اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مؤسسة "الشرطة" عبر العصور فـي كتاب فرنسي

مؤسسة "الشرطة" عبر العصور فـي كتاب فرنسي

نشر في: 17 يونيو, 2011: 07:38 م

ترجمة: عدوية الهلالي منذ عهد الملك لويس الرابع عشر، طرأ تطور كبير على مؤسسة الشرطة.. هذا الجزء المهم والحيوي من جسد الدولة والذي يقود الى طرح سؤال جاد عن دور هذه المؤسسة في أنظمة الدول الديمقراطية الحديثة..المؤرخ الفرنسي دانيال هالفي لاحظ ان هيجل كان الفيلسوف الوحيد الذي تصدى لهذه القضية ، وبعد ذلك تحول الأمر إلى تساؤلات تطرح في الندوات وتدور غالبا حول علاقة الشرطة
بالنظام الجمهوري ، ولأن مسألة الشرطة لها مساس مباشر بالسلطة لذا فقد دعا جوريه الجمهوريين مثلا إلى إبداء رد فعل في هذا المجال ، وفي الوقت نفسه ساوى سارتر بين الشرطة والفاشية في كتابه (قضية شعب) ..وظل الموضوع مخنوقا برؤى مسطحة رغم ظهور العديد من البحوث الدائرة حول هذا الجدل الرئيسي ، خاصة في فترة (العولمة) ...ويصف ماكس ويبر هذه المؤسسة بما يسمى (احتكار العنف المشروع) ، اذن فمن يحمل سمة هذا الاحتكار هو المعني بتساؤلنا هنا عن علاقة الشرطة بالأنظمة الديمقراطية ..ففي خارج فرنسا ، وخاصة في الدول الانغلوساكسونية ، لا ينظر إلى موضوع الشرطة بوصفه أمراً قذراً او غير شرعي،أما في فرنسا فقد بدأت أهمية رد الفعل تجاه الشرطة تظهر للعيان تدريجيا منذ ان بدأت قضية الجريمة تزعزع ركائز ديمقراطية الدول المعاصرة في ظل وجود عصابات المافيا والعصابات الأخرى المسلحة وفي هذا الشأن قال فوشيه (ان قوة الشرطة تكمن في إننا نجهل نقاط ضعفها)، ولكن لا أحد يحلم أيضاً بدولة بوليسية، إذن فالتوازن مطلوب جدا رغم صعوبة تحقيقه ..فما هو الحل الفرنسي إذن لهذه القضية ؟ يمكن الاطلاع على ذلك بشكل كامل عبر قراءة الكتاب المنشور مؤخرا في فرنسا للمؤرخ جان مارك بيريليو وعالم الاجتماع رينيه ليفي والذي يضم عبر صفحاته ال(700) عملية اقتفاء اثار كاملة لتاريخ الشرطة في فرنسا منذ النظام القديم ..لقد انطلق المؤلفان من بداية ابتكار رتبة (الملازم الأول) في الشرطة من قبل الملك لويس الرابع عشر وصولا إلى خلق نموذج واضح للشرطة المركزية التي لا تعد قديمة جدا حاليا ..ويعتبر هذا التسلسل أرثا لقانون (فيشي) في عام 1941 والذي لن يكتمل الا بقوانين أعوام 1966 ، و2009 ..بهذه الطريقة ، كانت فرنسا الجمهورية وخلال جمهوريتها الرابعة قد ولدت مع شرطة شكلها قانون فيشي وهو ما يثير ارتعاشة خوف لدى الجمهوريين.وخلال زمن طويل ، كان يظهر الفرق جليا بين باريس المسيطر عليها بشكل جيد وبين بقية فرنسا المنبوذة تماما ..واليوم ، تظهر تحديات الشرطة في صيانة النظام في الضواحي وملاحقة المجرمين بالتعاون مع سكان تلك الأحياء الفرنسية البعيدة ..ويمكن اعتبار كتاب المؤرخ بيرلييه وعالم الاجتماع ليفي شاملا فهو يتعرض للعلاقات بين الشرطة والمجتمع ويتطرق لتاريخ الشرطة عن قرب ويرصد حياة رجال الشرطة بشكل يومي ، وبناء على ذلك ، يشكل هذا الكتاب الصادر مؤخرا عن دار (العالم الجديد) للنشر في فرنسا مصدرا مثيرا ومرجعا هاما يستحق الاحتفاء به لأنه سيجيب عن جميع الأسئلة المطروحة بهذا الصدد وسيظل قاموسا دائما لمن يبحث عن مفردات تحل لغز قضية الشرطة أو (السلطة الغامضة) عبر التاريخ ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram