اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قصص انتحار نساء ورجال..تكشف حالات إحباط وأمراض نفسية في طي الكتمان

قصص انتحار نساء ورجال..تكشف حالات إحباط وأمراض نفسية في طي الكتمان

نشر في: 24 يونيو, 2011: 05:27 م

  أعد الملف / وائل نعمة – إيناس طارق في مساء يوم ما ارتفع فيه الغبار استقبلت مستشفى اليرموك حالة حرق جزئية لامرأة في أربعينيات العمر ، كان الحرق عاديا وادعى أهلها بان الإصابة جاءت نتيجة ملء "المولدة " بالبنزين وهي تعمل  ، لاسيما وان حالات الحرق بهذه الطريقة كثرت في الآونة الأخيرة بعد دخول خدمة "المولدات " الى المنازل.
قبل هذه الحادثة بساعات كانت الحكاية تختلف عن ادعاء الأهل . هذه المرأة كانت تتهيأ لعمل ما في غرفتها البائسة، التي تخلو من أثاث سوى سرير قديم يغطيه فراش رث، ووضعت بجانبه على الأرض زجاجة تحوي مادة النفط وتناثر عود الثقاب بجوارها.. لحظات حتى دخل الابن الأكبر ووجد أمه تصرخ وجسدها يشتعل بالنار ، استطاع بسرعة ان يلفها ببطانية قريبة وأنقذ حياتها بأعجوبة ، حتى نقلت الى المستشفى بصحبة أختها وزوجها اللذين وصلا الى البيت بعد دقائق . في المستشفى الوجوه محتارة والشفاه ترتعد خوفا ،إصابتها خطيرة جدا والحروق كثيرة. الكل يعرف بأنها حاولت الانتحار ، والصدفة وحدها جعلت ابنها ذا الخمسة عشر عاما يوقف النار من نهش جسدها.بالعودة الى حياة المرأة التي حاولت الانتحار، نكتشف  بأنها تزوجت منذ 20 عاما من رجل بسيط يعمل في أسواق الشورجة ، لم تكن حالته المادية جيدة ، وعلى الرغم من الحياة الصعبة التي عاشتها مع زوجها، الا انها استطاعت ان تغير من حياته ومن شكل البيت ورزقا بثلاثة اطفال .لم يعكر صفو البيت غير نساء بدأن يستدرجن الزوج الى غرف السهر والقمار ، وراح الإدمان على الكحول وخسارة الأموال كل يوم يجرف معه السعادة، وأثاث البيت راح يختفي ، ولم يبق غير بعض القطع البسيطة . بالتأكيد ان ضياع الأموال اثر بشكل سلبي على حياة المرأة وعلى أطفالها ، وبالمقابل السهر والسكر المفرط منعه من الاستمرار بعمله وراح العوز والجوع وملاحقة صاحب المنزل لهم لدفع الإيجار يصبح نمطا يوميا.الرجل المدمن زاد في اهمال بيته واسرته وصار الضرب والشتم لغته الجديدة ، وحاولت الزوجة العمل لتؤمن لقمة عيش اطفالها  او تدخل احد الاطراف في ما بينهم للخروج بحل وسط ، ولكنه كان يمنعها بالضرب المبرح حتى يغشى عليها فاقدة الوعي ,واستمر الحال على هذه الشاكلة ولم تجد الزوجة غير الانتحار مفرا من حياتها البائسة.حوادث الانتحار بالحرق أضحت الطريقة السريعة للتخلص من وضع لا يمكن التعايش معه . فجميلة البالغة من العمر 45 عاما فارقت الحياة بطريقتها الخاصة بعد ان سكبت النفط الأبيض على جسدها ودخلت الى غرفة نومها وأشعلت النار لتوهج شعلة نار حمراء تجعلها متفحمة بعد ان أصبحت حطبا امتد ليشعل غرفة نومها ولم تستطع الخلاص من النار حتى بعد محاولة عائلتها كسر الباب لإنقاذها لان الوقت قد مضى والنار التهمت كل شيء بما فيه جميلة .جميلة متزوجة منذ 15 عاما و كانت دوما عونا ويدا لمساندة زوجها طوال تلك السنين لاكمال بناء البيت , لكنها يئست من إيجاد مكان في قلب زوجها الذي فاجأها برغبته بالزواج من امرأة أخرى لتسكن معها في الدار الذي اكتمل بناؤه وهي التي أعطته وقدمت شبابها له . ورغم اعلان رفضها فكرة الزواج الثاني ، الا انها لم تفلح لإقناعه بالعدول عن رأيه ، فاختارت ان تفارق الحياة وتترك أولادها يعانون وهم يستذكرون صوت والدتهم تصرخ من لسعات النار المتوهجة في جسدها.حالة جميلة ليست الوحيدة من بين عشرات القصص التي تستحق ان تكون سيناريو لمسلسل درامي ،فالرغبة بالانتحار تنامت عند النساء العراقيات في الفترة الأخيرة ، نساء فضلن الابتعاد عن حل المشكلة ، وعدم مواجهة الحقيقة . وإلا كيف يمكن تصور امرأة أم تقوم بحرق نفسها وطفلها الصغير  ، (وديان )  البالغة من العمر 19 عاما وابنها ذو الستة أشهر قامت بحرق نفسها وطفلها لان زوجها يمنعها من الذهاب إلى عائلتها ويقوم بضربها في بعض الأحيان هذه الحالة شاهدناها وحضرنا مرافعتها في رئاسة استناف الكرخ حيث أقدمت  الام على الانتحار وحرق ابنها بعد ان سكبت النفط الأبيض وأغلقت  الباب ونوافذ الغرفة ثم ان رمت مفتاح الغرفة في الحديقة بعدها أشعلت النار بجسدها وابنها الذي لم ينفك عن الصراخ ولولا ان الجيران لاحظ النار تخرج من نوافذ الغرفة بعد تكسر الزجاج لما علم احد ان البيت يحترق حيث كانت عائلة زوجها في سفرة خارج العاصمة ، لتختار هي  الوقت المناسب لتنفيذ جريمتها. بعد موتها اشيرت أصابع الاتهام الى زوجها الذي كان في قفص الاتهام يقسم بأنه يحبها ولم يقصر معها بأي شيء ولا يعلم لماذا فعلت ذلك وحتى الشهود من الجيران كانوا مع شهادة زوجها الذي قال أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية وعصبية وكان يتخوف على الطفل منها وكان قد ابلغ عائلتها بالأمر لكنهم لم يفهموا معنى هذا الكلام .بالمقابل، يشير علماء النفس والاجتماع الى إن الكثير من الأمهات والآباء لا يصلحون ان يكونوا مسؤولين عن رعاية أطفال ، ويمكن ان يتعرض الطفل او الزوجة الى الضرب والعنف غير المبرر بسبب أزمة نفسية . مطالبين في الوقت نفسه بان تتخذ المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني دورها في مراقبة حالات بعض العوائل وتفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس وفي المؤسسات الصحية.ماذا يحدث في الموصل ؟ الانتحار في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram