د. عزالدين مصطفى رسول
هذه المرة أقول لك: لا تتركنا يا صديق العمر ورمز النضال والوفاء وجمرة الثبات وموحد الصفوف. عندما كتبت لك قبل سنوات: "لا تتركنا ولا تدعنا مبعثرين ومشتتين بغيابك"، كنت أتحدث مثل كردي يراك نجما هاديا للكرد، ولكنني اليوم إذ أقول لك لا تتركنا فأنا أتكلم كواحد من ملايين العراقيين من فئات في عالم الكدح ومن أبناء القوميات والأديان والمذاهب الذين جمعتَ في شخصك طموحهم ووحدتهم في معركة التقابل والتوحد، فصرت رمزا حيا، أشرق من ذرى جبل (هيبت سلطان) ليرى نوره وكلماته الوقادة على منبر الأمم المتحدة، معلنا للأمم أن الكرد أمة عريقة مثلكم لها (لسانها المبين) وثباتها أمام أبشع سلطة غادرة أصيب بها شعب عبر التاريخ- كل التاريخ - وتحملت الإبادة بأسلحة حرمتها الأمم، دع عنك الحضارة.
في هذه اللحظات أستعيد ذكريات ربطتنا منذ أكثر من ستين عاما، أخاطبك بالنداء الحميم الذي أحببت مخاطبتك به منذ الطفولة يا (مام جلال) الذي لم تدفعك ألقاب المعالي والفخامة وغيرها من تبرك جمال ذلك الاسم الذي صار يدعوك به الكرد والعرب والعراقيون كلهم ، بل العالم الذي رأى فيك قائدا فذا ومخلصا لقيمه المتبلورة منذ عقود. فكيف إذا تركتنا؟! يا مام جلال لا تدع البسمة في وجوه أطفالنا ووجوهنا تغدو دموعا تصاحبنا إلى الموت.
عد إلينا كما كنت بحماستك وتفاؤلك الأبدي، فنحن بحاجة إليك اليوم أكثر من أي وقت آخر.
ثقتي فيك أنك تقهر المرض وتعود إلينا يا مام جلال لنواصل خلفك المسيرة ونقهر الظلام. عد إلينا يا مام جلال.
صديقك العتيد الودود