TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا لمارادونـا

لا لمارادونـا

نشر في: 22 ديسمبر, 2012: 08:00 م

 إياد الصالحي
عدنا لنقطة الغموض التي استهوت اتحاد الكرة وهو ينطلق منها لرسم مسار المنتخب الوطني في رحلة استعداده لدورة خليجي المنامة 21 بعد فضّ مهمته في غرب آسيا مع مدرب الطوارىء حكيم شاكر، وأخذت ماكنة الإعلام بالدوران في فلك أخبار مسرَّبة من غرفة اجتماع الاتحاد عن قربه وابتعاده من ملف هذا المدرب أو ذاك من دون أن يُفصح الناطق الرسمي للاتحاد نعيم صدام عن أسماء مَن يعنيهم الأمر والأكثر قناعة لدى زملائه ربما حفاظاً على سرية المفاوضات التي لم تحسم بعد.
وإذا كان الأمر كذلك فنحن مع الاتحاد لضمان مفاوضات حازمة تأخذ في الحسبان الخطأ الفادح الذي وقع فيه بعد تمرير زيكو وثيقة التعاقد التي هدرت حقوقنا أكثر من كسبنا مدرباً عالمياً كشفت الأشهر الأربعة عشر عن فشله في بناء علاقات مثالية مع ادارة الاتحاد او المساعدين او اللاعبين المحترفين، ولذلك فاننا نؤكد هنا ضرورة أن يعلو صوت العقل في اجتماعات الاتحاد ويؤخذ بالمقترح الناضج بدلاً من التهور في تبني فكرة آنية للتعاقد مع مدرب أجنبي بحجة التخلص من ضغط الإعلام ليتولى مسؤولية قيادة المنتخب في خليجي المنامة.
هناك العديد من الأسماء التي تم تداولها في وسائل الإعلام وفي مقدمتها مارادونا وأريكسون وتروسييه ودومينيك ومينيز الذين ينتمون الى مدارس مختلفة ، بحسب تصريحات لبعض اعضاء الاتحاد بالرغم من تكتمه الشديد عن كشف ملفاتهم ، وأثار انتباهنا في اليومين الأخيرين قيام وكيل أعمال مارادونا هيرنان توفوني وكيل شركة "وورلد إليفن" بتوزيع تصريحات مجانية على صحف بلاده في بوينس آيرس ووكالات الانباء العالمية تفيد بأن ممثلي الاندية في العراق وقبلهم ادارة الاتحاد يؤيدون بحماسة كبيرة وجود النجم الارجنتيني على رأس الادارة الفنية لقيادة الأسود في الاستحقاقات المقبلة ،وجاء في سياق تصريحه ان شركته مخولة بالتفاوض مع الاتحاد العراقي لحسم وثيقة التعاقد معه.
سبق لاتحادنا أن وقع في اشكالية كبيرة مع المدرب النرويجي أولسن عندما تصدت شركة نفطية نرويجية لدفع مستحقاته على شكل رواتب شهرية ولكن بعد إقالة المدرب إثر تعادلنا مع الصين في تصفيات المونديال الماضي توجه الى (فيفا) لمقاضاة اتحادنا وكسب القضية بدفع الأخير الشرط الجزائي نتيجة عدم الخبرة في إبرام هكذا عقود غير مباشرة مع المدرب ، واذا ما سلمنا بنزاهة الشركة المعنية في التفاوض وتوصل الطرفان الى توافق كامل لإبرام العقد، هل سيكون مارادونا الخيار الصائب لمنتخبنا ؟!
صراحة إن ملف المدرب مع منتخب بلاده ونادي الوصل الاماراتي ورفض العديد من الاندية الصينية التعاقد معه بعد تجربته الخليجية،  لا يشجع على قبولنا المغامرة معه وتسليم مصير الأسود تحت قيادته نتيجة المشكلات الكثيرة التي تفنـن في صناعتها فضلاً عن مزاجه الحاد ولجوئه للاعتكاف في منزله اذا لم يرق له قرار ما او فشل في تحقيق ما خطط له في مباراة ودية مثلاً ، فكيف سيكون حال المنتخب ونحن تخلصنا تواً من مزاجية زيكــو وتمرِّده على اتحاد الكرة وغيابه الطويل عن تدريب اللاعبين ؟!
يبقى الخيار الأفضل في الوقت الراهن هو المدرب المحلي ليتولى مهمة اصطحاب المنتخب المطعّم بلاعبي الخبرة وأبرزهما يونس محمود ونشأت اكرم طالما ان هناك عشرة ايام تفصل تأهب الأسود للدخول في اقوى محفل خليجي ، ولا ندري ما سر إصرار نعيم صدام على استبعاد الخيار المحلي ، في وقت لا يوجد مدرب عالمي مجنون يجرأ على لمّ شتات المنتخب بين بغداد والدوحة والإمارات حتى لو حُسم الاتفاق معه اليوم قبل الغـــد؟!
يُفترض باتحاد الكرة ان يسابق الزمن لتهيئة أفضل الأجواء النفسية والفنية للاعبينا وخاصة الشباب منهم بعد صدمتهم في الكويت امام منتخب سوريا الذي استحق اللقب فنـاً وأداءً وخلقاً.
وإذ نصارح اتحادنا بدعم مهمة المدرب الوطني ، فاننا لا يمكن ان نقلل من شأن مارادونا فهو نجم النجوم وشاغل الارض وشعوبها منذ عام 1981 ، وخاطف الأضواء على غرار سرقته اشهر الأهداف في مرمى الحارس الانكليزي العجوز بيتر شيلتون  "حديث رجالات (فيفا) كلما فكروا بادخال التكنولوجيا الى ملاعب الكرة" ! مثل مارادونا لا يمكن ان ينجح في اخفاء شخصيته الحقيقية فضلاً عن عدم سماعه نصيحة منافسه الدائم على تاج الكرة في التاريخ بيليه وهو يكرر على مسامعه بين الفينة والأخرى " اُقعد أمام شاشة التلفاز واستمتع بماضيك الأبيض والأسود"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

عندما يجفُّ دجلة!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

مأزق المكوَّن المسيحي في العراق: قراءة في محنة الوجود والذاكرة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

 علي حسين منذ أن إطلقها الراحل سلطان بن علي العويس في نهاية عام 1987 ، حافظت "جائزة العويس" على التقدير والاحترام الذي كان يحظى به اسم مؤسسها الراحل ، والأثر الكبير الذي تركه...
علي حسين

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

 علاء المفرجي – 2 – المكان في الافلام العربية كان له حضورا مكانيا ورمزيا واضحا، لكنه ايضا لم يكن هذا الحضور يتعلق بالمكان كجغرافية، أو ثقافة، او تأثير. فالقاهرة في أفلام يوسف شاهين...
علاء المفرجي

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

سعد سلّوم تُظهر القراءة في التحوّلات الأخيرة التي شهدها النظام الانتخابي بعد تعديل قانون الانتخابات عام 2023 أنّ العملية السياسية عادت إلى بنيتها التقليدية القائمة على ترسيخ القواعد الطائفية والمناطقية. وقد تكرّس هذا الاتجاه...
سعد سلّوم

عندما يجفُّ دجلة!

رشيد الخيون لو قُيِّضَ للأنهار كتابة يومياتها، لكان دجلة أكثرها أحداثاً، فكم حضارة، سادت ثم بادت، نشأت على شاطئيه، وغمرها ماؤه، مِن أول جريانه وحتَّى جفافه، هكذا تناقلت الأخبار، أنَّ المنبع حُجب بالسُّدود العملاقة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram