عن: واشنطن بوستفي مدينة يغطي التراب فيها كل شيء، وتسمح حضارتها برمي القناني الفارغة في الشوارع, يحاول سكنة منطقة زيونة المزدهرة الحفاظ على الحشائش الخضر و الأشجار المثمرة. إلا أن أهالي بغداد عندما يخرجون من مناطقهم المقدسة المحاطة بالجدران الكونكريتية, لا يستطيعون الهرب من مدينة لا تزال تفتقر إلى الإشراف بعد ثماني سنوات من سقوط النظام السابق.
إنهم يرون الأوساخ والحصى تملأ الشوارع التي تغطيها آثار العجلات و تنخرها الحفر الكبيرة. فضلات الأطعمة تنتشر في الطرقات, و إفرازات البالوعات تطفو من الأنابيب المتكسرة لتتجمع على شكل برك في الشوارع وسط الأسلاك المتدلية من الأعمدة. هناك القليل من العاب الأطفال في الملاعب التي يماثل عددها عدد السيارات القديمة المتروكة في الشوارع. يقول احد المواطنين وهو يقف خارج بيته الفخم "لا ندري من المسؤول ومن الذي يوفر الخدمات والأمن؟ حتى أننا لن نتوجه بشكاوانا إلى الحكومة بعد اليوم". في بغداد التي يقطنها حوالي ربع سكان العراق, يعتبر تحديد المسؤولية من الأمور المعقدة و المربكة التي تختبر صبر الأهالي ومسؤولي البلدية الذين لا زالوا يتلمسون طريقهم في الحياة الديمقراطية. العراق, المدعوم بحوالي 400 مليون دولار من الولايات المتحدة من اجل تأسيس حكومات محلية، لازال يحقق تقدما ثابتا في إنشاء الهيئات المحلية لتوفير الخدمات للمواطنين. لكن تبقى تركيبة بغداد شبه الفيدرالية تشكل تحديا فريدا للمسؤولين الاميركان و العراقيين في تقرير حدود جديدة للمدينة، وتعيين حدود صلاحيات أمين العاصمة و حدود صلاحيات المحافظ. يقول السيد محمود عثمان عضو البرلمان العراقي "المشكلة هي انه لا احد يعرف من المسؤول". مسائل القيادة والسيطرة والإشراف كانت تخيم على بغداد منذ الأيام الأولى للحرب عندما كانت القوات الاميركية غير مكتملة التجهيز لاحتواء أعمال النهب بعد انهيار نظام حكم صدام حسين. ورغم أن الوضع الأمني قد تحسن في السنوات الأخيرة، فان مهمة الإشراف و السيطرة على 250,000 من أفراد الشرطة والجيش الذين يحرسون المدينة، قد خلقت مشاكل إدارية بضمنها ثغرات في الجهد الاستخباري وضعف الوضوح التنظيمي. فمثلا، يقول المسؤولون المحليون المقيّدون إنهم لا يعرفون بمن يتصلون بشأن المركبات المشكوك فيها. في الوقت نفسه، فان أمانة بغداد غاضبة بسبب الكيانات المختلفة التي تتسابق للسيطرة على أموال إعادة الإعمار وتتجادل حول ما إذا كانت الحكومات المحلية ذات الطراز الاميركي تنفع في الشرق الأوسط أم لا. يقول جواد الحسناوي عضو البرلمان العراقي "بغداد تعيش في فوضى عارمة". في الأسابيع القادمة، سيعقد البرلمان جلسة للنظر في " قانون العاصمة"، الذي تم تصميمه لتحديد المسؤول عن الإشراف على العاصمة بغداد. لكن في بلد يضم حوالي 20 كتلة سياسية كبيرة، و ناخبين قلقين، و برلمان يستهلك وقته بالنزاعات الداخلية، فان القليل من المشرعين يتوقعون حلولا سريعة.يقول أمين بغداد صابر العيساوي "كل منهم يتهم الآخر، و لا احد يثق بالآخر. و هذا يسبب الإرباك في عملنا". ترجمة عبد الخالق علي
بغداد بعد ثماني سنوات تفتقر إلى الإشراف
نشر في: 17 يونيو, 2011: 07:49 م