■ شكيب كاظم
يوم كنا نتذكر جهد المحقق المدقق اثبت الأستاذ عبود الشالجي –رحمه الله- في تحقيق عدد من المخطوطات المهمة لاسيما ما صنفه ابو علي المحسن بن علي التنوخي المتوفى سنة 384هـ في كتابه (الفرج بعد الشدة) أو (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة) فضلا عن تحقيقه الرسالة البغدادية لأبي حيان بن علي بن محمد التوحيدي (المتوفى سنة 414هـ) كذلك كتابه الرائد الموسوم بـ (الكنايات العامية البغدادية) سألني صديقي رياض عبد الله الجبوري عن معنى كلمة نشوار، فقلت له عليك بأبي قثم الاستاذ زهير احمد القيسي، الذي كان قد افتتح في السنوات الأولى من عقد التسعين من القرن العشرين مكتبا عند رأس الجسر بالصالحية، لتقيم المشورة في قضايا اللغة والأسماء والخطط، ولشدة ما كانت دهشة صديقي، ان جاءت إجابة الأستاذ زهير متدفقة منهمرة مجيبا إياه: إن أصل الكلمة فارسي، تلفظ بلسانهم (نشخوار) ومعناها بالفارسية الاجترار، ونقلت إلى العربية (نشوار) التي تعني الأحاديث الطيبة، وقد استخدمها القاضي التنوخي في كتابه (نشوار المحاضرة) استخداما مجازيا، إما ابن منظور في معجمه اللغوي (لسان العرب) فذكر أن النشوار هو ما يتناثر من فم الدابة عند الأكل، وظل صديقي رياض يكرر سرد هذه الواقعة واصفا إياه بالمكتبة التي تمشي على قدمين.
منذ سنوات بعيدات وأنا أتابع منجز الكاتب الموسوعي زهير، منذ أن كان يقدم حلقته الشطرنجية في مجلة (ألف باء) فضلا على إني ما زلت مدونا لأولى بداياته الشعرية، في دفتر منتقياتي من الشعر،