TOP

جريدة المدى > سينما > إشكالية الفيلم الناجح: السيناريو والشكل والترويج التجاري

إشكالية الفيلم الناجح: السيناريو والشكل والترويج التجاري

نشر في: 15 يونيو, 2011: 08:44 م

طاهر علوان مما لاشك فيه ان الحديث عن الفيلم الناجح والجيد يحتاج الى حديث مواز عن الأسباب التي جعلت هذا الفيلم او ذاك ان يصيب النجاح فيما يخفق غيره ..والمشكل يبرز في مسألة التلقي الجمعي للفيلم كرسالة اتصالية ومضمون ومعنى ، ولهذا ينصرف العقل الى التجميع
في النظر للتتابع السمعي البصري الحركي على الشاشة والذي يمثله الفيلم بمعنى ان عقل المشاهد يذهب الى النظر الى الفيلم كمنظومة كلية ، كما ان القراءة النظرية والتحليلية للفيلم تتجه لنفس الهدف في الغالب ،حيث يكون سبب نجاح الفيلم هو نجاح جميع العناصر الجمالية والتقنية والتعبيرية وتضافرها معا لتقديم فيلم ناجح سرعان مايكرس النجاح الى المخرج وغالبا ماينسى العاملون غير المرئيين....وفي الحقيقة ان الجذر الأساس لأي فيلم ناجح ونواته وركيزته هي الفكرة الناجحة والموضوع والمضمون المتميز مقترنة بالمعالجة الدرامية الناجحة، فالنص هو الولادة الحقيقية للفيلم الناجح قبل ان نتحدث عن جماليات التصوير والموسيقى والمونتاج وما الى ذلك ...النص السينمائي هو مفتاح النجاح الذي منح كل هذه الأفلام الناجحة مكانتها ، ولم تكن لتصيب كل هذا النجاح لولا النص السينمائي المتقن البناء ....ولعله من نافل القول ان مخرجا او جهة انتاجية مهما اوتيت من امكانات تقنية وميزانية ضخمة فليس بالضرورة ان تنجح في تقديم فيلم ناجح ومتميز ...المسألة لاتبدأ وتنتهي عند الآلة او الأداة والتقنية ولا البذخ في الميزانية لكي يتحقق النجاح ...كل التجارب السينمائية تحكي اولا قصة ولادة النجاح ابتداء من السيناريو المتميز والمتقن ، معضلة كثير من التجارب السينمائية في العالم هي في السيناريو ، ندرة كتاب السيناريو ، او وفرة السيناريوهات الفاشلة هي ظاهرة قائمة في كل مكان وفي جميع التجارب السينمائية في العالم ....ومن يقرأ فصولا من رحلة كتاب السيناريو في اهم معاقل صناعة السينما في العالم "هوليوود" يتأكد من هذه الحقيقة ولهذا اقتطف من المؤلف وخبير السيناريو المتمرس والمعروف "سد فيلد " قوله :" لقد فحصت ولخصت اكثر من الفي سيناريو في سنتين ونيف ولم اختر منها سوى اربعين،أي ان  تسعة وتسعين بالمئة من السيناريوهات المقدمة لم تكن جيدة ، بمعنى ان واحدا فقط من كل مئة سيناريو كان بالمستوى الذي يستحق النظر في امر انتاجه سينمائيا ".لعل هذه الشهادة تكشف الحقيقة التي نحن بصددها وهي معضلة تنسحب أيضاً ودونما ادنى شك الى جميع التجارب السينمائية العربية حتى الآن ، لا نتحدث عن قلة الإنتاج بسبب قلة التمويل ولكن ايضا ندرة كتاب السيناريو المتمرسين  المتمكنين من الحرفة ، وندرة السيناريوهات المتميزة ...والحاصل ..ان الأسبقية الأولى لأية تجربة سينمائية شخصية ناجحة تبدأ بالسيناريو ، فالسيناريو هو اولا وهو ثانيا وهو ثالثا ، ثم نذهب الى مايلي من مراحل صناعة الفيلم ومتطلباته الإنتاجية ...ولنتذكر ان اساس أي فيلم ناجح واي نجاح هو السيناريو اولا ..فيما تسود في بلداننا شبه "أمية" رهيبة في تخصص كتابة السيناريو .. تثير مسألة عدم جودة الفيلم السينمائي وعدم تكامل عناصره الفنية تساؤلات عدة.. فلماذا يمر الفيلم الذي لانتعاطف ولا نتفاعل معه  هكذا دون ان نتساءل لماذا ؟ كل المنتجات وبما فيها الإنتاج الفني ان كانت فيها عيوب ما فيجب تفحص تلك العيوب واسبابها ، لكن تطيرا غالبا مايسود ملقيا التبعات كلها على التمثيل والممثلين ، فهم السبب الأسهل للفشل الذي تتوارى خلفه بكل تأكيد اسباب اخرى للضعف او للفشل بسبب ان هؤلاء الممثلين هم الأقرب الى عالم المشاهد ، كمثل النظر الى وجه الإنسان ونستنتج بأن ذلك الشخص مريض متناسين ان الوجه هو مرآة للجسد ..وكذلك الفيلم فالصورة هي الحصيلة النهائية التي يلتقط الكثيرون منها جزئية واحدة وعنصرا واحدا من بين عناصر اخرى ..ولعل من المفيد القول هنا ، ان هنالك ضعفا حقيقيا في التمثيل تستطيع ان تتلمسه في كثير من الأفلام واسبابه عديدة فإذا انتهينا افتراضا من النص السينمائي ، السيناريو المكتوب بحرفية عالية تعيش في مشاهده وفصوله شخصيات مبنية بناء دراميا محكما وبناؤها النفسي وحياتها الداخلية والخارجية مترابطة ومتقنة البناء ودوافع الشخصية وافعالها راسخة وناضجة ، اذا انتهينا من ذلك فإن (تدريب الممثل ) يشكل عنصرا بالغ الأهمية ، ان العجالة التي يتم فيها (طبخ) بعض الأفلام تتسبب في تقديم اداء تمثيلي سطحي وهزيل وتلك مشكلة لاعلاج لها بعد التصوير ، المخرج وفريقه مطالبون بالمزيد والمزيد والمزيد من التدريب واعطاء الممثل فرصة كافية وكاملة ليعيش الشخصية ويتوصل الى اجابات محددة وعميقة عنها ، عن كينونتها ، افكارها ، دوافعها ، احلامها ،رغباتها ، ميولها ، ماضيها ، عللها ...وكل مايخصها .في حوار مع المخرجين البلجيكيين الكبيرين (الأخوين دردان) عن فيلمهما ذائع الصيت "صمت لورنا " والذي عرض في مهرجان كان وعرض في العديد من المهرجانات ،  قالا انهما كانا يذهبان بالممثلين الى موقع التصوير للتدريب فقط ،وقد استغرق ذلك منهما شهرين كاملين ، كما انهما يذكران انها المرة الأولى التي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram