TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى على سفح جبلها الأبيض تحاكي أوّل كهف سكنه الانسان

المدى على سفح جبلها الأبيض تحاكي أوّل كهف سكنه الانسان

نشر في: 19 يونيو, 2011: 07:02 م

دهوك/ يوسف المحمداوي وأنا أواصل رحلتي بيوميات المدى في باريس،كانت رغبة رئيس المؤسسة الأستاذ فخري كريم ان تكون الرحلات المقبلة داخل الوطن، ايمانا منه باهمية تعريف أبناء الوطن بمدنهم وقراهم والاطلاع على تأريخ بلادهم الزاخر بألق الحضارة واصالة التأريخ
 وعمق العلاقة التي تربط أبناء الوطن الواحد وتآلفهم بعيدا عن انتماءاتهم القومية والدينية،لكن رحلتي او محنتي مع المرض أعاقت المشروع،واطاحت برغبة المؤسسة مؤقتا. وها انا وبعد عودتي من الموت،نحرت صمت قلمي ويأس كلماتي وعاودت الابحار في عالم السحر والخيال الذي يملأ بلدي..غير آبه بالخراب المؤقت الناتج من أيد خفية ادمنت ضمائرها عشق الدمار والظلام،جازما بصدقية قول الشاعر بأن العراق باقٍ وأعمار الطغاة قصار.صفحة هذا وطني ستكون اليوم عن محافظة دهوك، التي تعد اصغر محافظات اقليم كردستان الثلاث،ولكنها ليست اقلهن فتنة وجمالا،وقد يتساءل البعض لماذا دهوك أولا؟،ولهم الحق في السؤال وعلي واجب الرد،هناك سببان اولهما،كوني قضيت فترة نقاهتي من الداء في كردستان العراق، والثاني لي صديق صبٌّ فارقته منذ ثلاثة عقود ولم اسمع عنه شيئا، على الرغم من اني بحثت عنه كثيرا في زياراتي العديدة لدهوك ولم اجده للأسف. الدليل إلى صبايولكن هذه المرة واثناء اقامتي  ببيت المدى في اربيل طلبت من احد العاملين فيه وهو الصديق العزيز(ريبرعبد الله حسن)، من سكنة دهوك ان يحاول ايجاد صديق عمري،خاصة وانه ذاهب في اجازة الى اهله وبالفعل برهن ريبر بعد يومين من ذهابه بانه اسم على مسمى، لان ريبر تعني في اللغة الكردية الدليل،اتصل بي ليعطيني رقم هاتف صديقي برهان وكنت حينها جالسا مع الحبيب الزميل جمال كريم....وانا اتصل بهاتف برهان قلبي ويداي ترتجفان،لعله نسي الذ ايام حياتي،وصحبة مازال عسلها يلسع الضمير بحلاوته،اسئلة كثيرة وقلق اكثر اخرسه صوت برهان حين سألته هل تتذكرصديق فارقته قبل ثلاثين عاما؟؟؟ساد الصمت والتلفون يرقص في يدي قلقا كنبض القلب،صاح باعلى صوته كاكا يوسف..كاكا الشاعر...حبيبي اين انت؟،لم تستأذن دموعي نزلت بصدقها على شباب لا يعود،انا في اربيل يابرهان...قال اعطني العنوان غدا صباحا سأكون معك...قلت له لا.. لا انا قادم اليك.وبالفعل تحايلت على سرير نقاهتي لاعود الى مراتع صباي،وهربت متلعثم الخطى باتجاه جنة كردستان..واعتقد ان اسبابي مقنعة باختيار دهوك في اولى حلقات هذا وطني.تنوع جغرافي ودينيتبلغ مساحة دهوك 10715كم..تبعد عن بغداد 465كم وعن اربيل 153كم،ولكونها اقصى الشمال تبعد عن اقصى الجنوب محافظة البصرة ب1014كم،اما موقعها الجغرافي فهي اقصى شمال غرب العراق والشمال الغربي لاقليم كردستان،تحدها من الشمال تركيا ومن الغرب سوريا،ومن جهتيها الشرقية والجنوبية الشرقية محافظة اربيل،ومحافظة نينوى من جهتيها الغربية والجنوبية،ولدهوك اهمية استرتيجية خاصة من حيث الموقع الجغرافي الذي جعل منها ممرا بريا مهما يربط العراق بتركيا ومن ثم العالم الخارجي من خلال معبر ابراهيم الخليل في زاخو،وهناك ايضا معبر اخر مع سوريا من خلال فيشخابور في زاخو ايضا،وهي معبر لخط انابيب النفط الذي يصدره العراق من حقول كركوك الى ميناء جيهان التركي.وتتميز المحافظة عن بقية محافظات العراق بتعدد القوميات والاديان فيها،كالمسلمين والمسيحيين والايزيديين..وتتميز بروعة جمالها لتنوع تضاريسها، فجبالها الثلاثة،الابيض ومامسين وزاو،فضلا عن سهولها ووديانها ومصايفها جعلت منها مدينة جذب للسياحة من جميع بلدان العالم.وفي مدينة دهوك نهران صغيران الاول، يسمى نهر دهوك،اما الثاني يسمى (هشكه رو) لكنه يجف في فصل الصيف ويظهر في الشتاء فقط.تعددت الأسماء والحسن واحداختلفت آراء المؤرخين في تسميتها،فالبعض يقول ان التسمية جاءت لوجود جبلين كبيرين في المدينة يماثل شكلهما شكل البيضة والتي تسمى باللغة الكردية(هيك) ودو تعني اثنان،فيما يشيرالمؤرخ حسين حزني موكرياني الى انه في اواسط القرن الرابع عشر الميلادي كان هناك امير يدعى (آخش ندو) في عهد مملكة نوزي،حكم المدينة وكان يفرض جباية على القوافل العابرة منها باتجاه سوريا او تركيا،وهي عبارة عن كفين او قسطين  اوصاغين ودو تعني اثنين والصاغ هوك،فيما يعتمد المؤرخ انور مابي على تقرير صحفي نشرته جريدة العالمين ان اسم دهوك في عهد الامبراطور(تاسيسوس بيزا سيوس)كان جاهوك.ثم تحول الاسم في ما بعد الى شندوخا التي هي الان احد احياء مدينة دهوك،ويدعم هذا الراي الكثير من المؤرخين كـ (انور مابي) و(توفيق وهبي)،فيما يربط الاستاذ امين عصمان بان الاسم اصله كردي ومعناه القرية الصغيرة.الدكتورفرست مرعي يذكر في احدى مقالاته ان دهوك كانت واقعة امام جبلين، وكلاهما يسمى بـ (سرهوك)،لذا سميت بـ(دو سرهوك)،ومن اجل التبسيط فقد ازيلت احرف الواو والسين والراء،لتبقى الكلمة على وضعها الحالي.وهناك عدة قرى كلدانية مسيحية تسمي المنطقة باسم (اتوك) فيما يذهب البعض الى تسميتها(نو هدرا)ومعناها مدينة الشمس،وهناك مهرجان ثقافي يقام سنويا تحت هذا المسمى يقيمه نادي نوهدرا الاجتماعي وقد دعيت اليه في العام2005،وكان برعاية محافظ دهوك السيد تمر رمضان،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram