وفاة زهور حسين
في مثل هذا اليوم من عام 1964 توفيت بحادث سيارة المطربة العراقية الكبيرة زهور حسين ، وذلك على طريق بغداد -الحلة عندما كانت تقود سيارتها ومعها شقيقتها لزيارة قريب لها موقوف في سجن الديوانية . وبوفاتها فقدت الأغنية العراقية أحد أجمل الأصوات النسائية التي قدمت من فنها الشيء الكثير والخالد . رحلت زهور وهي لم تزل في عنفوان شبابها وفي أوج شهرتها .
زهور حسين واسمها الأصلي زهرة عبد الحسين ولدت في كربلاء العراق (1918 - 1964) بدأت الغناء عام 1938, وكانت تغني منذ الصغر و تحيي الحفلات النسائية الغنائية الخاصة. برعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل. وبدأت تعمل كمغنيه في ملاهي بغداد خلال الخمسينات والستينات، وكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً.. من أشهر أغانيها التي ما زالت حتى الآن تردد أغنية " غريبة من بعد عينج يايمة "
كُتب عنها :
انطلق صوت زهور حسين فجأة يغرد على مسرح ملهى الفارابي حيث أحييت حفلا غنائيا بسرعة لا فتة ،إذ حقق مكانة مرموقة ،فقد قدمت وصلات غنائية أدائية مذهلة نالت الإعجاب واستحوذت على قلوب ومسامع الحاضرين ،ومنذ الفرصة الأولى أتيحت لها في ذلك الملهى بدأت زهور الانطلاق وظهرت أكثر من مرة في تلك السهرات وسارت في خط تصاعدي ،وعندما بدأت ملكاتها الفنية تنمو وتتطور استطاعت أن تفرض صوتها على الملحنين في تلك الفترة ،مما حدا بهم إلى أن يقدموا ألحانهم لها. أمثال رضا علي وخضر الياس وسعيد العجلاوي ،ثم راحت تشدو بألحانهم حتى دخلت الإذاعة عام 1942م وغنت أجمل ما عرفت به هو مقام (الدشت) التي كانت تؤديه بالشعر العربي الفصيح. وأخذت شهرتها تتسع على نطاق أوسع من خلال المذياع.. ومن خلال تواجدها في دار الإذاعة تعرفت على الملحن القدير عباس جميل فانسجم الاثنان أيما انسجام ، حتى أصبحت له علاقة روحية صميمية معها ،مما جعله يلحن أكثر أعماله لها التي تقدر بـ(60) أغنية منها: (أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون)، فكانت هذه أول أغنية قدمها لها عام 1948م و(آني إللي أريد أحجي) و(يم اعيون حراكه) و(هله وكل الهله) و(جيت يهل الهوى) و(غريبة من بعد عينج يايمه) و(سوده شلهاني) و(لوله الغرام حاكم) والعديد من الأغاني لا يتسع المجال لذكرها. وتجدر الإشارة إلى أن آخر لحن قدمه لها هو من كلمات (الشاعر الغنائي الراحل عبد الكريم العلاف).
وين ابن الحلال الشاف محبوبي
يردلي لهفتي وحظي ومطلوبي
،لكن زهور لم تؤدها بسبب رحيلها المفاجئ.. لقد تألقت زهور حسين وأبدعت بصوتها المطعم بالحيوية ،الممتلئ عذوبة وشجنا.. والذي يمتد على مساحة واسعة في القرار والجواب من خلال اختيارها ألحاناً مشحونة بالطرب وممزوجا بالتراث الريفي والبغدادي الأصيل.
لكن يد المنون اختطفت (زهور) وهي في أوج مجدها وقمة عطائها الفني .