تشهد محافظة دهوك خلال هذه الايام سقوطا للامطار بشكل مستمر ويتوقع ان يستمر سقوط الامطار والثلوج وخاصة في المناطق الجبلية بشكل متقطع وخاصة في المناطق الجبلية الوقعة على الشريط الحدودي مثل كاني ماسي وبرواروي بالا ونيرة وريكان الأمر الذي يكون له تأثيره البالغ على القطاع الزراعي في المنطقة بشكل عام والتقليل من آثار الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال السنوات المنصرمة.

وبحسب قول اوميد معصوم ماي مدير الأنواء الجوية في محافظة دهوك فان كميات كبيرة  للامطار والثلوج قد تساقطت في دهوك خلال الايام الماضية وفي غالبية الاقضية والنواحي لكن بنسب مختلفة  واوضح قائلا " خلال هذا اليوم تساقطت كميات كثيرة من المطر في دهوك حيث بلغت 42 ملم في مركز محافظة دهوك وفي زاخو 30 ملم وفي مانكيش 50 ملم في حين وصلت في منطقة بامرني الى اكثر من70 ملم مع تساقط كميات من الثلوج في بعض المناطق حيث سجل تساقط سبع سنتمرات من الثلج في منطقة كاني ماسي ".

وبين معصوم ان المجموع الكلي للامطار التي هطلت هذا العام في مركز مدينة دهوك  قد وصل الى اكثر من (205 ملم) موضحا بالقول " لوقارنا هذه المعدلات بمعدلات المطر في مثل هذا اليوم من العام 2011 لوجدنا  ان هنالك كميات اكبر بكثير قد هطلت خلال هذا العام حيث بلغ مجموع ما هطل في العام الماضي لحد هذا اليوم (39 ملم) فقط مما يعني ان الكمية قد تضاعف لخمس مرات ونحن نتوقع ان تهطل كميات كثيرة من الأمطار خلال هذا العام".

عبدالكريم باكيري فلاح يمتلك مزرعة للعنب واللوز قال " لقد فرحت كثيرا بالأمطار التي تساقطت وخاصة في هذه الأيام لأنها ستوفر ما يحتاجه البساتين من مياه جوفية ورطوبة داخل التربة ".

في حين اشار مدير التخطيط في زراعة دهوك المهندس مسعود الى ان سقوط هذه الأمطار يعد خطوة جيدة للقطاع الزراعي في المنطقة " وهي في الوقت ذاته خطوة مشجعة للفلاحين كي لا يتراجعوا عن عملهم  كمزارعين وخاصة اصحاب حقول الحنطة والشعير الذين كان الكثير منهم قد اصيبوا بالإحباط جراء انقطاع الامطار في الموسم الماضي وعدم سقوطها بانتظام مما ادى الى عدم حصاد مساحات واسعة من حقول الحنطة والشعير والتي تسببت بخسائر كبيرة للفلاحين في بعض المناطق مثل سميل والشيخان ".

وفي الاطار ذاته دعا المهندس الزراعي محمد امين هيرو مدير منظمة "دريا" للتطوير والتنمية في دهوك الجهات المعنية وخاصة مديريات السدود في محافظة دهوك الى ضرورة الحفاظ على مياه الامطار وقال " كميات كبيرة من المياه السطحية نراها تختفي وتزول وفي المجاري والجداول من دون ان يتم الاستفادة منها بالشكل الملائم لذا فان على مديرة الزراعة بالتعاون مع الفلاحين العمل على انشاء سدود ترابية صغيرة وخاصة في المناطق الجبلية بين الوديان والتلال لحجز المياه الامطار والاستفادة منها في موسم الصيف فلا نضطر الى حفر ابار ارتوازية ونستخرج المياه الجوفية التي هي ملك للاجيال القادمة ".

من جهته اكد سليم نبي مدير الإرشاد الزراعي في المديرية العامة للزراعة في دهوك هذا الموسم شهد تحسنا في مجال سقوط الأمطار وقال " ان نسبة تساقط الامطار خلال هذا العام هي نسبة جيدة وخاصة بالنسبة لمحصولي الحنطة والشعير والمحاصيل الحقلية بصورة عامة والتي كان الفلاح يتردد في زراعتها مستندا على الموسم الماضي ".

ويرى مدير الارشاد الزراعي في دهوك ان تزايد نسبة تساقط الأمطار ستؤدي في النهاية الى  زيادة نسبة المياه الجوفية في المنطقة التي عانت من الجفاف في السابق موضحا بالقول " هذه الامطار مهمة للمزروعات الديمية مثل العنب والتينو اللوز التي تكون اعتمادها بالاساس على الامطار ".

وتابع  سليم نبي ان لتساقط الثلوج تأثيرا كبيرا على الزراعة  " ان الثلوج تكون مصدرا رئيسيا للمياه الجوفية كما انها تقضي على الكثير من الآفات الزراعية التي تصيب النباتات وخاصة التفاح الذي يحتاج الى ساعات عديدة من الانجماد ".

جدير بالاشارة ان محافظة دهوك مثل بقية المحافظات العراقية كانت قد تعرضت خلال السنوات قليلة المنصرمة الى موجة من الجفاف تركت آثارا سلبية على القطاع البيئي في المنطقة وأدت الى جفاف المئات من العيون والينابيع التي صارت لها مئات السنين تدر بالمياه.

يذكر ان غالبية المدن في اقليم كردستان كانت قد شهدت خلال الايام المنصرمة موجة من الامطار والثلوج التي ادت الى حدوث بعض الفيضانات في مناطق تابعة لأربيل والسليمانية وهطول كميات كبيرة من الثلوج في المناطق الحدودية مع تركيا حيث تاقطت نحو 9 سنتمرات من الثلوج في منطقة برواري بالا الحدودية.