TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بصمة الحقيقة: الاولمبي لن يستسلم

بصمة الحقيقة: الاولمبي لن يستسلم

نشر في: 20 يونيو, 2011: 05:57 م

طه كمرتناولت قبل أسبوعين تقريبا موضوعا يخص المنتخب الاولمبي ومدى استعداده لمباراته التي سيخوضها أمام منتخب إيران ضمن تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لاولمبياد لندن 2012 وقد وصفت هذا المنتخب بأنه مجهول الهوية كونه لم يأخذ جرعاته الكافية من الاستعداد لهذه المباراة المهمة فمن خلال متابعتنا له أن الملاك التدريبي المشرف عليه مستمر بعملية استبدال اللاعبين حتى قبل إقامة المباراة بأربعة أيام وهذا ما جعلنا نتكهن، بل ونجزم أن مصيراً مجهولا ينتظر هذا المنتخب جرّاء عملية الإعداد الفقيرة التي لا تنم عن وعي وإدراك وثقافة كروية يمتلكها القائمون عليه.
 لذلك لقي هذا المصطلح استحسان البعض من المتابعين والقراء فيما اعترض البعض على هذه التسمية كون المنتخب يضم نخبة جيدة من اللاعبين المهمين ضمن صفوف فرق دوري النخبة إلا إني والكثير معي أصررنا على انهيار هذا المنتخب أمام المد الإيراني الذي تشير المعلومات المتوفرة لدينا عن قدرته في كسب نقاط المباراة وهنا لا يمكن أن نبالغ ونغالي ونزايد لأن الموضوع لا يحتمل مجاملات على حساب مصلحة العراق، فكرة القدم لعبة مهارية تعتمد على خبرة وفنون اللاعبين الذين يؤدونها بعيداً عن كل الأمور الأخرى ويقول المثل الشعبي المتعارف عليه منذ زمن طويل (هذا الميدان يا حميدان)، لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتعكز أو نعتمد في خوض مباراة مهمة كهذه المباراة على انجازات سابقة أو على أسماء خالية من الأفعال، بل يجب أن نعد العدة بما يتلاءم مع أهمية الحدث المتمثل بخوض المباراة أمام منتخب إيران الذي استعد لها جيدا ومنذ عام كامل وهو يعد العدة لمواجهة خصمه في هذا الدور بغض النظر عن هوية المنتخب الذي يلتقيه قبل أن تأتي له البشرى، إن من سيواجهه هو منتخب العراق الذي لم يجرب لاعبيه سوى مرتين فقط أحدهما أمام المنتخب السوري وانتهت بالتعادل بهدف لكلا الفريقين والأخرى أمام المنتخب الكويتي وانتهت للأخير بهدف نظيف ما يجعل الأمل يحدو خصمنا الايراني في الوقت الذي يعترينا حزن شديد ويساورنا قلق أكيد ولا أخفيكم اني كنت أحد المتشائمين لنتيجة هذه المباراة ولو لم تكن نتيجتها كما آلت اليه لقلت ان الحظ لعب دوره وخرجنا من خسارة أكيدة لكن يبقى المنطق هو الحد الفاصل والحكم في مثل هكذا أمور وخرج منتخبنا خاسرا بمحض إرادته .ولو أننا تجاوزنا جانب المنطق ووضعناه جانبا بحثا عن ضربة الحظ والاعتماد على ما يقدمه اللاعبون من دور من خلال مضاعفة الجهود كون المهمة وطنية ولا تقبل القسمة على اثنين لان هناك مباراة أخرى تنتظرنا في ملعب الخصم بعد غد الخميس ومن الممكن أن يستغل خصمنا أهم عناصر الفوز وهما الأرض والجمهور ويقدموا مباراة كبيرة ويهددوا مرمى الخصم ويحاولوا تسجيل هدف الفوز أو حتى الحفاظ على شباكنا نظيفة والخروج بأسوأ الاحتمالات وهو التعادل وكسب نقطة واحدة ويبقى الحسم في المباراة الثانية لكن للأسف شيئا من هذا لم يحصل بل شاهدنا منتخبا مفككا مترهلا متعبا لا يملك من اللياقة البدنية ما يسعفه للمطاولة أمام خصمه الذي عرف كيف يكسب الجولة من خلال توزيع جهده على شوطي المباراة وتسجيل هدف السبق بعد استغلال لاعبيه خطأ فنيا لدفاع منتخبنا الذي ظهر بأسوأ صورة وبالتالي سجل منها هدفه الوحيد على أمل التعويض في شوط المباراة الثاني الذي لم يأت لنا بالبشرى السارة ، بل سأمنا من طريقة اللعب التي لا نفهم فلسفتها فقد ظهرت خطوط منتخبنا بعيدة عن بعضها ولم يكن الربط ما بينها حاضراً ولم تأت التبديلات التي أجراها المدرب ناظم شاكر بالحل الأمثل حيث كنا نتمنى أن يشرك لاعبا في منطقة الوسط يمتلك النزعة الهجومية كأحمد فاضل أو نديم كريم لكنه أخرج أفضل لاعب في الفريق نبيل صباح الذي كان يدافع ويهاجم في الوقت ذاته وشاغل خصمه ولم يمهله لحظة واحدة في جهة اليسار بمساندته للمدافع محمد عبد الزهرة وكذلك تمويله الكرات الى أمجد راضي ومحمد سعد في خط المقدمة لذلك لم يكن هناك شيئا واحد يوحي أن منتخبنا سيحسم المنازلة لصالحه بعد استسلامه للفريق الإيراني الذي طبق عليه أسلوبا دفاعيا بحتا في شوط المباراة الثاني من خلال غلق المنطقة الدفاعية تماما وتطبيق الهجوم المرتد بالاعتماد على لاعبين اثنين في خط المقدمة مستغلين تفكك خطوط منتخبنا واللعب عليها .لا يسعني إلا القول كانت النتيجة متوقعة لكن الأمل يبقى يحدونا وكرة القدم أم المفاجآت فيجب على لاعبينا ومدربهم ناظم شاكر عدم رفع الراية البيضاء والاستسلام لخصمهم، وأمامهم تسعون دقيقة وهم قادرون خلالها تعويض تلك الكبوة، ومعروف عن العراقي انه عندما يلعب بالغيرة العراقية يهد جبالا بكاملها ولو نعيد عجلة الزمان إلى الوراء قليلا نرى كيف تمكن حسين سعيد وزملائه من تحقيق الفوز عليهم في عقر دارهم ليعيد الكرّة نشأت أكرم وزملاؤه ويحقق الفوز مرة أخرى عام 2000 في الملعب ذاته في العاصمة الإيرانية طهران لذا نقول سنبقى متفائلين بأسود الرافدين وننتظر الحسم بعد غد الخميس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram