إحسان شمران الياسري نستعير في هذا العمود بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- أبو كاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، لنُريح الناس من الصخب الإعلامي، وليستذكروا سخريته ممن كانوا مسؤولين عن خلق المعاناة لهم.. فالترويح عن الناس جزء مهم من تعزيتهم عما ينقصهم، وكان الراحل رائداً في إبهاجهم.. وستكون الاستعارة دون تلميح بصلتها بزماننا، بل يكفي أن يستمتع القارئ بها، ويخمّن (رباط الحچي):
حكاية عن الضبع والبّو...! المِّنةُ ليس فعلاً يستوجب الاعتذار، عدم التزامي بوصية صديقي المثقف، الذي وصف الطريقة المثلى للقراءة: ان لا تُحرك شفة، ولا تختلج في وجهك او رقبتك عضلة. ولقد حاولت التقيد بوصيته، لكنني احيانا، أندمج بما أقرأ أو أكتب فيرتفع صوتي لدرجة تجاوز المكان.. حدث شيء مثل هذا، وبجانبي زميلي خلف الدواح، فتحت المعجم الوسيط.. قلّبت صفحاته.. توقفت عند حرف الضاد.. شرعت بالاقتباس مرددا بصوت عال كل كلمة أكتبها:الضبع.. (الضبع) جنس من السباع أكبر من الكلب وأقوى، وهي كبيرة الرأس قوية الفكين (مؤنثة) وقد تطلق على (الذكر والأنثى).. (الجمع) أضبع (الضبعان).الذكر من الضباع (الجمع) ضباعين. (ضبعت) الدابه- ضبعا: ارادت الفحل واشتدت شهوتها.  فهي ضبعة وضبعى. (الجمع) ضباع ضباعي.(ضبع) فلان: جبن وكان في خُلق الضبع. قاطعني خلف الدواح بضحكة مفاجئة، فتساءلت بعيني مستغرباً.. فهم نظراتي المتسائلة وأجاب عليها بلهجة إنكار: الضبع جنس من السباع !!هاي يا اسباع المصّخمة اللي طلعت كَرايب الضبع ؟!قلت وفي صوتي رنة غضب:ـ خلف لا تحط روحك بالتعرفها والما تعرفها (كل طبيخة الك بيها لبيخة) هاي حسبة قاموس، ما عليك منها.. ـ يبعد چبدي كون انته، الله يسلمك، كل اللي تغراه اتصدج بيه، انوب تريدني انه هم اصدج مثلك ؟!غاموسك ايكَول الضبع نوع من انواع السباع.. واتريدني اسكت ؟!أفهمت خلف الدواح ما هي حكاية الضبع من (الفها الى يائها).. وأوضحت له ان من يريد الكتابة عن (الضبع) يتعين عليه ان يلمّ بـ (تاريخه) ويعرف عنه كل شيء: من القاموس والتاريخ والجغرافيا والحكايات الشعبية. غالب خلف الدواح ضحكته وأخيراً تغلبت عليه، فاخذ يضحك ويضحك.. ويضحك.. حتى اصبت بعدوى الضحك.  ووجدتني أجاريه. ثم مسح عينيه بطرف (يشماغه) وقال بصوت من أجهده الضحك. ـ ألف استغفر الله ياربي، لكن اكَلك.. مادام الحسبة هيچ.. لا تتعب روحك وتدور مناه ومناه. انصحك اتشوف بغاموسك جلمة (بّو) إكتبها من الغاموس وآنه هم اسولفلك سالفة على (البو). ذيچ السنة جابت هايشتنه عجل.. من بعد يومين مات العجل.. ومعلوماتك مثل هيچ حاله لازم انسوي جلد العجل (بّو) حتى لا تغرز الهايشة وننحرم من لبنها.. لكن يا ابوكاطع ياخوي، على البو (الله لا يرد البو) كل ليلة تسحله الجلاب..  واتشوفنا نتراكض وراها.. وحايرين وين انضم (البو). يوم من الايام كَالت ام حسين. اريد اجرب الهايشة هلبت الله يهديها وتحلب من غير (بو) حتى نخلص من طلابته.  راحت ام حسين بجدرها. حلبت الهايشة على اربعة وعشرين حباية، بغير (بو)، اجت ام حسين بشرتني.. وجنت اركض على (البو) وآخذه للمزبلة واشلي عليه الچلاب: ـ چوچ چوچ چوچ.  كضى شغلنا من البو!!