كربلاء / علي العلاوي ناقش مختصون في المجال الزراعي مشاكل التغدق والملوحة في التربة مستغلين احتفالية أقيمت في يوم الحقل الذي أقامته مديرية زراعة كربلاء مشيرين إلى أهمية إجراء البحوث والتجارب للوصول إلى الاستغلال الأمثل للمياه للتخلص من الغدق والملوحة وقد كشفت الاحتفالية أن تجربة قامت بها الوزارة قد حققت نجاحا مما سيفتح الطريق لزراعة الأراضي المالحة في العراق والتي تقدر مساحاتها بملايين الدونمات.
وقال مدير زراعة كربلاء المهندس رزاق الطائي خلال الحفل الذي أقامه البرنامج الوطني للاستخدام الأمثل للموارد المائية لحوضي دجلة والفرات بالتعاون مع مديرية الزراعة :إن العراق يعاني من مشكلة التغدق والملوحة في التربة وأضاف : إن هذه المشكلة بحاجة إلى بحث من قبل المتخصصين الزراعيين لان عليهم ان يبحثوا عن بدائل واستغلال امثل لهذه الأراضي الملحية من اجل توفير الخبز لأبناء الوطن وتقليل الاستيراد من الأسواق العالمية لان مشاكل الزراعة تنعكس على كل المستويات ،ومنها المواصلة الزراعية والإنتاج والتسويق والشراء لان الموطن والمستهلك العراقي سيفضل المواد الزراعية المستوردة الرخيصة الثمن على الإنتاج المحلي الذي يعاني من مشاكل الملوحة التي بكل تأكيد تقلل من المساحات المزروعة وتجعل كلفة الإنتاج أعلى من كلفة المستورد.وأفاد : أن الأراضي المالحة لا بد أن تستغل بالزراعة التي تتحمل الملوحة وهذا ما قامت به وزارة الزراعة حيث اهتمت كثيرا بإجراء البحوث الزراعية المختلفة من اجل استغلال امثل للأراضي والمياه ومن بين هذه التجارب تجربة أقامها البرنامج الوطني للاستخدام الأمثل لمياه حوضي دجلة والفرات لزراعة أصناف من الحنطة التي تتحمل الملوحة في الأراضي الملحية.مشيراً إلى إن هذا البحث قد حقق النجاح ،وهي تجربة رائدة نفذها مختصون أكفاء مما سيفسح المجال لزراعة ملايين الدونمات من الأراضي التي تزداد بها نسب الملوحة والتي لا تصلح لزراعة المحاصيل الزراعية.واستدرك الطائي : إن تحقيق هذا الهدف لا يمكن ان يتحقق بمجرد الأمنيات والتنظير، بل يحتاج إلى عمل دؤوب ومتواصل من الجميع، حكومة ومنتجين، لأن المسؤولية مسؤولية مشتركة فلا يمكن للدولة أن تنهض بهذا القطاع لوحدها دون مساهمة القطاع الخاص مساهمة فعلية وقوية من خلال إدخال التقنيات المتطورة وانتهاج الطرق العلمية في الإنتاج.وقال المزارع عبد الهادي الحسناوي انه كان من أصحاب الأراضي الزراعية التي تقدر بعشرات الدونمات، وكانت تنتج الكثير من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها كربلاء إلا إن الملوحة وعدم اهتمام النظام السابق وأعمال التجريف وارتفاع نسبة المياه الجوفية حول أراضينا إلى بور ومالحة ولا تنفع معها حتى أعمال البزل كون الأراضي تغدقت وتحولت إلى أراض مالحة..وأشار إلى أنه على الدولة إذا ما نجحت هذه التجربة الرائدة في زراعة الأراضي المالحة أن تدعمنا لكي نعيد الأرض إلى إنتاجها السابق وأيضا لكي نصنع خبزنا ونأكل من أرضنا.وأشار إلى إن المشكلة ستبقى قائمة لان شحة المياه مع حاجة الزراعة إلى المياه تجعلنا نصطدم بالكثير من المعوقات..مذكرا إلى ان الروتين المستشري في دوائر الدولة يجعل من الصعب تحقيق هذه الأهداف التي تسعى إليها الوزارة لأننا بحاجة إلى قوانين تنهي الروتين مثلما نحن بحاجة إلى تجارب للعمل الإداري الذي استنزف كل همة للفلاح.ومن جانبه كشف الأستاذ المساعد في جامعة النهرين الدكتور إبراهيم المشهداني ..ان هذا البرنامج بدئ العمل به منذ عام 1990 وتضمن عدة فعاليات منها التهجين والانتخاب ومن اجل الوصول إلى نتائج ناجحة باستخدام دورات الانتخاب من جيل إلى آخر لمدة سبع دورات، أما بالنسبة لاختيار الأرض فيكون حصرا في الأراضي التي تكون نسبة الملوحة فيها من 15- 25 مليموز لمعرفة مدى تحمل الصنف للتربة المالحة .أما مستشار محافظ كربلاء لشؤون الموارد المائية حسن الشريفي فقد قال:ان اغلب الأراضي فيها تغدق، ونسبة المياه الجوفية عالية مما يسبب زيادة نسبة الملوحة في التربة حتى لو أنجزت مشاريع الاستصلاح نحتاج الى زراعة أصناف مقاومة للملوحة كصنف الحنطة (فرات) فهذا الصنف حسب رأي مديرية الزراعة مشجع ولهذا فسنعمد بعد اخذ التقرير الكامل عن الصنف الى تعميمه على المحافظة بعد معرفة نسبة الإنبات والغلة في الدونم الواحد.
زراعيون يناقشون زيادة الملوحة فـي التربة
نشر في: 15 يونيو, 2011: 08:51 م