بغداد/ اياس حسام الساموك يتواصل الشد والجذب حول زيارة وفد حكومي إلى سوريا خلال الأسبوع المنصرم، وفي وقت أكدت مصادر عليمة لقاءات جمعت الوفد بعناصر بعثية، توقع قيادي في ائتلاف دولة القانون أن الزيارة كانت لحث الحكومة السورية للتخلي عن تلك العناصر. في غضون ذلك، جدد ائتلاف العراقية موقفه بأن تكون المصالحة مع كل من لم تتلطخ يده بالدم العراقي. وكشفت مصادر مطلعة، عن إجراء الحكومة اتصالات مع عناصر تنتمي إلى حزب البعث
 في سوريا لحثهم على العودة إلى البلاد بعد التدهور الأمني الذي تشهده المنطقة.وأفادت المصادر لـ"المدى" بأن الحكومة بعثت بوفد يترأسه جعفر الحسيني رئيس لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية في مكتب رئيس الوزراء، مطلع الأسبوع الماضي إلى سوريا كي يجري لقاءات مع الجالية العراقية المتواجدة هناك على خلفية الأحداث الأمنية المتوترة.وتابعت المصادر "أن الحسيني التقى بعناصر بعثية من اجل إقناعهم بمشروع المصالحة الوطنية وإرجاعهم إلى العراق مقابل تخليهم عن حزب البعث".وفي سياق متصل، نفى ائتلاف العراقية والذي يمتلك 11 وزارة في الحكومة علمه بهذه اللقاءات، إلا أنه رحب بمثل هكذا خطوة، معتبرا أنها جزء من المصالحة الحقيقية، على حد وصف نوابه.ويقول النائب حيدر الملا "ليس لدى العراقية أية معلومات بخصوص إجراء الحكومة اتصالات مع العناصر البعثية"، إلا انه أشار إلى أن "الدستور العراقي تحدث عن إجراء المصالحة مع كل من لم تتلطخ يده بالدم العراقي"، مبينا "من الأفضل للحكومة أن تجري اتصالات مع البعثيين بصفتهم الشخصية لا الحزبية وهو ما يحدث حاليا".وشدد الملا في تصريحه لـ"المدى" على ضرورة أن تكون هناك مصالحة حقيقية مع جميع الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء العراقية.غير أن مصادر حكومية رفيعة المستوى أكدت لـ"المدى" أن دور اللجنة التي يشرف عليها الحسيني هو تقديم الأدلة إلى الجهات الأمنية بخصوص تورط الذين يصرون على عدم المشاركة في الحياة السياسية من الجماعات المسلحة لأجل محاسبتهم قضائيا.وتابعت المصادر، أن المعلومات التي لدى اللجنة تتحصل عليها من خلال الصحوات كونها قريبة من الجماعات المسلحة، فهي تمثل حلقة وصل بين الصحوات من جهة، ومكتب القائد العام للقوات المسلحة من جهة أخرى، مؤكدا أن أعمالهم تقتصر على الجانب الأمني في أغلبها.إلى ذلك، توقع القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي أن يكون الغرض من زيارة الحسيني إلى سوريا ملاحقة العناصر البعثية هناك وليست لإجراء الحوار معهم كما أشيع.ويقول المطلبي في تصريحه لـ"المدى" "إن الحسيني قد يسعى إلى إقناع السوريين للتخلي عن البعثيين من خلال تسليمهم إلى الجانب العراقي أو طردهم"، مشددا على أن البعثيين كانت لهم اليد الطولى في تأزيم الوضع الأمني في العراق".