاتين الكتلتين بدور مؤثر.وأضاف سعيد لـ"المدى" "لم يتبق للبيضاء والوسط سوى بناء إستراتيجية تحالفات، إلا أن ذلك لا يعني الاندماج في كتل أخرى"، مضيفا "في القضايا المصيرية كالانسحاب الاميركي عليها أن تتخذ قرارا ينسجم مع توجهات بعض الكتل الكبرى".إن تفكك الكتل من وجهة نظر سعيد لا يعني بالضرورة أن تستفيد منه القوائم الصغيرة، معللا ذلك بالقول إن "البرلمان سيبقى على ما هو عليه، والكتل الكبيرة مستمرة في سلوكياتها بالرغم من احتمال حدوث تفكك فيها"، مستدلا بائت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram