بغداد/ اياس حسام الساموك فيما يؤكد مكتب القائد العام للقوات المسلحة أن العشرات من قادة تنظيم القاعدة ما زالوا يمارسون نشاطهم في بعض مناطق البلاد، دعت لجنة الأمن الدفاع البرلمانية الناطق باسم المكتب إلى الكشف عن الخطط الواضحة في معالجة التدهور الأمني، داعية إياه إلى التخلي
عن التصريحات السياسية والالتزام بالأمور الفنية التي تدخل ضمن اختصاصه العسكري.يأتي ذلك في وقت كشفت وزارة الداخلية عن تراجع كبير يصل إلى حد الربع في العمليات الإرهابية خلال مهلة المئة يوم مقارنة بالعام الماضي.ونقلت وكالة السومرية نيوز، عن المتحدث باسم مكتب القائد العام اللواء قاسم عطا تأكيده أن "تنظيم القاعدة لم ينته حتى الآن"، مضيفاً أنه "لم يتم القضاء على كافة المستويات والحلقات القيادية المتقدمة بالتنظيم في العراق".وأضاف عطا أن "العشرات من قادة تنظيم القاعدة ما زالوا يمارسون عملهم في بعض المناطق"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية ركزت، خلال العام الماضي، على توجيه ضربات قوية للمستويات المتقدمة في القاعدة وهم الأمراء والقياديون".وأوضح عطا أن "بعض خلايا التنظيم تتنقل من منطقة إلى أخرى دون أن يكون لديها تمركز في منطقة معينة خوفا من كشف القوات الأمنية لها"، مؤكدا أن "القاعدة غيرت أسلوب عملها من النظام التواصلي إلى النظام الخيطي".بدوره دعا ائتلاف العراقية إلى عدم تحميل تصريحات عطا أكثر مما تحتويه من معانٍ مباشرة.ويتفق شاكر كتاب الناطق باسم كتلة تجديد احد مكونات الائتلاف، مع اللواء عطا، مبينا أن "هناك مجاميع إرهابية ما زالت تعمل بنشاط وتسعى لتخريب البلاد"، مشخصا الخلل الحاصل بـ"عدم تكاتف الجهود حتى اللحظة بمكافحة الإرهاب وفق عمل وطني مشترك والمعني بذلك القوى السياسية التي تعمل في البلاد".وبالرغم من الاختلافات التي تشهدها الساحة السياسية والتي ألقت بظلالها على الواقع الأمني فأن كتاب يعرب عن اعتقاده بان القوى السياسية ستجد نفسها مضطرة للعمل المشترك، موضحا "أن ضغط المرحلة سيكون كبيرا جدا للقضاء على الإرهاب لاسيما وان مخاطر الأخير اكبر من الاختلافات السياسية".وفيما يتعلق بإمكانية تقويض الإرهاب خلال المدة القادمة استبعد الناطق باسم تجديد ذلك، وقال "لا يمكن القضاء على الإرهاب خلال مدة قصيرة، لاسيما وانه سيقوى وينهض بصورة اكبر بعد الانسحاب المزمع نهاية العام الحالي"، رابطا النجاحات الأمنية بمدى التوافق السياسي، لافتا إلى أن القوى الإرهابية تستغل الخلافات ما بين الكتل لممارسة أعمالها.بيد أن لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب دعت اللواء عطا إلى التحدث بالأرقام والتركيز على الواقع الاستخباراتي والابتعاد عن التصريحات التي تمس الواقع السياسي.وينتقد عضو اللجنة شوان محمد طه تصريحات عطا بالقول "كان الأجدى به الابتعاد عن العموميات لان الجهاز العسكري يعتمد وبصورة كبيرة على الجانب الفني ويخضع لآليات استخباراتية"، متسائلا "في حال ورود معلومات عن أعداد للقاعدة في العراق فما هي خططهم المستقبلية للتصدي لها وتجفيف منابعها؟".وكان الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الملا ناظم الجبوري قد أكد في تصريح سابق لـ"المدى" أن أعداد القاعدة في العراق لا تتجاوز الـ 1500 عنصر موزعين على البلاد كافة، ينفذون ستراتيجية جديدة هي استنساخ لعملياتها في الشيشان والقوقاز من خلال احتجازهم الرهائن وقتلهم كما حدث في كل من كنيسة سيدة النجاة ومجلسي محافظة صلاح الدين وديالى، الأمر الذي أوقع الكثير من الضحايا بأقل قدر من الإمكانات.طه وهو قيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية أعرب وفي اتصال هاتفي مع "المدى" عن أسفه لتأثير الواقع السياسي على التصريحات الأمنية، مضيفا "لا يمكن القول بأن الأجهزة الأمنية بمعزل عن القوى السياسية والحزبية".ويلمح القيادي الكردستاني إلى عدم مسؤولية تصريحات عطا بالقول "هناك تصريحات غير مسؤولة تصدر من القيادات السياسية والعسكرية أثرت وبصورة سلبية على البلاد كما يحدث في الفترة الأخيرة من تصريحات سياسية زادت التوتر".ويرى عضو لجنة الأمن والدفاع أن دور عطا يكمن في الظهور أمام وسائل الإعلام في الأحداث الأمنية الكبيرة كالقبض على مجرمين خطرين أو في حال حدوث خرق امني كبير، لا أن يصرح بأمور مرتبطة بالجانب السياسي.وفي غضون ذلك أشارت وزارة الداخلية إلى تراجع كبير في أعمال تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية خلال فترة المئة يوم مقارنة بما كان عليه الوضع في العام الماضي.ويشدد وكيل الوزارة لشؤون الإسناد الفريق احمد الخفاجي على أن التهديد الأمني لتنظيم القاعدة تراجع وبشكل كبير، لاسيما مع عدم وجود أمل لديهم في الوصول إلى السلطة كما في أفغانستان.القاعدة وعلى ما يقول الوكيل افتقدت الكثير من الحواضن، كونها خرجت عن المقاومة، والتي يكمن دورها في كسب قلوب الناس، إلى تكفير الشعب العراقي، وتابع "إنها باتت إحدى اذرع حزب البعث في تخريب العراق فهم قطاع طرق يسرقون أموال الشعب ويقتلونهم".وأكد الخفاجي
مكتب المالكي يتراجع عن "ضعف القاعدة": حلقات القيادة لا تزال تعمل
نشر في: 19 يونيو, 2011: 10:28 م