TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :علاج سحري للمشكلة الأمنية

نــص ردن :علاج سحري للمشكلة الأمنية

نشر في: 19 يونيو, 2011: 07:46 م

  علاء  حسن بلغة الواثق من نفسه  والمتاكد جدا  من نجاح خطته لمعالجة المشكلة الامنية ، قال احد الزملاء الاعلاميين العاملين في احدى الفضائيات،  بانه يمتلك العلاج السحري للمشكلة المستعصية ، وخلال شهر واحد من بداية تاريخ توليه منصب وزارة الداخلية ، وللزميل الاعلامي خطة وصفها بانها سحرية ، ولاتتطلب اعدادا كبيرة من المنتسبين والنفقات ، والاليات ، وخطته سهلة التطبيق والتنفيذ ، وتستدعي اولا كما قال ، اعلان موقف سياسي موحد لتاييدها ودعمها ،
وخطته تضمنت بنودا عديدة من اهمها منع السياسيين واعضاء مجلس النواب من الادلاء بالتصريحات التي تؤجج الشارع وتثير الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة ،  وتكليف جميع منتسبي وزارة الداخلية على اختلاف مناصبهم ورتبهم بمهمة رجال الامن السريين لتزويد الوزارة بمعلومات عن نشاط وتحركات العناصر الارهابية ، وبنظر الاعلامي فان هذا الاجراء يتطلب النزول الى الشارع ، وارتداء ملابس تنكرية  لزيارة المناطق الساخنة واماكن تجمعات  الاشخاص الذين يهددون استقرار الوضع الامني ، ومن تفاصيل خطته ايضا رفع جميع السيطرات عن الشوارع العامة ، والغاء استخدام اجهزة الكشف عن المتفجرات ، واستخدام مركبات مدنية في التنقل، لان سيارات الشرطة اصبحت هدفا  للارهابيين. واعادة النظر بلوحات  ارقام السيارات كافة وتوحيدها، ومحاسبة متعاطي الرشى  بعقوبات مشددة، وعرض  المتورطين عبر شاشات التلفاز، وفتح خط هاتفي مباشر لتلقي شكاوى المواطنين ومعالجتها في وقت سريع لايتجاوز الساعة الواحدة.من استمع الى الاعلامي وزير الداخلية المفترض اشاد بخطته، ووصفها بانها يمكن ان تعالج المشكلة الامنية وحسم هذا الملف الشائك منذ ثماني سنوات ، لكن المشكلة التي واجهت الوزير الافتراضي لخصها بامكانية حصوله على مصادقة اعضاء مجلس النواب ، لانه  مستقل ولم ينتم الى حزب سياسي، وليست له علاقة مع هذه الكتلة  النيابية او تلك، وانه ليس مشمولا باجراءات اجتثاث حزب البعث المحظور، وعندما عدد عقبات كثيرة تمنعه من حمل وزارة الداخلية، ابدى استعداده لتقديم الخطة السحرية لمن يتولى المنصب في الحكومة الحالية او الاخرى التي سيتم تشكيلها بعد اربع سنوات . صاحبنا الاعلامي اخفى نقطة مهمة تضمنتها  خطته السحرية، وبعد الحاح من  زملائه الاعلاميين  استجاب لرغبتهم  وقال  ان ابرز ما جاء في الخطة اعادة النظر بحاملي الرتب العسكرية، لاعتقاده بان اغلبهم لم يتلقوا الدراسة الاكاديمية في كلية الشرطة او العسكرية، وهؤلاء هم سبب الكارثة الامنية، وهم مثل  عزت الدوري الذي حمل رتبة فريق ركن، وليست له علاقة  بالعلوم العسكرية  وشؤون الحرب والقتال، ومنتسبو وزارتي الدفاع والداخلية  كما قال حصلوا على رتبهم بطريقة الرفيق الفريق الركن الدوري .نقطة اخرى  كشفها الوزير المفترض  عندما اشار الى مايعرف  بوجود "الفضائيين"  وهذا المصطلح متداول بين الاجهزة الامنية ، والفضائي هو المنتسب الذي يمنح راتبه  الشهري لمسؤوله مقابل الاعفاء عن الدوام الرسمي ، ومعرفة هؤلاء تتم عبر مراجعة سريعة لقوائم الرواتب الشهرية ومطابقتها مع وجود المنتسبين ، وذكر ان هذه المسالة تثبت الفساد المالي والاداري بوضوح ، ولاتحتاج الى مراجعة او احالة لهيئة النزاهة ،  ويكفي ان تسأل اي شرطي في السيطرات المنتشرة في العاصمة عن الفضائي فيجيبك على الفور بانه من منح راتبه الى الفريق الركن الدوري .  فتعرف من الاجابة اعداد الفضائيين في الدورية الواحدة والفوج واللواء والفرقة.زميلنا الاعلامي تخلى عن رغبته في تولي منصب وزير الداخلية ، لانه يرى ان وجوده في هذا المنصب وباثارته ملفات شائكة سيجعله هدفا لكاتم الصوت، وهو صاحب جهال ولايريد ان يفقد حياته بعد ساعات او؟ قل من تعيينه وزيرا للداخلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram