TOP

جريدة المدى > سينما > "بيت الظلام" أنموذجاً ..الشاعرة فروغ فرخزاد وتجربتها في السينما

"بيت الظلام" أنموذجاً ..الشاعرة فروغ فرخزاد وتجربتها في السينما

نشر في: 22 يونيو, 2011: 04:50 م

نجاح الجبيلي إلى جانب كتابتها الشعر وإبداعها فيه اتجهت الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد (1935-1967) إلى السينما وصناعة الأفلام فقد قامت بمونتاج فيلم تسجيلي بعنوان "الحريق" عام 1958 الذي يروي قصة الحريق الذي اندلع في آبار نفط في مدينة الأهواز، وسافرت عام 1959 إلى إنكلترا لدراسة صناعة الأفلام وبالأخص الوثائقية منها وقد مثلت دوراً في فيلم يدور حول طقوس الخطوبة في إيران وكان لها دور أساسي في إعداده ومثلت عام 1961
دوراً مهماً في الجزء  الثالث من فيلم "الماء والبحر" من إخراج إبراهيم كلستان، كما شاركت في فيلم "الموج والمرجان والحجر" من إخراج كلستان أيضاً.وبعد عودتها من انكلترا أخرجت فيلما طوله دقيقة واحدة عن صحيفة "كيهان" الإيرانية المعروفة وهو فيلم ترويجي لكنه مهم.تقول فرخزاد عن السينما: "السينما بالنسبة لي إحدى وسائل التعبير، فبمجرد مرور كل هذه السنوات من حياتي في مجال الشعر لا يعني أن الشعر هو الوسيلة الوحيدة للتعبير.. أنا أحب السينما وأعمل في أي مجال آخر أستطيع العمل به".وتعد سنة 1962 نقطة تحول في صنعة فرخزاد السينمائية إذ توجهت إلى مدينة تبريز في شمال إيران مع طاقم لها يبلغ تعداده 12 شخصاً وأخرجت فيلماً باسم "البيت أسود" أو "بيت الظلام" تدور ثيمته حول الناس المصابين بداء الجذام في مصحة تجمعهم في تبريز، وقد أخرجت الفيلم بناء على طلب من "لجنة مساعدة المجذومين".تقول فرخزاد عن تجربتها مع فيلم "بيت الظلام": "عندما رأيت المجذومين في اليوم الأول تدهور حالي كثيراً، كان شيئاً مرعباً، ففي المصحة تعيش مجموعة تتمتع بكل خصائص ومشاعر الإنسان إلا أن محرومة من ملامحه، رأيت امرأة ليس في وجهها سوى ثقب واحد وكانت تتحدث من خلال ذلك الثقب، إنه شيء مرعب ولكنني كنت مضطرة إلى أن اكتسب ثقتهم إذ أنه لم يحسنوا التعامل معهم، كل من زارهم اكتفى بالنظر إلى عاهاتهم أما أنا فكنت والله أجلس معهم على سفرة الطعام وأضع يدي على جروحهم وأتلمس أرجلهم التي أكلها الجذام، وهكذا اكتسبت ثقة المجذومين، حين أودعهم كانوا يدعون لي وإلى الآن أتلقى الرسائل منهم حين يطالبونني بإيصال شكاواهم الى وزير الصحة وأن أقول له أن المسؤولين يسرقون من أرز المصحة وأنهم محرومون من الطعام ومن الحمامات، رأيت هناك رجلاً مجذوماً مشلول الجسد تقريباً والشفاه.وكان يرفع شفته العليا بيده ليتمكن من الحديث، كما كان فاقد البصر، وعلى الرغم من أنه ما أن يلقاني حتى يقول: كم عريضة ينبغي عليّ التقدم بها ليرسلوا لي زوجتي. إنني مصاب بالجذام ولكن زوجتي سليمة وتريد العيش معي.النساء المجذومات مدهشات فعلاً، لقد فقدن كل محاسنهن وما زلن يتكحلن كل يوم، أصابعهن التي نهشها الجذام تغطيها الخواتم، غرفهن مليئة بالمرايا والتعويذات التي تبعد الحسد فهم بشر على أية حال".ومن الجدير بالذكر أن فروغ فرخزاد تبنت طفلاً اسمه "حسين" كان يعيش في المصحة مع والديه المجذومين بعد أن نجحت في الحصول على موافقتهما فعاش الطفل معها.وقد فاز فيلم "بيت الظلام" بجائزة أفضل فيلم في مهرجان "أوبرهاوزن" بألمانيا الغربية سابقاً وقد سمى المهرجان في دورته الرابعة عشرة جائزته الكبرى للأفلام الوثائقية باسم "فروغ فرخزاد" كما اقتبست اللجنة المشرفة على المهرجان شعار الجائزة من حوارات الفيلم.وفي كتاب بعنوان "كلوز آب: السينما الإيرانية" لحميد دباشي صادر عام 2001 يصف المؤلف فيلم "البيت أسود" كونه بداية العقد المغامر في صناعة الفيلم الإيراني والذي بلغ أوجه بفيلم "البقرة" لدرايوش مهرجوي"، يجب أن يعد فيلم "البيت أسود" من أهم الأفلام في فترة الستينيات، فيلم بمعالجته الشعرية للجذام يستبق كثيراً ما لحق في السينما الإيرانية في الثمانينيات والتسعينيات، "ووصفه محسن مخملباف" من أفضل الأفلام الإيرانية التي أثرت بالسينما الإيرانية المعاصرة.إن فيلم "بيت الظلام" هو فيلم وثائقي مروع مقزز مصنوع ببراعة، موضوعه الجذام وهي تنظر بصورة مباشرة بلا تردد إلى التدمير الذي يلحقه المرض بجسم الإنسان، إنها لا تشيح نظرها عن أبشع التشويهات التي يخلقها هذا المرض، وقصدها كان الكشف عن الطريقة القاسية المهملة التي كان يجري بها معالجة المجذومين في إيران وسوقهم إلى مستعمرات معزولة مسببة لهم التفسخ البطيء المؤلم، كان قصد فيلم فرخزاد هو التنبيه على هذه الظروف والتأكيد على أن هذا الموقف ضروري.إن سرد الذكر يدرج بشكل بهدوء حقائق عن الجذام بينما تنتقل فرخزاد بسرعة وبشكل مفاجئ بين بعض أشد الصور ترويعاً عن تأثير المرض: الأطراف التي تبدو أنها قد بترت وكأنها بواسطة التآكل؛ الأنوف المثقوبة تاركة فجوات تشبه البركان في وجوه المرضى؛ الجلد الذي يتقشر بعد أن تكشطه أداة الطبيب.هناك راويان في الفيلم: الأول راوي ذكر أشرنا إليه في أعلاه يظهر بشكل متقطع كي يعطي حقائق مباشرة بنغمة موضوعية، والراوي الثاني هو فرخزاد نفسها التي تتحدث بصوت خارجي إيقاعي تشوبه الشعرية والدينية، تظهر فرخزاد باستمرار المجذومين وهم يصلّون ويشكرون الرب وعن قصد تضع عقيدتهم وتقواهم بالتعارض مع ظروفهم القاسية المذلة.و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram