عن: الواشنطن بوستظل جنود الفرقة الثانية في الجيش العراقي يحدقون إليه بذهول، ويحاولون لمسه بأيديهم ويلتقطون الصور معه.بعد ذلك تسمروا في مكانهم عندما قدّم لهم الاميركان سلاحهم الجديد. انه مدفع م - 198 الذي كان يقبع في مستودع ذي طابقين. بالنسبة للجنود العراقيين المتلهفين إلى كسب احترام الشعب، فان وصول هذا المدفع الاميركي يعتبر خطوة كبيرة تجاه الفخر الذي يحتاجه كل جيش مقتدر.
يقول علي هادي من صنف المدفعية "إنها تكنولوجيا عظيمة، سوف تتحسن الأمور كثيرا في العراق". إن أسلحة 155 ملم هي جزء من الجهود التي كلفت مليارات الدولارات، المبذولة لتطوير الجيش العراقي قبل الانسحاب المقرر لما تبقى من القوات الاميركية في 31 ك1 2011. من بين الأسلحة الاميركية التي يتواصل إرسالها للجيش العراقي هي دبابات أبرامز م 1 أي 1، ناقلات أشخاص مدرعة م 113، وقوارب دوريات.هناك مقولة بان السلاح العظيم يصنع الرجل العظيم. يقول الكولونيل علاء عبد الرضا من الفرقة الثانية "لا استطيع الدفاع عن البلد من دون الاميركان، وان المدفعية الجديدة سوف تجعل الجيش العراقي بمستوى الجيوش الأخرى". كانت القدرة المدفعية في ظل حكم صدام من بين أفضل القدرات في الشرق الأوسط وقد شكلت العمود الفقري لخطة المعركة في الحرب مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي.خلال حرب الخليج عام 1991 و2003 كان المخططون العسكريون الاميركان يخشون من أن يقوم صدام بتسليح مدفعيته برؤوس كيمياوية او بيولوجية، والتي أثبتت عدم وجودها فيما بعد. بالتالي، لم تكن مدفعية صدام توازي الطائرات والمدفعية والدبابات الاميركية، حيث تم تدمير الكثير من الأسلحة العراقية الثقيلة عام 2003، وما بقي منها كان غير مؤهل ويحتاج إلى تصليح أو انه يفتقر إلى العتاد. الجيش العراقي ما بعد صدام صار يعتمد على الهاونات ذات المديات القصيرة والمتوسطة. ولكون العراق لا يزال يفتقر الى الطائرات المقاتلة والقدرة الصاروخية فان الخبراء صرّحوا بتشكيكهم بقدرة العراق على رد أي اعتداء خارجي دون مساعدة الاميركان. لقد وصل أول المدافع في هذا الموسم، وقد أنهى جنود فرقة المشاة الخامسة والعشرين الاميركية تدريب الجنود العراقيين في محافظة ديالى على كيفية استخدام هذا المدفع.يقول الملازم روري غارسيا من فرقة الخيالة الأولى من وحدة مدفعية الميدان "سيكون لديهم ما لدينا من أسلحة". ويقول مسؤولون عسكريون اميركان إن الحكومة الاميركية ألغت بعض مزايا المدفع التي تعتبر مصنفة، لكنهم أضافوا بان المدافع التي يبلغ طول الواحد منها 42 قدما والتي تعمل بالحاسوب يغطي مداها مساحة 13 ميلا، وهي تعادل ثلاثة أضعاف مدى اكبر المدافع العراقية.يقول العريف بوبي بروستر من مدفعية الفرقة الأولى الاميركية إن هذا السلاح يغطي منطقة قتل تبلغ 100 قدم و تصيب شظاياه على مدى 500 قدم.في اليومين الأول والثاني من التدريب في الأسبوع الماضي، تم تقسيم الجنود العراقيين البالغ عددهم 40 جنديا إلى مجاميع لتعليمهم كيفية التصويب والإطلاق بهذا المدفع.وحسب غارسيا وبروستر فان من أهم الدروس للجيش العراقي هو أن الجندي المدرب جيدا على استخدام مدفع م 198 سيكون أكثر فاعلية من جندي صدام في استخدام المدفعية.يقول المسؤولون العسكريون الاميركان رغم إن مدافع صدام كان عددها يبلغ 3000 قطعة، معظمها من روسيا، فان جنود المدفعية القدامى كان ينقصهم التدريب والدعم التقني من اجل استخدام السلاح بشكل فاعل.ويضيف بروستر وغارسيا أن الهدف هو تدريب وحدات المدفعية في الجيش العراقي الجديد لكي يكونوا بنفس الدقة التي تميز بها الجيش الاميركي في معارك المدفعية عام 2003.يشار إلى أن إعادة بناء القوات المسلحة العراقية أُعتبرت منذ 2003 واحدة من اكبر برامج إعادة التسليح في المنطقة. وتعتزم بغداد شراء احدث الطائرات الحربية، وأفضل وأكثر الأسلحة تطورا لإعادة بناء القوات البرية والبحرية والجوية العراقية. احد أهداف إعادة تسليح القوات العراقية هو إعطاء مزيد من الزخم والقوة للحكومة العراقية الحالية لتمكينها من القضاء على أي أعمال عنف في حال غادرت القوات الاميركية من العراق. كما ستجعل العراق مجهزا بما يكفي من السلاح لصد أي عدوان محتمل من جيرانه. الجيش العراقي مكون حاليا من 14 فرقة، أما تسليحها فأكثره خفيف ومتوسط ويستهدف مواجهة الجماعات المسلحة المتمردة، وهي مجهزة بعربات مصفحة من طراز همفي. إلا أن الخطة الحالية تقتضي حصول الجيش على لوائي دبابات من طراز أبرامز، وعشر كتائب مدفعية خفيفة من عيار 120 مليمترا. ونقلت مصادر صحفية عن مصادر عسكرية قولها أن العراق طلب أيضا الحصول على طائرات هليوكوبتر حربية هجومية من طراز أباتشي، إلا أن الطلب رفض من واشنطن على ما يبدو. ويرى مراقبون أن شبه الاحتكار الامريكي لتسليح القوات المسلحة العراقية يعد جزءا من الاتفاق بين البلدين لتطوير علاقة شراكة إستراتيجية قوية بينهما. وحتى في حال انسحاب القوات "المقاتلة" الاميركية من العراق بموجب الاتفاقية الأمنية، سيبقى في العراق وجود اميركي عسكري ضخم على المدى البعيد لأهداف التدريب على كافة المعدات والأسلحة التي ستجهز بها القوات العراقية في السنوات المقبلة. ترجمة المدى
جنرال عراقي: نخشى رحيل الأميركان.. لكن المدفع الجديد يجعلنا جيشاً مقتدراً
نشر في: 20 يونيو, 2011: 08:45 م