بكين / رويترز
أجبر مو يان الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب على ترك المدرسة الابتدائية ليرعى قطيع ماشية أثناء الثورة الثقافية في الصين، وفي بعض الأحيان كان معدما لدرجة اضطرته لتناول لحاء الشجر والأعشاب حتى يبقى على قيد الحياة، لكن مو يان (57 عاما) يرجع الفضل إلى معاناته المبكرة كمصدر الإلهام في أعماله التي تناولت الفساد والتفسخ في المجتمع الصيني وسياسة تنظيم الأسرة وحياة الريف في البلاد، وقال مؤلف رواية "الذرة الحمراء" ذات مرة إن "الوحدة والجوع كانا مفتاح الإبداع" في أعماله. وينظر نقاد إلى المؤلف "يان" على أنه شديد القرب من الحزب الشيوعي رغم حظر بعض كتبه. ومن بين مؤلفاته "جمهورية النبيذ".
وتأثر مو يان بجابريل جارسيا ماركيز ودي اتش لورانس وإرنست هيمنجواي وكان يستخدم الخيال والسخرية في كثير من كتبه التي وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها "مستفزة ووقحة".
وتصور روايته (الذرة الحمراء) المصاعب التي تحملها المزارعون في السنوات الأولى من الحكم الشيوعي وحولها إلى فيلم سينمائي تشانغ يي موو المخرج الذي رشح لجائزة أوسكار.
وتدفع إمكانية حظر كتاب في السوق المحلية المؤلفين الصينيين للمضي بحرص إذا كانوا يريدون كسب قوتهم، رغم أن نظام الرقابة الآن ليس مرعبا كما كان أثناء حكم ماو تسي تونج. وقال مو في كلمة ألقاها في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2009 "يجب أن يعبر الكاتب عن النقد والسخط في الجانب المظلم من المجتمع وقبح الطبيعة البشرية، لكن يجب ألا نستخدم نمطا واحدا من التعبير". وأضاف "قد يرغب البعض في أن يصرخوا في الشارع لكن يجب أن نتسامح مع أولئك الذين يختبئون في غرفهم ويستخدمون الأدب في التعبير عن آرائهم".
وقال عدد من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان وكتاب آخرون إن مو لا يستحق الجائزة ونددوا به لاحتفائه بخطاب لماو تسي تونج. واستخدم مو وكتاب صينيون آخرون مقاطع من كلمات ماو في كتاب خاص بمناسبة الذكرى السنوية السبعين للخطاب.
وقال تنغ بي ياو المحامي البارز في الدفاع عن حقوق الإنسان قبل الجائزة "على الصعيد السياسي كان يغني نفس اللحن مع نظام غير ديموقراطي". وأضاف "أعتقد أن فوزه بجائزة نوبل في الأدب غير مناسب". وتابع "بصفته كاتبا مؤثرا لم يستخدم تأثيره للدفاع عن المثقفين والسجناء السياسيين - بدلا من ذلك كان يروج لمصالح الحكومة من خلال كتابة الخطاب".
الوحدة والجوع مفتاحا إبداعه
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 05:15 م