بغداد/ خاصكشف خبراء إستراتيجيون أن لدى إيران أساليب مختلفة تستخدمها لتأمين وجودها وتحقيق أهدافها في العراق، كما أشار الخبراء إلى وجود أربعة مستويات من التدخل الإيراني في البلاد، وما تؤول إليه تلك المستويات على المنطقة بصورة متعمقة. فيما رفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أي تدخل إيراني في العراق حتى وان كان استهدافا للمنشآت الاميركية في العراق.
الخبير الستراتيجي رياض العامري قال إن النقاش المتعلق بالدور الإيراني في العراق، في العواصم الغربية وبصورة أكبر من العواصم العربية.وأضاف أن الهدف من هذه الإستراتيجية هو ضمان ألا يشكّل العراق تهديدا لأمن إيران بأي شكل من الأشكال، أو ألا يتم التلاعب به بحيث يصبح خطرا على إيران. وأشار إلى أن إيران تخشى أيضا "أن يواصل العراق الجديد إتباع سياسة معادية لإيران." وعليه، من الضروري جدا لإيران حماية هذه المصالح الإقليمية عن طريق الحفاظ على وجودها في العراق، علاوة على ذلك، يرسل وجود إيران في العراق رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة بأنها فشلت في إقامة نظام موال لأمريكا في بغداد، كما يؤكد الحقيقة القائلة إن "مبدأ تغيير الأنظمة السياسية في السياسية الخارجية الأمريكية قد فشل".ولفت الخبير إلى وجود المستويات الأربعة للتدخل الإيراني في العراق والتي تتركز على العلاقات مع القادة الدينيين، والعلاقات مع المسؤولين الحكوميين، إضافة إلى علاقاتها مع المجموعات المسلحة، كما العلاقات الاقتصادية لها دور كبير في هذا الوجود. إلى ذلك رفض زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أي اعتداء إيراني على العراق ولو كان يستهدف الاحتلال الامريكي بحسب قوله. وقال في معرض رده على استفتاء قدمه أتباعه حول تصريحات للسفير الإيراني بان إيران سترد على العراق في حال تعرضها إلى قصف اميركي: "لن نسمح بذلك ولو كان المستهدف المحتل.. كما إننا لن نسمح أيضا بجعل العراق قاعدة لقصف إيران".في هذه الأثناء قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن الهجمات الأخيرة التي أدت إلى مقتل جنود أميركيين في العراق تتحمل مسؤوليتها جماعات شيعية متطرفة وليس تنظيم القاعدة، مضيفا أن إيران تزود تلك الجماعات بأسلحة متطورة وفاعلة.وأعرب غيتس في مقابلة مع شبكة (CNN) الاميركية الإخبارية عن قلقه من النفوذ الإيراني في العراق، معربا عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة نوري المالكي بدأ بالتعامل بشكل جدي مع هذه الجماعات.وأكد غيتس أن واشنطن وبغداد اتخذتا إجراءات لاحتواء التهديد الذي تشكله هذه الجماعات، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل بهذا الصدد. من جهته أكد النائب عن القائمة العراقية عجيل الياور بأن تدخل النظام الإيراني في العراق عن طريق ميليشيات عسكرية تتبع له أصبح أمراً لا يخفى على أحد.وقال الياور إن ما يؤكد ذلك عثور قوات الأمن العراقية من حين لآخر على أسلحة مصنوعة في إيران، وهو ما يعتبر خرقاً لسيادة العراق لا يمكن القبول به. وأوضح الياور بأن، هناك دولاً أخرى تسعى كذلك للعب دور مؤثر في العراق، عقب إقرار منهج الديمقراطية والتعددية الحزبية في البلاد منذ عام 2003.في المقابل أشارت العديد من التقارير التي تصدر عن مؤسسات بحثية مختصة بشأن الخليج العربي ودول الشرق الأوسط إلى أن الإيرانيين يتعاطون مع الوضع في منطقة الخليج بكلّياته وجزئياته في آن معا، بالكليات كونه يتصل بالأمن القومي لإيران ودورها على الساحة الإقليمية كدولة كبرى بحجمها الجغرافي والسياسي والسكّاني وقدراتها العسكرية وثرواتها الطبيعية وغيرها، وبالجزئيات كونها تقع على حدود مجموعة من الدول العربية وغير العربية من تركمانستان وأذربيجان على بحر قزوين إلى أرمينيا وتركيا شمالا، إلى العراق ودول الخليج غربا وجنوبا وباكستان وأفغانستان شرقا. غير أن العراق من بين هذه الدول يحتلّ مرتبة بارزة وكبيرة في الاهتمام الإيراني نظرا إلى ما بين البلدين من ترابط يكاد يكون عضويا، وخصوصا بعد سقوط نظام صدام حسين الذي شنّ حربا على إيران دامت نحو ثماني سنوات بُعيد انتصار ثورتها على الشاه محمد رضا بهلوي، وخسر فيها الإيرانيون والعراقيون الملايين من البشر. لكنّ إيران ما كادت ترتاح من نظام صدام، حتى وجدت نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية وقوى التحالف الدولي التي اجتاحت العراق وأسقطت النظام وسيطرت عسكريا على كل الأراضي العراقية في ظلّ تزايد حجم الوجود العسكري الغربي في منطقة الخليج عموما، الأمر الذي ولّد خشية لدى الإيرانيين من أن يكون إسقاط صدام مقدمة لحرب دولية على بلادهم بذريعة الملفّ النووي وغيره. وبعد كل التطورات التي تلاحقت والمفاوضات التي جرت بينهم وبين الأميركيين في بغداد وفي عواصم أُخرى، يشعر الإيرانيون بأنهم يملكون زمام المبادرة في أي شأن يبحث معهم في شأن العراق، وخصوصا أنّ الحكومة العراقية القائمة ما كانت لتبصر النور لولا مباركتهم مع السوريين لها، بحيث أن دمشق وطهران باتتا شريكتين في الوضع العراقي الذي يشكل عمقا حيويا واستراتيجيا لهما. وقد تعزّز موقعهما في العراق بعد الاتفاق الذي حصل بينهما وبين تركيا، والذي انفتح على فكرة إنشاء مجلس تعاون يضمّ هذه الدول الثلاث ولبنان والأردن والعراق، بعد أن يكون نظامه قد استقرّ. وفيما يراقب الإيرانيون ما سي
خبراء: 4 أساليب لتدخل إيران في العراق
نشر في: 20 يونيو, 2011: 10:13 م