وائل نعمة مع ارتفاع درجات الحرارة يوميا بعد آخر ، وتراجع ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية، تتصاعد فكرة الكثير من العوائل وتنضج اكثر في سرقة ايام من الاسبوع وقضائها في اقليم كردستان.لاسيما وان ضغط العمل والزحامات والانتظار لساعات في السيطرات الامنية قد اصبحت عوامل مساعدة لكي تحسم العوائل امرها وتتجه الى الشركات السياحية لتلتحق برحلة الى مدن الاقليم.
بالمقابل تشهد مدن كردستان انتعاشا في الحركة السياحية هذه الايام بفضل افواج العراقيين القادمين من وسط وجنوب البلاد هربا من حرارة الصيف والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي ، وتنتشر العائلات العربية والكردية وتختلط الموسيقى الكردية بالعربية التي تبثها المقاهي الموجودة على الروابي الخضراء. وتصل هذه الافواج بالتنسيق مع شركات سياحية محلية تقوم بتنظيم رحلات لفترات محدودة للاسترخاء في ظل درجات حرارة ربيعية في اقليم كردستان الذي يتمتع اضافة الى مناطقه السياحية وطبيعته الخلابة باستقرار امني كبير مقارنة بباقي مناطق العراق.ازدياد شركات السفر وتنتشر يافطات مكاتب السفر بشكل ملفت مع بداية العطلة الصيفية ، فيكاد لايخلو عمود او بناية من اعلان عن رحلات سياحية الى كردستان تقيمها شركة او مكتب سياحي. ويبدو ان الاختيار يصبح صعبا مع ازدياد هذه المكاتب، فيبقى ان تقتنع بالبرنامج الذي ستقدمه لك الشركة والمناطق التي ستزورها.معظم المكاتب السياحية تعلن عن رحلات تستمر لخمسة ايام بسعر لايتعدى المئة والخمسين الف دينار من ضمنها وجبة الفطور وفي ارقى الفنادق، لكن ليست هذه كل الحقيقة! يتحدث كريم احد المسافرين مع شركة معروفة بمجال الرحلات الى كردستان بان المبلغ قد تغير من 150دينار الى 170 الفا وهو يختلف عن ماكان معلن عنه، كما ان الجولات السياحية تغير خط سيرها واصبحت مملة ومتعبة ومغايرة لما كان المفروض ان تكون عليها في اوراق البرنامج التي وزعت على المسافرين قبل يوم الرحلة، فضلا عن ان الفنادق درجة عاشرة!بالمقابل ان الشركات السياحية كان لها دور مهم في استقطاب السائحين ، وتتحدث ام مريم احدى المصطافات من منطقة الكرادة ان شركات السياحة قد تقدم عروضا مغرية، لكن صاحب العائلة لن يستطيع ايفاء ثمنها، خاصة اذا تجاوز عددهم ستة اشخاص، فلذلك، قررنا ان نأتي بسيارتنا الخاصة. مؤكدة : جلبنا معنا الطعام والشراب، والكرزات، والحلويات، وكل ما يحتاجه الاطفال في مثل هذه السفرات، ولم ننس كرة القدم. من جانب آخر يشير عدد من العوائل الى انه على الرغم من ان الشركات السياحية لاتقدم خدمة سياحية حقيقية الا ان طبيعة وسحر المدن في الاقليم يغطيان على عيوبهم. حيث توضح ام سجا وهي تلتقط صوراً لشلال بيخال وقد اصطف اولادها امامها بانها مستمتعة جدا بالسفر الى كردستان ، لاسيما وانها المرة الاولى التي تخرج فيها من منزلها في بغداد وتكسر طوق العمل في البيت . يشار الى ان مصيف بيخال من المصايف السياحية الرائعة والمتميزة في الاقليم حيث المناظر الخلابة والساحريجذب سياحا بأعداد كثيرة سنوياً ، يبعد (140كم) عن مركز محافظة اربيل ويقع شرق مصيف كلي علي بك وعلى بعد (10) كم من غرب ناحية رواندوز ولا ترتفع فية درجة الحرارة عن 32 درجة مئوية صيفا ًوتبلغ مساحته ( 4250 متراً مربعاً ) أما حجم السياح الوافدين إلى مصيف بيخال فيصل الى 300 الف سائح تقريبا ، ويمكن الوصول إالى هذا المصيف عبر الطريق الموصلة لشلال كلي علي بك أو عن طريق ناحية رواندوز ،وهذا الموقع معروف ومشهور بشلاله الكبير الممتد على طول الجبل .ويضم المصيف مطاعم و كازينوهات شعبية . ام سجا اصبحت تستخدم عبارات جديدة لم تعتد عليها ، فهي لاتتحدث عن انبوبة الغاز التي يجب ملؤها ، او عن انقطاع الماء والكهرباء ،بل راحت تتحدث عن جمال المناطق وسحر تدفق الماء من بين شقوق الجبال .فيما يؤكد سليم عادل 45 عاما ، والذي جاء مع عائلته الى اربيل ، ان "حرارة الجو في بغداد لا تطاق والانقطاع المستمر بالكهرباء يزيد الامر سوءا، لذلك قررنا المجيء الى كردستان حتى انتهاء موجة الحر". موضحا : لايمكن وصف فارق درجات الحرارة بين البصرة وكردستان وحلاوة الجو والمناطق الخضراء والينابيع التي من حولنا". ويتابع قائلا "جئنا في البداية على اساس البقاء اياما قليلة، ولكننا سنحاول تأخير عودتنا اطول قدر ممكن".نريد أن نشاهده في بغداد وتتفق معظم العوائل المصطافة في الاقليم بان النظافة والاهتمام بشكل المناطق السياحة اصبح عامل جذب مهماً وهو مانفتقده في العاصمة ومحافظاتنا الاخرى. ويشير محمد مهدي الى ان السفر وقضاء عطلة جميلة وممتعة مع عائلته تعد راحة نفسية ضرورية للتخلص من روتين الوظيفة ،مؤكدا انه قرر في كل صيف ان يقضي اجازته باحد مصايف كردستان.متمنيا في الوقت نفسه ان يكتسب المواطن من زيارته مدن الاقليم بعض الخبرة في احترام النظام والقانون والاهتمام بنظافة الشوارع ، مطالبا المسؤولين المحليين بنقل تجربة الاقليم الى بغداد وبقية المحافظات من حيث الاعمار والتطور. من جانب آخر يتحدث ابو عمار وهو يقف امام بحيرة دوكان عن التكاليف التي يجب تحملها اثناء السفر ، خصوصا وان
المصطافون فـي ربوع كردستان: مللنا انقطاع الكهرباء.. ولن نعود حتى ينتهي الحر
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 22 يونيو, 2011: 08:10 م