TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :درس من كردستان

كردستانيات :درس من كردستان

نشر في: 19 يونيو, 2011: 07:07 م

وديع غزوان  في الرابع عشر من هذا الشهر اعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في بيان وجهه للكردستانيين كافة عما تم انجازه من اصلاحات خلال الشهرين الماضيين في اطار ما سمي بالمرحلة الاولى من الاصلاحات في  ضوء برنامج واسع سبق طرحه في آذار الماضي .
 البيان تناول بشيء من التفصيل الكثير من القضايا المتحققة في مجال الاراضي والمشاريع السكنية او ارساء سيادة القانون اضافة للجانب الاداري وغيره . وبغض النظر عما جاء في البيان بشأن ما نفذ في برنامج الاصلاح , فان ابرز ما ينبغي ان يستوقف المتابع لتفاصيل ما يتم تطبيقه من برامج اصلاحية في كردستان  هو ما اشار اليه البيان في مسألتين  اساسيتين تتمثل الاولى  وبحسب رأينا المتواضع بدعوة رئيس الإقليم  (الاحزاب السياسية كافة سواء ما كان منها في الحكم او في المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والمتخصصين واساتذة الجامعات ومراكز البحوث والقنوات الاعلامية للمشاركة في هذه الخطة الستراتيجية ودراستها واغنائها اكثر) , اما الثانية التي لاتنفصل عنها فهي الاقرار بان الاليات التي وضعت ارشادية ( للانتقال الى المراحل التالية..وفتح آفاق اوسع تقربنا من الهدف الحقيقي .. ) . ونعتقد ان اهمية هذين الموضوعين  تأتي من كونهما يكرسان مفاهيم جديدة , كانت وما زالت غائبة عن مجتمعاتنا , في النظرة الى طبيعة العلاقة بين الشعب والنظام , مفاهيم تجعل  المواطن في موقع المشاركة الفعلية باتخاذ القرار والابتعاد عن الصيغة المألوفة التي تجعل المواطنين متلقين ومنفذين حسب  لتوجيهات لم يكن لهم دور فيها , اضافة الى الابتعاد عن المبالغة والاعتراف بان ما جرى هو خطوة ضمن برنامج طويل . ونحسب ان لاخلاف لأحد  على ان من ابرز ما عانيناه في الحقب الماضية  كان هو كثرة الادعاءات باشراك الجماهير في صنع القرار دون ان تجد تلك المقولة طريقها الى التطبيق , لذا فان  دعوة رئيس الإقليم تلك وما اعقبها من تأكيد رئيس ديوان رئاسة  إقليم كردستان  في معرض اعلانه ملامح بدء "العمل بمرحلة الاصلاح الثانية " عن عرض ستراتيجية الاصلاح  على مواطني كردستان , يرسخ محاولة ترسيخ المنهج الديمقراطي في المجتمع كقيمة تستمد قوتها في  التطبيق . لن نأتي بجديد اذا قلنا ان اكثر ما افتقدناه في العراق كمواطنين بعد 2003 هو ابتعاد البعض عن التجسيد الحي للايمان بالديمقراطية والشفافية التي تعني وضع المعلومة امام المواطن بدون تزييف , والتعامل معه كقيمة عليا , لايستحق اي مسؤول البقاء في موقعه اذا فشل في كسب ثقته وعجز عن خدمته ,  لذا فان ما اعلن في كردستان رغم كونه ما زال في بداياته , درس آخر لاطراف وجدت في المحاصصة بديلاً عن قيم المواطنة التي تنظر للفرد على اساس ولائه للعراق الجديد وما يمكن ان يقدمه من خدمات , وبذا عملت من اجل مصالحها الضيقة فشوهت هذه الاطراف بسلوكياتها اجمل معاني الحريات  وركب بعضهم  موجة  العملية السياسية  لغايات باتت معروفة , فخسروا ما بقي لديهم من جمهور , وثق بهم وانتخبهم , فجابهوه بالعقوق في اول امتحان فعلي شهدته ساحة التحرير .. فمتى تفهم نخبنا السياسية ان لاديمقراطية مع الفساد وتضع برنامجاً واقعياً للاصلاح ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

سوريا تعلن دمج الوحدات العسكرية كافة ضمن وزارة الدفاع

ريال مدريد يتعاقد مع هويسن

ترامب: سأتصل ببوتين لوقف "حمام الدم"

(المدى) تنشر نص "إعلان بغداد

السوداني يطلق "العهد العربي" للإصلاح الاقتصادي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram