اسم الكتاب: انضموا إلى الناديالمؤلف: تينا روزنبرغترجمة: عبد الخالق علي قال ارسطو طاليس: إن الإنسان حيوان اجتماعي بطبيعته . هذه هي فرضية الكتاب الجديد و المهم للمؤلفة تينا روزنبرغ " انضموا الى النادي " الذي يتفحص فكرة إن السلوك الإنساني يمكن تعريفه من خلال علاقاتنا بمعارفنا او اكفاءنا . انها تكتشف إن الضغط الكفء يمكن أن يقود الى افعال شجاعة او الى أذى كبير . إلا ان طموح روزنبرغ هو كشف سر استخدام هذا الضغط لتحويل العالم . بعد ان أطلقت على هذا المدخل اسم " العلاج الاجتماعي " ، بدأت تفحص كيف يمكن للشبكات الاجتماعية ان تواجه بعض مشاكل العالم المستعصية – من تدخين المراهقين الى الحكومات المستبدة .
في متابعتها للعلاج الاجتماعي، تتابع روزنبرغ عملها كصحفية حائزة على جائزة بولتزر سبق و أن درست مصادر شجاعة الإنسان و مصادر معاناته . كتابها الجديد يأخذ القارئ الى الثورات الديمقراطية في سيبريا و جورجيا و أوكرانيا، و إلى المجتمعات التي تعاني من الايدز في جنوب أفريقيا، و إلى قرى الهند و بنغلادش و حتى إلى ضواحي شيكاغو حيث أعضاء الكنيسة يحاولون تزوير العقود الاجتماعية . إنها تربط ريبورتاجها العملي مع الاكتشافات الأخيرة في علم النفس الاجتماعي ، و علم الأعصاب و الاجتماع و الصحة العامة و عدد من الحقول الأخرى. البشر يتفاعلون بأساليب عديدة مختلفة - في السوق ، و في نضالهم من اجل السلطة السياسية ، و كأكفاء في المجتمع . علاقاتنا في السوق يسودها السعي الى الربح و ارضاء المستهلك ; بينما علاقاتنا السياسية يسودها التنافس على السلطة ; و علاقاتنا كأكفاء يسودها السعي الى المكانة و الهوية و القبول من الآخرين . تزعم روزنبرغ ان النوع الثالث من العلاقة – السعي الى المكانة و القبول الكفء – هو الدافع الأقوى لسلوكنا الشخصي و انه يمكن استخدامه لعلاج الأمراض الاجتماعية . انها تدعونا " لإعادة تصوّر التغير الاجتماعي … المبني على الدوافع الإنسانية القوية: اشتياقنا للارتباط مع بعضنا البعض . أمثلتها مؤثرة في الغالب . ففي (جامكيد) و هي مقاطعة فقيرة غرب الهند ، تدريب المرأة لتصبح عاملة في صحة المجتمع يزيل الحواجز ما بين الطبقات الاجتماعية في الهند . تقول روزنبرغ ان نساء الطبقة الدنيا يكتسبن مكانتهن من خلال دورهن الجديد في القرية ، و من الرضا بمساعدة جيرانهن و الاحترام الذي يكنه لهن القرويون . و نتيجة لمعرفة و مهارات نساء جامكيد ، فان القرى تتغير . كذلك تكتب روزنبرغ عن الطلبة الاميركان – الأفارقة و الاسبانيين في الحرم الجامعي الأميركي ، الذين يتزايد أداؤهم في موضوع حساب التفاضل عندما يدخلون امتحانا للإبداع يشجعهم على التعلم المشترك . الطلبة الذين عانوا من التفاضل في العزلة ، ربما يتخلون عن الرياضيات ايضا و يذللون مصاعبهم بالدعم الكفء و غالبا ما يتفوقون . في رأي احد المحللين " إن الدرجات الجيدة تعتمد على التعارف على الأصدقاء و الدراسة معهم ".و في حكاية رائعة أخرى تبين روزنبرغ كيف إن الحملات المضادة للتدخين التي كانت تستهدف المراهقين ،نادرا ما كانت مفيدة حتى عملوا بالرسالة القائلة :إن عدم التدخين يزيد من المكانة الاجتماعية للفرد . الإعلانات الاعتيادية التي تحذر من إن التدخين قاتل ، كانت غير مقنعة . المؤثر فعلا هو الرسالة القائلة: إن شركات التبغ تكذب على الناس حول مخاطر التدخين . عدم تدخين المراهقين صار نوعا من الثورة ، و موقفا معاديا للسلطة ، و موقفا ضد الشركات المخادعة الغشاشة . باختصار ، فان عدم التدخين أصبح شيئا " لطيفا " . الأمثلة تتضاعف ، عبر القارات و الطبقات الاجتماعية و الفئات العمرية . يمكن معرفة الكثير من هذه الحالات الخاصة بكيفية مواجهة الأفراد لطموحاتهم ، و تعزيز مجتمعاتهم او حتى اسقاط الطغاة . مع ذلك ، فان حكايات روزنبرغ تثير الشكوك . فالكثير من الجهود التي تكتب عنها تنجح على المدى القصير و لكن ليس على المدى البعيد . فالعاملون المتدربون في صحة المجتمع مازالوا غير مستخدمين في المناطق و البلدان الفقيرة . التمويل المصغر ، رغم الثناء عليه من قبل روزنبرغ لنشره الضغط الكفء من اجل تشجيع تسديد القروض من قبل المقترضين الفقراء ، فانه يتعرض للهجوم و النقد في آسيا و أميركا اللاتينية . هذا لأن برامج التمويل المصغر غالبا ما يتم الترويج لها بكثرة و كأنها رصاصة سحرية ضد الفقر . تقول روزنبرغ ان الحملات الإعلامية الناجحة لمحاربة تدخين المراهقين لم تستمر رغم نجاحها و ذلك بسبب هيمنة شركات التبوغ . كل ذلك يذكرنا بان الضغط الكفء لوحده لا يستطيع تحويل العالم . فالعلاقات الاقتصادية و السياسية غالبا ما تخدع الأفراد المتفاعلين . العلاج الاجتماعي مكلف جدا من حيث وقت الإنسان ( الستراتيجيات الكفوءة تحتاج الى استثمار كبير في الساعات و الجهود ) و بالدولارات أيضاً. معظم البرامج التي تصفها روزنبرغ تدفعها الحكومات لكنها بعد ذلك تنقطع بسبب الموازنة . إن نجاح الضغط الكفء عادة ما يعتمد على نكران الذات من قبل القادة الذين يؤسسون منظمات تهيئ و تلهم المجتمع . طبعا من الصعب العثور على مثل هؤلاء القادة ، كما إن التطوع – و هو القيمة المركزية للبرامج الكفوءة –
كيف يمكن للضغط الكفء أن يحول العالم؟
نشر في: 20 يونيو, 2011: 06:01 م