متابعة/ المدىفي منطقة تشكوك خارج بغداد يعيش نازحون عراقيون في مساكن بنوها من الحجارة والجص بعد أن تركوا ديارهم هربا من أعمال العنف الطائفية وتهديدات بالقتل.وترك ما يقدر بزهاء 1.5 مليون عراقي منازلهم خلال أعمال العنف الطائفية التي قتل خلالها الآلاف عامي 2006 و2007 . وتريد الحكومة أن يتوقف النزوح بحلول نهاية العام الحالي إما بتسكين النازحين في منازل جديدة بصفة دائمة أو بإعادتهم إلى ديارهم الأصلية.
لكن الكثير من النازحين يؤكدون ‘إن العودة فيها خطر على حياتهم. وقال نازح يدعى جاسم جبير العكيلي يسكن حاليا في تشكوك: "لا نريد أن نعود, لن نعود لأن المنطقة مهددة بالقتل ونحن مهددون ولدينا العديد من الضحايا, أنا بالنسبة لي فقدت ثلاثة من إخوتي وابن أخي, يعني نحن مهددون."والعكيلي كان يعيش في منطقة الحصوة التي يغلب السنة على سكانها في ضواحي بغداد الغربية.وذكر أنه باع منزله بربع قيمته وانتقل إلى منطقة تشكوك التي يغلب الشيعة على سكانها في شمال بغداد حيث بنى منزلا صغيرا وفتح متجرا لبيع الحصر والأدوات المنزلية المصنوعة من البلاستيك وملابس الأطفال.وقال محمد (18 عاما) ابن جاسم العكيلي "حتى إذا رجع واحد أو اثنين الباقي جميعهم لن يوافقوا على العودة هناك لأن الوضع لا يساعد."وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الصراع الطائفي بين السنة والشيعة أسفر عن أسوأ أزمة إنسانية في الشرق الأوسط منذ عام 1948. وفي ذلك العام فرّ نحو 700 ألف شخص هم نصف عرب فلسطين أو أجبروا على الخروج من ديارهم بعد قيام دولة إسرائيل.وتشير المفوضية إلى أنه من بين 1.5 مليون نسمة نزحوا داخل العراق يعيش نصف مليون في مخيمات أو مبان عامة, وفي بغداد يعيش 200 ألف شخص في 120 مخيما.وتقول الحكومة العراقية إن 250 الف أسرة تتألف كل منها من ستة أفراد في المتوسط فرت من منازلها عام 2006 بعد تفجير ضريح الإمام الحسن العسكري في سامراء في هجوم اعتبر نقطة تحول في الصراع الطائفي الذي كاد يدفع العراق إلى حرب أهلية شاملة. وتأمل الحكومة في أن يعود بعض من نحو ثلاثة آلاف أسرة تعيش في الحي الذي انتقل اليه العكيلي الى ديارها وتعرض 3500 دولار نقدا على كل أسرة لتساعدها على الانتقال.في مكتب حكومي مسؤول عن شؤون النازحين بشرق بغداد 44 الف أسرة مسجلة نزح نحو 80 في المئة منها من أحياء في العاصمة.وأكد حسين كريم النازح أيضا من الحصوة إلى تشكوك إنه لن يفكر ابدا في العودة لأن الأوضاع في منطقته الأصلية ما زالت غير آمنة.وقال: "طبعاً لن أعود, لن أعود إلى هناك, الذبح في المنطقة وأنا أخبرتك عن المأساة الموجودة, لكن إذا (الحكومة) ترسل معي مراقب حرس وطني أذهب معه إلى منطقة معينة على باب الله وأرجع بعدها أفكر بالموضوع, لكن ليس هناك مثل هكذا شيء."وذكر أصغر الموسوي الوكيل الأقدم لوزير الهجرة والمهجرين في العراق أن أكثر من 52 ألفا من أسر النازحين عادت الى ديارها ومعظمها من بغداد وإن من المنتظر انتقال أسر أخرى كثيرة قريبا بعد أن تحسنت الأوضاع الأمنية.وقال: "النازحون داخليا العائدون إلى مناطق سكناهم بحدود 50 . 56 ألف عائلة بعدما كان العدد الكلي للنازحين بحدود 250 ألف عائلة نازحة عادت إلى الآن لدينا 189 عائلة باقية لا تزال. خلال الشهرين الأخيرين ولدينا معطيات في الوقت الحاضر يعني إذا سرنا بالنسبة لمدة ثلاثة أشهر وأنا أتوقع عودة خلال الشهرين السادس والسابع بعد انتهاء عطلة المدارس أتوقع أنه تكون هناك عودة جداً كبيرة إلى مناطق سكناهم."وأضاف: "خلال الأسبوعين الماضيين نحن سجلنا بحدود 5000 عائلة عائدة وهذا الرقم مفرح."في حين بدأت الأسر في بغداد تعود الى ديارها وكانت نسبة العودة الى محافظة نينوى بشمال العراق التي مازالت تعد نقطة ساخنة لتنظيم القاعدة أقل, كما لم تعد نحو 11 الف أسرة من الأقلية المسيحية وأقلية الشبك العرقية ممن فروا من وسط الموصل الى ديارهم.وبدأ بعض العراقيين الذين فروا الى الخارج يعودون بسبب الاضطرابات في بعض دول الشرق الأوسط. وقال الموسوي: إن نحو 300 أسرة عادت في الآونة الأخيرة من سوريا واليمن وليبيا ومصر.ويملك العراق بعضا من اكبر احتياطيات النفط في العالم وقد وقع سلسلة اتفاقيات مع شركات نفط عملاقة لتطوير حقوله النفطية مما يعطي املا لبعض العراقيين في أن دولتهم على طريق إعادة الإعمار بعد عقود من الحرب والعقوبات الاقتصادية الدولية.
العراقيون يخافون تجدد العنف برغم تحسن الأوضاع
نشر في: 16 يونيو, 2011: 07:31 م